الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابتسامة و انهيار / قصة قصيرة

محمد الطيب بدور

2016 / 2 / 2
الادب والفن




قادته خطواته الى فضاء عائلي..بمدينة تركها منذ عشرين سنة...لم يتغير المكان كثيرا..حافظ على أركانه أين كان يجلس كل يوم تقريبا...مجددا بذلك المشهد الذي يراه على الشارع الزاخر بالمارين.
تخير مكانا...و أشار على النادل...و مكث ينتظر مقلبا ناظريه هنا و هناك...يتحسس الجديد ...بدت عليه علامات التعب و الانهاك...اكتسى رأس الرجل الخمسيني بالشيب..و في حركة لا تكاد تنتهي حرك
محتوى الفنجان...و سرح بصره في الجالسين قبالته...امرأتان...في منتصف العمر...حول نظره
الى الشارع المقابل..لم يدم ذلك طويلا...استعاد جولة ناظريه وسط القاعة الكبرى..فلفت انتباهه اهتمام
المرأتين به..من كانت تجلس قبالته...حول الطاولة التي تبعد بضعة أمتار..تكاد لا تفارق النظر اليه..
تجلس قبالتها امرأة..لا يرى سوى كتفيها و شعرها...فهم أنه كان محور حديثهما...حاول أن يتلهى
بفنجان القهوة...يقلبه...و ينصرف بنظره الى جالسين لا يعرفهم...
و فجأة..و عندما أراد معرفة ما اذا كانت السيدتان تنشغلان به...بهت لرؤية وجه يعرفه...فقد تبادلت السيدتان مكان الجلوس..فوجد نفسه وجها لوجه...قبالتها...وجه من الماضي...لم تتغير ملامحها كثيرا
فمكث ينظر اليها ...بينما علقت بشفتيها بسمة لم تفارقها و هي تبادله النظرات..أشار على النادل...انه يريد الانصراف...و قبل أن يصل النادل..كانت هي قبالته ..جالسة أمامه حول طاولته..أشارت عليه بالجلوس..و خلال لحظات من الصمت... أجالت بناظريها ..تبحث عن ملامح زالت...و اشراقة اختفت
و ابتسامة غادرت تماما...أمامها رجل منهك...
قال : أراك على أحسن ما يرام ..لم تتغيري كثيرا
هي : و أراك متعبا...و التغيير أزال الرجل الذي عرفته
هو : يبدو أنك سعيده...و من تلك المرافقة لك ؟ و هل تزوجت ؟
هي : هي صديقتي...نعم تزوجت و أنت ؟
هو : تزوجت و أنا منفصل...تركت لها المنزل و الأولاد
هي : لماذ فشلت ؟ أم هي عادتك مع كل النساء ؟
في هذه اللحظة...شعر باغماء...تهاوى...أسرع النادل...و أمسكه من كتفيه...أجلسه ثانية...اقتربت منه
و قد بدت عليها علامات الحيرة و الأسى...حاولت مسك يده...فأبعدها...أقبلت صديقتها...
تحامل على نفسه...وقف مرتكزا على الطاولة....عرفت أنه يتهاوى ثانية...أشار عليها باخراجه...ساعدتها صديقتها ...حتى الخروج...أشار عليهما بالرجوع...نظر يمنة و يسرة ...مر بسلام
و غير بعيد استند الى عمود.الكهرباء ...واضعا كفه تحت جبينه...فتداعت آخر جلسة..منذ عشرين سنة مع مرافقته....تذكر..كيف كانت تتوسل اليه أن يسرع في خطبتها...أن ينهي معاناتهما...أن يمتنع عن
ايلامها بعلاقاته المتجددة...و كيف جلبت انتباه الجالسين بتوسلاتها..و كيف أمسكته من ركبتيه و هو يحاول مغادرة المكان...حتى أنه جرها...و الدموع تنهمرعلى خديها...و كيف لم ينظر اليها و هو يتركها...وحيدة ...تكابد آلامها...

نظر خلفه...رآها صحبة صديقتها...تراقبانه...أشاح بوجهه...و دخل الزحام....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي