الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حَولَ حزب العمال الكردستاني PKK

امين يونس

2016 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يحتاجُ المرءُ إلى شيئٍ من المُراجَعة الذاتية ، وتفحُص الآراء المُسبَقة .. كي يستطيع الوصول إلى تخوم " الموضوعية " ، حين التطرُق إلى الشؤون السياسية . وهُنا اُريد التحدُث عن ما يجري في مُدن وقصبات جنوب شَرق تُركيا ، أي كُردستان الشمالية ، في الأشهُر الأخيرة ، ومدى صِحة سياسة حزب العُمال الكردستاني ال PKK .
لا أجد الإسهاب مُجدِيا ، في الحديث عن نهج الحكومة التركية ولا عن أردوغان / أوغلو .. فهُم أثبتوا للعالَم ، عنصريتهم وإنتقائيتهم المُخزِية في التعامُل مع الملف الكُردي ، سواءً في تُركيا أو سوريا والعراق . سأركزُ فقط ، على حزب العمال الكردستاني PKK ... ما لهُ وماعليهِ ، وسأجهدُ أن أكون موضوعياً قَدَر الإمكان :
ما لَهُ :
* ظهور حزب العُمال الكردستاني ، نهاية سبعينيات القرن الماضي ، كانَ مُنعَطَفاً بالِغ الأهمية ، بالنسبة إلى الكُرد جميعاً ، لاسيما كُرد تُركيا . وإعلانه الكفاح المُسّلح بداية الثمانينيات ، إرتقى بهِ ، ليكونَ واجِهة النضال ضد العنصرية التركية المقيتة .
* مُؤسِسي وقيادات حزب العمال الكردستاني ، المنحدرين من عوائِل بسيطة من عّامة الشعب ، شّكلوا إحراجاً وتحدِيا لقيادات الأحزاب الكردية التقليدية ذّوي الخلفيات العشائرية والدينية ، ولا سيما في كردستان العراق .
* النهج اليساري الواضح ، في فِكر حزب العُمال الكردستاني ، كانَ علامةً فارِقة ، تُمّيِزهُ عن معظم الأحزاب الكردية في العراق وإيران وسوريا ، والتي أفكارها ، خليطٌ من القوميةِ والليبرالية والفكر الديني .
* منذ تأسيسه وبعد ذلك إعلانهِ الكفاح المُسلَح ، وّفَر حزب العمال الكردستاني ، فُرصةً حقيقية ، لإنخراط الفتيات ضمن تشكيلاته بِشكلٍ واسِع . وكانتْ تلك ، خطوة ثورِية ، زلزلتْ القِيَم الإجتماعية المُتخَلِفة الرّثة في المجتمع الكردستاني .
* في بداياته .. كان حزب العمال الكردستاني ، يرفع شعارات لاتعترف بالحدود المصطنعة بين الدُوَل الأربعة التي تضُم الكُرد ، ونجحَ سريعاً في كسب الكثير من الشابات والشباب في الأجزاء الأربعة .
* نهاية الثمانينيات والتسعينيات وما بعدها ، شهدتْ أفول [ ثَوريِة ] الأحزاب الكردية التقليدية جميعها .. مُقابِل لَمَعان نَجم حزب العُمال الكردستاني وعُنفوان مُقاتليه .
* نجاح حزب العُمال الكردستاني ، في إستقطاب عشرات الآلاف من المهاجرين الكُرد في أوروبا وغيرها ، وتشكيل جماعات ضغط مُنّظمة ، نشطتْ في الخارج ودعمتْ حزب العُمال ، بمُختلف الوسائل ، من بينها الدعم المالي .
..................
ما عَليهِ :
- خروج مُؤسسيه وقياداته ( رُبّما إضطراراً ) ، بداية الثمانينيات ، من ساحتهم الأساسية " كردستان تركيا " ، وإستقرارهم في سوريا تحت رعاية النظام ، وما تبعهُ من تأثيرٍ أكيد ، للمُخابرات السورية ، على حزب العُمال الكردستاني . ذلك التأثير في جانبهِ السلبي ، تُرجِمَ لاحقاً ، في الحرب القذرة التي خاضها حزب العُمال ، ضِد بيشمركة الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ، في أقليم كردستان ، وراح ضحيتها الآلاف من الجانبَين .
من تداعيات تلك الحرب الغبية ومن نتائجها اللاحقة ( إضافةً إلى أسباب أخرى طبعاً ) : إرتماء الحزب الديمقراطي ، تدريجياً ، في حُضن تُركيا وتوجُه الإتحاد الوطني ، تدريجياً ، نحو إيران . وكذلك هيمنة الحزبَين الديمقراطي والإتحاد ، على كُل مُجريات الأمور في الأقليم وإحتكار السُلطة لغاية الآن .
- عدم عَودة أوجلان " بعد تشديد الخِناق عليهِ " في 1998 في سوريا ، إلى جبال كردستان تركيا ، أو حتى الى جبال قنديل ، وكانتْ الفُرصة مُتاحة أن يفعل ذلك . وفّضَل ان يُغادِر بالطائرة إلى أوروبا ... حيث وقع في الكمين الذي نصَبَتْهُ له المخابرات التركية بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية وغيرها . فوقع في الأسْر .
- التدخُل المُبالَغ بهِ ، في سياسة ونهج ، الأحزاب الكردية في تركيا ، والتي هي واجهة لحزب العُمال الكردستاني . وآخرها : حزب الشعوب الديمقراطي HDP . كانَ من الأفضَل ، إفساح المجال ، ل HDP ولا سيما بعد تجاوزه لعتبة ال 10% في الإنتخابات ، كي يقوم بدوره السياسي المدني ن بعيداً عن ضغوطات ال PKK . تلك الضغوطات ، وّفرتْ ذريعة لأردوغان وحكومته العنصرية ، لتدمير العديد من المُدن والقرى الكردية وقتل المئات وتشريد الآلاف من الناس وحرمانهم من مصادر عيشهم .
- دأبتْ المخابرات التركية ، منذ ظهور حزب العمال الكردستاني PKK ، على مُحاولة " إختراق " التنظيم . وهي سياسة معمولٌ بها في كُل مكان ، حيث تسعى السُلطات الحكومية ، إلى إرسال جواسيس ، داخل التنظيمات المعارضة او المُعادية . وهنالك دعايات تُرّوِجها المخابرات التركية والمتعاونين معها ، بأن ثلاثة أرباع حزب العُمال الكردستاني PKK ، هُم عُملاء للمخابرات ! . طبعاً ، هذه الاقاويل لاتعدو ان تكون جزءاً من الحرب النفسية .
لكن ... هنالك دلائِل على نجاح الأمن التركي ، في إختراق التنظيم هُنا وهناك . وليسَ نادراً ان تقوم المدفعية التركية ، بين الحين والحين ، مثلاً ، بقصف تجمُعٍ لمُقاتلي ال PKK ، في مكانٍ سري ، داخل أقليم كردستان .. وبِدِقة ، في الوقت الذي يكون فيهِ ، مسؤول ذاك التجمُع ، غير مُتواجِد " مُصادفةً ! " . ويُرى بعد فترة ، في مدينةٍ تُركية مُعزَزا مُكرَماً .
ولا أرى ، أي جدوى ، من ( حفر الخنادِق ) داخل المُدن الكردية مثل سلوبي والجزيرة وبعض أحياء دياربكر ... بل ان الذي أصدرَ مثل هذا القرار ، لا أجدهُ بعيداً عن أحابيل المخابرات التركية ! .
أعتقد ان حزب العمال الكردستاني PKK ، فقدَ العديد من مُؤيديه ، خلال الأشهُر القليلة الماضية ، في المُدن الكردية في تركيا ، بعد ان تسببتْ الحرب الدائرة ، في تعطيل الأعمال والصناعة والزراعة والتجارة ، والحصار المفروض عليها .
- لم يستطِع حزب العمال الكردستاني PKK ، النأي بنفسهِ ، عن لُعبة الصراعات الأقليمية المُحتدمة " وهو بهذا لايختلف عن الحزب الديمقراطي والإتحاد " . ولم ينجح في تقّبُل الآخَر ولم يّدخِر وسعاً لإحتكار النفوذ ، أينما إستطاع إلى ذلك سبيلا " وهو بهذا أيضاً ، لايختلف كثيراً عن الديمقراطي والإتحاد " .
- قبوع أوجلان في السجن منذ حوالي 17 سنة ، وشُبه الإنقسام في مواقف مراد قريلان / و جميل بايك .. أدى إلى بعض الإضطراب في سياسة حزب العمال الكردستاني PKK ، وإنعكسَ ذلك سلبياً ، على الأغلب ، على ساحات أقليم كردستان العراق – كردستان سوريا – كردستان تركيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل سيكون رئيس الوزراء البريطاني الجديد حليفًا لبايدن؟ شاهد ت


.. ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل في الدوحة؟ | #رادار




.. مؤتمر القاهرة للقوى السودانية.. هل ينجح في وقف الحرب؟


.. يتصدرها أقصى اليمين.. انتخابات قد تغير وجه فرنسا للأبد




.. من حماس إلى حزب الله!.. كابوس الأنفاق يطارد نتنياهو | #التاس