الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة اليوم جزء من فشل البارحة !!

عبدالسلام سامي محمد

2016 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


التاريخ يعيد بفشله الى الاقليم !!
عند القيام بالنظر الى المسألة الكوردية في الأقليم و بصورة حيادية و بعيدة عن المبالغة و الانحياز إلى اي طرف من الاطراف ،، و عند القيام بأجراء مقارنة واقعية عادلة و نزيهة للواقع السياسي الكوردي في كوردستان الجنوبية ،، يجب علينا إعادة قراءة تاريخ المنطقة بشكل عام و تاريخ الاحزاب و القيادات الكوردية بصورة خاصة و بكل حيادية كما قلت و ذلك لتشخيص الاسباب و التداعيات الحقيقية وراء فشلها و تخاذلها في تحقيق طموحات الشعب الكوردي ،، الشعب الذي دفع ضريبة غالية و كبيرة جدا لنهج و سياسات تلك القيادات و الاحزاب ،، فأذا رجعنا قليلا إلى الوراء ،، و إذا أجرينا مقارنة عادلة و شفافة و نزيهة بين سياسات و نهج و مسيرة الاحزاب و القيادات الكوردية في مرحلتين زمنيتين مهمتين سادت فيهما طابع الاستقرار و الأمن و الامان ،، و غلبت فيهما طابع الأمل و التفاؤل على طابع الحيرة و التشاؤم لدى الاغلبية من الناس ،، حينها سنصل الى قناعة تامة بأن الاحزاب و القيادات الكوردية في جنوب كوردستان كانت و ستبقى قياداتا و أحزابا فاشلة لقيادة الشعب الكوردي من ناحية فهمها و استيعابها للسياسة و الشأن السياسي ،، و من ناحية عدم شعورها بالمسؤولية القومية و الوطنية و الاخلاقية و الانسانية تجاه حقوق الشعب الكوردي و تجاه الوطن !! ففي بداية السبعينيات أي ( أيام الهدنة مع نظام البعث الفاشي و جراء التوقيع على اتفاقية 11 اذار لسنة 1970 للحكم الذاتي ) نرى أن معظم القيادات الكوردية في تلك الفترة الزمنية القصيرة نست و تناست القضية الكوردية كليا و لهت و التهت نفسها بالفساد و الاغرائات تماما ،، فكانت كل همها و همومها هي الدخول في عالم التجارة و الاتجار من أوسع أبوابها و القيام بجمع الذهب و المال و الاموال ،، و منافسة بعضها البعض في بناء القصور و شراء السيارات و توزيع الحصص و الغنائم و الأراضي و الممتلكات فيما بينها و على بعضها البعض الآخر ،، محل القيام بأستغلال تلك الفرصة الذهبية لتوعية الجماهير و تقوية ذاتها و إعلامها خارجيا و داخليا ،، و محل الاهتمام بتهيئة نفسها و أخذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة كل التوقعات و الاحتمالات الضرورية و اللازمة التي يستدعيها المرحلة التاريخية القادمة أي ( مرحلة ما بعد الهدنة و ما بعد الاستقرار ) ،، و لذلك فعندما تراجع البعث عن بنود اتفاقية اذار و عن مشروع الحكم الذاتي المتفق عليه بين الطرفين و بين ليلة و ضحايا و لغاية شريرة في نفس البعث الفاشي اصطدمت القيادة السياسية الكوردية الفاشلة بالأمر الواقع ،، و لم تكن تتوقع ان يحصل ذلك ابدا و لم تصدق نفسها الا بعد فوات الاوان ،، كما لم تكن مهيئة ابدا لتنظيم نفسها و لتعبئة قواها لمواجهة التحديات الجديدة التي افرزتها الظروف و المستجدات الانية على الساحة السياسية في كوردستان آنذاك !! ،، و بعد فشل عملية السلام مع النظام البعثي و بعد نسف الهدنة الموقعة و الرجوع الى حالة الحرب ،، وبعد مرور عام واحد على الحرب الكارثية الشاملة التي دمرت فيها معظم مدن و قرى كوردستان اصطدمت القيادة السياسية الكوردية و معها عامة الشعب الكوردي مرة اخرى بنبأ توقيع أتفاقية الجزائر بين إيران و العراق و التي من ورائها و من وراء سذاجة القيادة اللاسياسية الكوردية جائت الانتكاسة المريرة و حلت الكارثة الكبيرة بالشعب الكوردي و بالقضية الكوردية عموما !! ،، و لو اردنا اليوم أجراء مقارنة سريعة بين أحداث الأمس و الواقع الفاسد و الخطير في الأقليم لهذا اليوم !! فسيتوضح لنا و بكل جلاء بأن القيادات و الاحزاب الكوردية التي وقعت و للمرة الثانية ( اي بعد التسعينيات ) في نفس مستنقع الاخطاء و الخيانات و حالات الإهمال و التخاذل و الفساد ،، بل و أكثر بكثير من السابق ،، لم و لن تعي ابدا ،، و لم و لن تتعلم من أخطائها الكارثية التي وقعت فيها لا في الماضي القريب و لا البعيد ابدا !! ،، كما سيتأكد لنا ايضا بان حياة و مستقبل الناس و مصير الشعب الكوردي لا يعتبران عند الاحزاب و القيادات الكوردية من الامور المهمة التي تستحق اليقظة الدائمية و الاهتمام و الرعاية و التفكير و التضحية و النضال !! ،، كما اننا سنخرج بنتيجة واضحة و جلية من خلال تلك المقارنة ،، و هي ان الهم الوحيد للقيادات و الاحزاب الكوردية لا تتعدى سوى التفكير بالمصالح الحزبية و الشخصية و العائلية و العشائرية ،، و سوى الاستيلاء على كراسي الحكم و على السلطة لتحقيق و تمرير تلك المصالح ،، و سوى جمع الاموال و بناء القصور و القلاع و الفنادق و الفيلات و الوصول الى الثراء الفاحش من خلال النهب و السلب و التجارة بحقوق الناس و دماء الشهداء و بأسرع وقت ممكن ،، لا أقل و لا اكثر ،، فأذا تريد التعرف على مصيبتك و بسرعة ( فأسأل مجربا و لا تسأل حكيما ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب