الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سدُّ الموْصلِ والطّوفانُ المُتَرَقَّبُ!

رائد محمد نوري

2016 / 2 / 4
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


1
بِانْهيارِ سدِّ مأربَ قويَتْ شوكةُ الصَّحْراءِ، وتعاظمَ خطرُها، واستفحلَ، إذْ تمدّدَتْ –وما زالَتْ تتمدّد- تمدّداً قوّضَ حضاراتٍ، وأكلَ منْ جرفِ حضاراتٍ أخرى؛ وما احتلالُ داعش لمساحاتٍ واسعةٍ من العراق وسوريا، وهيمنةُ العصبيّاتِ إلّا مظهرٌ من مظاهرِ هذا التمدُّدِ المرعب*
2
في العراقِ بُنيَ في ثمانينيّاتِ القرنِ الماضي في الموصلِ سدٌّ على تُرْبةٍ رخْوةٍ الأمرُ الذي جعله محتاجاً إلى الصيانة الدوريّةِ عبرَ حقنِ التُّرْبةِ أسْفلِ أساساتِ السدِّ بالخرسانةِ الاسْمنْتيّةِ لمنعِ تآكلِ التُرْبةِ وانْهيارِ السدِّ.
أين المشكلةُ في ذلِكَ؟!
المشكلةُ تكمنُ –في أيامِنا وفي كلِّ وقتٍ- في السُّلطاتِ التَّشْريعيّةِ والتّنْفيذيّةِ العراقيّةِ التي تستمدُّ شرْعيّتَها من الأساطيرِ. إنَّ هذه السُّلطاتِ تكادُ تخلو من أناسٍ لهم حكمةُ (أوتونابشتم) أو (نوحٍ) –حسب الكتبِ المقدّسةِ لدى اليهودِ والمسيحيينَ والمسْلمينَ- الذي بنى سفينةً تعصمه ومن آمنَ بهِ من الطّوفانِ!.
تشيرُ تقاريرٌ إلى أنَّ سدَّ الموْصلِ الذي يقع إلى الشَّمالِ منْ مدينةِ الموْصلِ المحْتلَّةِ منْ قبلِ ما يسمّى (تنظيم الدَّوْلةِ الإسْلاميّةِ) يواجهُ بسببٍ منَ الإهْمالِ خطرَ الاِنْهيارِ، الأمرُ الذي يهدِّدُ العراقيّاتِ والعراقيينَ –إذا ما اِنْهارَ السَّدُّ لا قدَّرَ اللهُ- بكوارثَ بيئيّةٍ واقْتصاديّةٍ واجْتماعيّةٍ وأمنيّةٍ جسيمةٍ. لا أملكُ المؤهّلاتِ ولا الخبْرةَ اللتين تتيحانِ لي أنْ أتحدّثَ عنْ حالةِ السَّدِّ، لكنَّ قراءاتي في تاريخِ العراقِ السِّياسيِّ، وتجاربي مع سلطاتِهِ –ولا سيّما بعد التاسعِ منْ نيسانَ عام 2003- تقولانِ لي:- ما أكثرَ ما وعدَ المسؤولونَ أو طمْأنوا ثمَّ ظهرَ ما يخالفُ ما يدَّعونَ!.
هل أذكِّرُ بخسائرِنا الجسيمةِ في حربِ الثّماني سنواتٍ التي خضْناها ضدَّ الجارةِ إيران، أمْ هلْ أذكِّرُ بحماقةِ احتلالِ الكويتِ وما تبعَ ذلكَ من حصارٍ وتدميرٍ للإنْسانيّةِ فينا ولبنانا التّحتيّةِ، أمْ هلْ أذكّرُ بالغزوِ الأمريكيِّ للعراق ربيع عام (2003)، أمْ هلْ أذكِّرُ بالحربِ الطّائفيّةِ عامِ (2006)، أمْ هلْ أذكِّرُ بتمدُّدِ داعشَ واحتلالِها ثلثَ مساحةِ العراقِ –تقريباً- في حزيران من عام (2014)؟!
فإذا تكادُ السُّلطاتُ التّشْريعيّةُ والتَّنْفيذيّةُ في العراقِ تخلو –اليوْمَ- منْ أناسٍ لديهمْ حكمةُ (أوتونابشتم) أوْ (نوحٍ)، فهلْ يخلو الشَّعبُ في بلادِ ما بينَ النَّهْريْنِ الحبيبةِ منْ راشداتٍ وراشدينَ يحشِّدونَ النّاسَ مسْتثمرينَ الإعلامَ والإعلامَ البديلَ وكلَّ الوسائلِ المتاحةِ الأخْرى للضّغْطِ على المسؤولين حتّى يصارحونا بحقيقةِ الأمْرِ، ويعْملوا عملاً حثيثاً لتجنيب النّاسِ والزّرْعِ والحيوانِ والأرْضِ كوارثَ الطّوْفانِ المُتَرَقَّبِ؟!*










بغداد/ 3/2/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |