الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزيرٌ تحت سنِّ ال 25

نضال الربضي

2016 / 2 / 4
الادارة و الاقتصاد


وزيرٌ تحت سنِّ الـ 25

استخدم َ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي، رئيس مجلس الوزراء و نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، شبكة التواصل الاجتماعي Twitter للإعلان عن نية الحكومة الإماراتية تعين وزير تحت سن الـ 25 عام لاستلام حقيبة وزارية هدفها الاعتناء بقضايا الشباب و عرضها في مجلس الوزراء، و ذلك ضمن سلسلة التغريدات التالية التي أطلقها أمس:

---------------------

- الأخوة والأخوات .. يمثل الشباب تحت سن 25 حوالي نصف مجتمعاتنا العربية .. ومن المنطق أن يكون الاهتمام بهم وبقضاياهم يوازي هذه النسب.

- للشباب آمال وطموحات وقضايا وتحديات وبهم تنهض المجتمعات أو تنهار وعلى يديهم تتحقق الإنجازات .. أو الإخفاقات.

- أريد أن نختار شابا أو شابة تحت سن الـ 25 ليمثل قضايا الشباب وطموحاتهم .. أريده وزيرا معنا في حكومة الامارات.

- أطلب من جامعاتنا في الدولة ترشيح 3 شباب و3 شابات من كل جامعة .. ممن تخرج في آخر عامين أو ممن هم في سنواتهم الاخيرة لنختار منهم وزيرا.

- دولتنا دولة شابة .. قامت على الشباب .. ووصلت للمراكز الأولى عالميا بسببهم ..وهم سر قوتها وسرعتها.. وهم الكنز الذي ندّخره للأيام القادمة.

---------------------

استحوذت رؤية ُ الشيخ محمد على اهتمامي لانسجامها مع قناعة ٍ عندي تكوَّنت منذ سنوات، من شقين:

- و هي حاجة الحكومات العربية إلى الدماء الجديدة و من فئة الشباب الأصغر خصوصا ً و بالتحديد،
- و غياب إدراك هذه الحاجة عن صًنَّاع القرار.

يوجد شباب ٌ في الحكومات العربية لكنهم ليسوا من فئة الشباب الأولى المُفارقة حديثا ً للعقد الثاني، كما و يترأسون حقائب متنوعة غير معنية بالشباب و قضاياهم إنَّما كجزء من المهام الدولية أو المحلية، لذلك لا تُطرح القضايا الشبابية بخصوصيتها على الطاولة و لا تُناقش جُزئياتُها و تبقى الاحتياجات المُتعلِّقة ُ بها دون ملامح َ فريدة تتجُه ُ لها الحلول ُ المُخصَّصة المقصودة.

تعين ُ وزير ٍ شاب يعني أن الشيخ محمد يُدرك ُ تماما ً أن الشباب َ يتَّصل ُ بواقعه و يتعامل ُ معه برؤية ٍ تختلف ُ عن جيل الآباء ِ و تُفارق ُ جيل الأجداد. هذه العقلية ُ الشبابية تُتابع ُ الجديد و ترصد ُ الإبداع و تتفاعل ُ مع التكنولوجيا و تفهم ُ أبعادها و تعيد ُ تشكيل َ صورة الشبكة ِ الاجتماعية من خلال قنوات تواصل ٍ بين الفرد و البيئة يتداخل ُ فيها التقني مع البشري، لتتشكَّل َ شبكة ٌ اجتماعية ٌ مُتجدِّدة تتطور باستمرار، و تستتبِع ُ مُخرجات ٍ حديثة على المستويات الاقتصادية و الاجتماعية سيكون لها دوما ً تأثير ٌ في المُخرج السياسي عند صانع القرار.

و هذه النقطة ُ الأخيرة ُ بالذات، أي: التأثير في المُخرج السياسي عند صانع القرار، هي مكمن ُ الاشتباك بين َ الرؤيتين القديمة و الجديدة لحركة الواقع في جدلياته التقنيّة و الاقتصادية و المجتمعية و الفردية، و التي سيُحدِّد ُ مُخرج ُ ديناميكية الاشتباك بينهما مستوى نجاح القرارات على مستوى الدولة في: تلبية ِ احتياجات ِ الفئات و المجموعات المختلفة داخل الدولة من جهة، و نجاعة ِ منهج استدامة ِ الدولة ِ و تطورِها من جهة ٍ أخرى، و تحديد ِ مكانها بين دول ِ العالم ِ من جهة ٍ ثالثة.

في جزء ٍ من إحدى التغريدات ِ التي عرضتُها في الأعلى يقول ُ الشيخ ُ محمد "أريده وزيرا ً معنا في حكومة الإمارات"، و لقد توقفت ُ مُطوَّلا ً عند دلالة ِ الصِّياغة اللغوية للتغريدة فهي و إن كانت في ست ِّ كلمات إلّا أنها تقول الكثير:

- أريده: أي أن َّ هناك قرارا ً قد تم َّ اتخاذُه، هناك إرادة و تصميم، ينبعان ِ من رؤية تعترف بأهمية وجود هذا الوزير الشاب.

- وزيرا ً: هذا الشاب سيكون ُ وزيرا ً بكامل ثقله و صلاحياته و أدواته، التي ستُتيح ُ له العمل و تفتح ُ له أبواب الإنجاز و تضمن المُخرجات، إنه ليس مستشارا ً أو ناصحا ً لكن وزيراً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

- معنا في حكومة الإمارات: بالنسبة ِ لي رأيت ُ في هذه الكلمات ضمانا ً للنجاح، فهذا الوزير الشاب و إن كان لا يمتلك ُ أيَّ خبرة ٍ حكومية أو دبلوماسية إلا أنَّه ُ سيكون ضمن َ فريق ٍ يرأسهُ الشيخ محمد و رفاقه ُ الذين بنوا الإمارات العربية المتحدة و أثبتت السنوات ُ و الأحداث أنهم تفوَّقوا في تحويل صحراء ٍ إلى واحدة ٍ من أعظم الدول ِ في العالم على كل المستويات، كلمة "معنا" هي ضمان نجاح ِ هذا الوزير الشاب.

نحتاج ُ أن نرى تغريدات ِ مسؤولين عرب ٍ في جميع دولنا العربية، تقول ما قاله الشيخ محمد، و تضمن ُ ما ضمنه، و أزعم ُ أن هكذا تغريدات ٍ و ما يتبعها من تحقيق مضمونها سيكون له أكبر ُ الأثر ِ في تنمية بلداننا العربية و دفعها باتجاه دمجها مع الحداثة و اشتراكها في المساهمة الحضارية الإنسانية الشاملة.

أنوِّه ُ ختاما ً أنني لا أدَّعي أن تعين الوزراء الشباب سيُلغي و بطريقة سحرية جميع المشاكل ِ و العوائق و التَّحدِّيات و التراكمات ِ التي تمنع ُ التنمية و تُعيق التقدُّم، لكنني أقول ُ أن الدم َ الشبابي الجديد هو الطَّاقة ُ التي ستبثُّ في قنوات الدولة ِ كاملة ً حياة ً و رؤية ً جديدتين تستتبعان ِ تشخصيات ٍ أدق َّ و أعمق للمشاكل و تُنتجان ِ حُلولا ً أكثر فاعلية ً و نجاحا ً، تضمن ُ تراكُماتها و استمراريتها و ديناميكية ُ العلاقات و الحركة ِ بينها تطوُّرا ً سيرى أثره المواطن ُ بعد سنين َ و إن طالت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 2 / 4 - 09:50 )
اعجبني مقالكم وتحليلكم ..

احب الاضافة من الافضل البحث عن الشباب بين سن 30 - 35 حتى يكون له تجربة عملية في الحياة وفي العمل . بالاضافة الى حاجتنا الى ثورة ثقافية وفكرية والتركيز على الابحاث والابتكارات العلمية واعادة النظر بمناهج المؤسسات الدينية..

ختاما تقبل مني وافر الود والتقدير.


2 - العقلية يا صديقي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 2 / 4 - 10:26 )
تحياتي للعزيز نضال
وشكرا على هذه الرؤية الحداثية ..
غالبية الشعوب العربية مهمشة ، وهذا تجديد من الاماراتي ..
لكن لن تكون هناك نهضة الا بتغيير الأنظمة الوراثية والتحول نحو الديموقراطية وتداول السلطة السلمي ..
هذا لا يُنقص من خطوة الامارات ، لكن العقلية والنظام يجب ان تتغيرا ..
اللي ما اله كبير ما اله تدبير..اليست هذه عقلياتنا ؟!
دمت بوافر السعادة


3 - سخافة اختيار وزير شاب؛هل ستنقرض اللامساواة؟
سامح ابراهيم حمادي ( 2016 / 2 / 5 - 08:41 )
الفاضل الأستاذ نضال الربضي

هي حركة مسرحية لا أكثر
أعيش بينهم وأعرف تماما دواخلهم المُعَنْصَرة التي تربّت على ثقافة الازدواجيات القيميّة

ما عمق تجربة ابن الخامسة والعشرين ليقوم بحمولة قضايا الشباب؟
لا تنسَ سيدي أن ابن العشرين الغربي يختلف تماما عقلا وروحا عن ابن العشرين العربي

العربي تأسس عقله على التفكير ضمن رؤية ثقافية جامدة، ونظام سياسي قبلي مهما بدا لك متطورا فإنه يحمل تناقضات لا تحلها مظاهر الفشخرة الكاذبة

هذا النظام بحد ذاته قام على أكتاف الآخرين لا بجهوده الذاتية
فمن أين سيأتي الوعي للشباب وقد ولدوا وملعقة الذهب في فمهم؟

هل لدينا هذا النظام التعليمي الذي يوسّع المدارك ويهيئ الإنسان لواقع لا يعرف الأخلاقيات العربية القبلية

أهلاً بالوزير الشاب ،هل تظن أنه من عامة الشعب؟
إنه من خاصتهم،ومن البطانة نفسها
المال هنا يتكلم، وليس لسان الوزير

قبل أن يفكروا بهذه الخطوة ليلقوا نظرة على نظامنا اللاأخلاقي الذي لا يساوي المرأة بالرجل،والعنصري الذي يقوم على تربية تقبّل التفرقة

ثم
ما به ابن الثلاثين؟ والأربعين؟ أليس شابا؟
حركة تجوز على عقل سطّحوه فبهروه ببعض الأكاذيب فصدّق

تحياتي


4 - العزيزان وليد و قاسم
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 5 - 12:45 )
يبهجني حضوركما الثري!

نعم يلزمنا تغير في العقلية و الرؤيا للحياة كما تفضل قاسم، و الحكمة و إن كانت تأتي مع الخبرة و الوقت كما أبرز وليد، إلا أن الأفكار الجديدة حتى لو لم تكن ناضجة فهي تحمل في طياتها مفآجات تتحول إلى إبداع فريد عندما تلتقطه الأيدي الخبيرة،،،

،،، و من هذا الباب جاء إعجابي بمبادرة الشيخ محمد.

دمتما بكل الود!


5 - لننظر إلى الصورة الشاملة - 1
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 5 - 12:58 )
تحية طيبة أخي سامح،

دعنا ننظر إلى الإمارات العربية المتحدة من زاوية الرؤيا و التوجُّه، لقد عُرفت قبل العام 1971 باسم الإمارات المتصالحة، و هي الآن: المُتحدة، هذا التوجه نحو المصالحة و الانسجام و الابتعاد عن الاقتتال و الوحدة نموذج ٌ فريد نفتقر ُ إليه، انظر حولك أخي الكريم: ليبيا، تونس، مصر، العراق و سوريا، هل فيهم دولة واحدة انتهجت كالإمارات؟

من زاوية أخرى: انظر للاقتصاد، هل في الدول السابقة دولة مثل الإمارات؟

إن رؤية الشيخ محمد هي التي صنعت دبي، و انسجام الإرادة بين الحكام صنعت الإمارات، بإدراكهم أن الدولة تُبنى كشرط اساسي على الاستقرار، فأسسوا له و ارسوه،،،

،،، ثم على الاقتصاد: فاستوردوا الخبراء و المستشارين، و على الحرية: ففتحوا بلادهم لشعوب الأرض، و على الإنتاج المُستدام: فسهلوا التجارة و أقاموا نظم المراقبة و ضمنوا الجودة،،،

،،، هذا النجاح العظيم لا يمكن أن نتجاوزه لننظر إلى شكل المجتمع العربي الذي ما زال يشرب من قيم البداوة فنطلب إلغاء هويته، و نُعيب عليه اختلافه مع الشكل العالمي

يتبع


6 - لننظر إلى الصورة الشاملة - 2
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 5 - 13:02 )
تابع

إن الشكل العالمي المطلوب للمجتمعات، يمكن ُ أن يكون له إطار عام لكن يستحيل أن يتشابه في كل الجزئيات، و يبقى لكل مجتمع خصوصيته، و لا شك َّ أن الإماراتيات و الإماراتين يتمتعون بكرامة كبيرة في وطنهم، و هذا لمسته من خلال زيارات عديدة بحكم طبيعة عملي.

لا يوجد مساواة شاملة أخي الكريم و لا حتى في أعتى الديموقراطيات العالمية، فحتى القانون الأمريكي الذي يضمن لك َ الحق لا يضمن ُ لك َ مشاعر الود في داخل القلوب، أليس كذلك؟

ما أقوله ببساطة شديدة هو أن َّ علينا أن نلتقط الإيجابي دائما ً، و نُبرزه و نعمل َ على تنميته و تطويره حتى يخرج َ إنتاجُه خادما ً للإنسانية، و من هنا مقالي.

تقبل الاحترام و التقدير!

اخر الافلام

.. مصادر العربية: احتراق أكبر بئر لإنتاج النفط في حقل زرقة شرقي


.. نشرة الرابعة | -النقد الدولي-: هجمات الحوثيين تسببت في انخفا




.. المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: ما الإنجازات التي حققته


.. انخفاض طفيف في عيار 21.. سعر الذهب اليوم الإثنين 06 مايو 202




.. صباح العربية | حمام الذهب في تونس.. أسرار غامضة وحكايات مرعب