الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال المشروع السياسي الشيعي في العراق

عمار جبار الكعبي

2016 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


اغتيال المشروع السياسي الشيعي في العراق
عمار جبار الكعبي
الحديث عن اي مشروع يقتضي بداية الإشارة الى فحوى هذا المشروع وأبعاده السياسية والاجتماعية والثقافية ، ويمكن اضافة حتى الجانب الاقتصادي له كبعد رابع ، واغلب من ناقش وطرح ونظر في المشروع الشيعي في العراق ، تناوله من باب التنظير التجريدي والابتعاد عن مصاديقه في الواقع .
وكل مشروع يطرح يجب ان يكون له جانبين الاول هو الميدان التنظيري ، والآخر هو الواقع العملي انتقاداً وتساؤلا ً تارة ، وتارةً اخرى مدحاً او ذماً ، وعند الحديث عن المشروع الشيعي في العراق هنالك عدة مفاصل يجب التوقف عندها بالضرورة ، فالمشروع الشيعي هو مشروع متكامل ، ويشمل كل مناحي الحياة ، كونه يمثل الاسلام المحمدي الاصيل ، الذي لم يدع صغيرة ولا كبيرة الا واهتم بها ونظمها ، وَمِمَّا يلاحظ في العراق هو غياب ابعاد هذا المشروع وضبابيته واختزاله في البعد السياسي الذي يطغى على ما سواه ، والذي بات يستهلك الجماهير الشيعية اجتماعياً ، فالنخب الحاكمة ( كما تسمي نفسها ) باتت تتعامل مع الجمهور على انه صوت انتخابي فقط ويتم التلاعب به بين الحين والآخر ، متناسين ان فحوى المشروع الشيعي هو بناء الانسان ( الجماعة الصالحة لشهيد المِحْراب انموذجاً ) ، فأين الجهود المبذولة لبناء الفرد الشيعي على جميع الاصعدة ؟ ، سياسياً فهو تائه ، اجتماعياً ممزق ، ثقافياً جاهل ، اقتصادياً تحت خط الفقر .
والحديث عن أدوات المشروع السياسي الشيعي في العراق هو حديث ذو شجون ، كون السواد الأعظم من الأدوات من الكفر اعتبارها أدوات لمشروع عظيم كالمشروع الشيعي ، والبعد السياسي ساهم بحرق واستنفاذ بعض الأدوات التي كان معولا ً عليها لعمق رؤيتها ، وقدرتها الكبيرة على التخطيط والتنظير ، لمعرفتها الواسعة بما يتطلبه هذا المشروع وكيفية التعامل مع التحديات والعوائق التي تعيق اتساع هذا المشروع ، أمثال السيد عادل عبد المهدي الذي قال بحقه ( غالب الشاهبندر ) لو أردت ان أضع منظراً للمشروع الشيعي في العراق فلن اجد أفضل من سيد عادل ، ولكن التنافس والتسقيط السياسي بين أدوات المشروع احرقت بعضها البعض امام الجماهير وسلبتها الثقة جزافاً ، وكذلك تمكن الكثير من الساسة من السيطرة على مقاليد الحكم بطريقة واخرى فلم يتمكن القادة الحقيقيون والفاعلون ومن لهم عمق تاريخي وارث كبير من اخذ دورهم المفترض
المشروع الشيعي كما عند الإمامة ينطلق من تعدد الأدوار مع وحدة الهدف ، ولكن الأدوار في العراق لم تختلف وانما تناقضت ، حسب الاجتهادات لغياب الرؤية الموحدة ، فلم تكن هنالك خطوط عامة متفق عليها بين المتصدين ، كالتعامل مع الاكراد ، والسنة ، والملف الإقليمي ، وإيران ، وأمريكا ، ووضع العراق بكل ابعاده ، فخطابات ومواقف الأدوات الموجودة يتعامل مع الأحداث حسب ما يشتهيه الشارع ، فأصبح الخطاب شعبوياً يناغم الشارع ولا يقوده ، لان غاية المواقف انتخابية وليست مبدئية المنطلق ، واما الهدف الواحد ( بناء الانسان ) فقد تبدل وأصبح الوصول الى السلطة هو الغاية والهدف الأوحد ، بينما السلطة هي وسيلة ولم تكن غايةً قط في التخطيط الاستراتيجي الشيعي ، فأن جاءت فبها والا فلم يكن معولاً عليها على مر التاريخ ، حيث عوم الشيعة انفسهم على المجتمع ، وبعد الوصول الى السلطة بدأت تظهر التناقضات المخفية طيلة فترة المعارضة ، فقبل الوصول الى السلطة كنا نملك الجمهور ، ولكن بعد الوصول اليها اصبح جمهورنا يؤيد الشيوعيين ضدنا !
المشروع الشيعي في العراق يحتاج الى اعادة ترتيب اوراقه ، وإعادة النظر في كل الطروحات السابقة مع وجوه وأدوات لم تستهلك في الصراعات والتنافس السياسي ، ويعاود المحاولة لإيجاد تسويات داخلية تضمن له السيطرة او عدم الانكسار في المراحل القادمة ، قبل ان توجد تسويات عالمية واقليمية تفرض عليه اوضاعاً داخلية هو في غنى عنها ، ولم يكن قد وضعها من ضمن اسوء الاحتمالات المستقبلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج


.. مصر تحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية بغزة | #راد




.. نتنياهو يزيد عزلة إسرائيل.. فكيف ردت الإمارات على مقترحه؟


.. محاكمة حماس في غزة.. هل هم مجرمون أم جهلة؟ | #حديث_العرب




.. نشرة إيجاز - أبو عبيدة: وفاة أسير إثر قصف إسرائيلي