الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة وعيون المدينة

احمد عبدول

2016 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في العام 1980 من القرن الفائت ،عرض تلفزيون العراق العمل الدرامي الكبير (الذئب وعيون المدينة ) من اخراج (ابراهيم عبدالجليل ) وتأليف الكاتب التلفزيوني (عادل كاظم ) والذي كتب فيما بعد الجزء الثاني لمسلسله بعنوان (النسر وعيون المدينة ) المسلسل كان من بطولة كل من الفنان القدير (خليل شوقي ) والراحل (سليم البصري ) والفنان (قاسم الملاك ).
يعرف الجميع ممن عاصر تلك السنوات، ما حققه المسلسل حينها من حضور جماهيري واسع، فقد شغل الناس ،وشغف الجمهور ، حتى اصبح حديث البيت والمعمل والحقل والمقهى .الذئب كان ذلك الرجل الذي غدر بأقرب اصدقائه ،عندما استحوذ على تلك الاموال التي حصل عليها من خلال جراة صاحبه ، ثم ما لبث ان اغرى زوجته برحيلها معه ،وقد جسد دور الذئب الفنان القدير (خليل شوقي ) اما عيون المدينة فقد كان المؤلف يرمز بها لاهل المحلة، بكل اناسها وطبقاتها والقاب رجالاتها ، عيون المدينة كانت تمثل الجماهير المتطلعة ، الى كل ما يصدر ممن يتولى امورها ،ويحمي مصالحها، ويدبر شؤونها .
لا زال مشهد (عبدالقادر بيك ) ماثلا امامي ، وهو يطرح على الموظف الوحيد لديه (غفوري افندي ) الراحل (سليم البصري ) ان يعمل لديه بدون اجر لمدة شهر او اكثر، وذلك لما يمر به (عبدالقادر بيك) من ظروف مالية حرجة ،علما ان غفوري افندي هذا كان راتبه الشهري لا يكفيه مصاريف (جكاير ) ولذلك بقي بدون زوجة ( ازكرتي ) فلا ولد ولا تلد .
يذكرني موقف (عبدالقادر بيك ) بموقف حكومتنا الرشيدة التي اقمنا صرحها بخضاب اصابعنا، فثبتنا اوتادها ،وضربنا اطنابها ، فعبدنا لها الدرب ،وذللنا لها الوعر ، واذا بها تلوح لشريحة موظفيها ، بعدم قدرتها على سداد رواتبهم، وضمان معيشتهم ،وهو امر يستدعي العجب ، ويثير الاستغراب ، فأي حكومة تلك التي لا تستطيع ان تقوت رعاياها ، بعد ان اخذت تضيق عليهم في ارزاقهم ، فكانوا اضعف حلقة ،واهون شريحة ، استطاعت حكومتنا ان تطبق برامجها التقشفية بحقها ، بعد ان علمت انها لم ولن تسطع ان تطبق برامج التقشف والاصلاح، بحق من كان سببا ، في تراجع اقتصادنا وضياع ثرواتنا ، وشتات شملنا ،ممن اخذ يقضم اموال العراق والعراقيين كما تقضم الابل نبتة الربيع ، ،اخيرا لا يسعنا الا ان نتذكر قول امير المؤمنين (علي بن ابي طالب )
(فلو ان امرءا مات بعد هذا آسفا لما كان به عندي ملوما ، بل كان به عندي جديرا )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه