الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(سبع محطات خارج الورق؟) ، نص علّمت خلجاته الشاعرة رشيدة الشانك بامكانات الحضور

وجدان عبدالعزيز

2016 / 2 / 4
الادب والفن


كل مرة اكون في احضان العزلة التي باتت احدى صديقاتي ، اشاكسها وتشاكسني بمديات الافق وتأملاته الوجودية ، فابقى ادعو اصدقائي المقربين باسمائهم كما اعتدت من قبل ، الا ان لاشيء يرد علي مناداتي الغريبة وسط اوداج الليل المظلمة ، لولا توهج كويكبات السماء المضيئة ، والكلمات التي يكتبها اصدقائي ، حينها اتوهج بالحضور ويتحرك من حولي السكون ... ومساء ليلة فائتة كانت كلمات الشاعرة رشيدة الشانك لها الباع في اختراق عزلتي بتوهج انفعالاتها الانسانية والعاطفية .. حيث تمتلك رومانسية باحثة عن الجمال والحب .. ,وحينما تتصارع الرومانسية وتتلاقى ومشاهدة الشمس الدافئه فى الافق وهى تسقط بالبحر والشعور بالسعادة ، وعندما نتابع النجوم وهى تلمع وتتألق بالسماء الصافية سيمر فى ذهنك حينها شريط من الذكريات السعيدة وخاصة ابتسامة الحبيبة ... وانا احاول ان اقرأ النص ، اقرأه ليس بمعزل عن انساقه مجتمعة (وإذا كان النص هو غاية الغايات عند النقد الأدبي - خصوصا في مراحله الشكلانية الأخيرة كالبنيوية والتفكيك - فإن النقد الثقافي ينظر إلى النص كمادة خام، بحيث لا يُنظر إليه بمعزل عن الظواهر الأخرى ولا يُقرأ لذاته أو لجمالياته فقط، بل يعامل النص بوصفه حامل نسق، وهذا النسق هو الذي يبتغي النقد الثقافي كشفه متوسلاً بالنص في سبيل هذا الكشف. فالنص مجرد وسيلة لاكتشاف حيل الثقافة في تمرير أنساقها. وهذه نقلة نوعية في مهمة العملية النقدية، حيث الأنساق هي المراد الوقوف عليها وليس النصوص. وبمعنى آخر فإن النقد الثقافي يستخدم أدواته للغوص في لاوعي النص، من أجل الكشف عن المسكوت عنه من الإشكالات الأيديولوجية وأنساق التمثيل وكل ما يمكن تجريده من النص.) ، وفي نص الشانك ادناه نسق الغياب ، يقابله نسق الحضور التي تحاول الشاعرة استحضاره ونحن في تحليلنا نقابله بالتعليل والبحث عن ماهيته الانسانية ودوافعه الجمالية ، تقول :

(هذا الرحيل
يداهمني
يتربص بضفيرتي
يجدلها
خيوط غياب //زفرة عتاب
يصرخ في كهفي
أما تعبت سيدتي!!!! من مد بسعة المحيط
رجوع بخيبة المنهزمين
وفي ثنايا روحك
شهقة الموت
جبروت)

اذن هي تبحث في الغياب وكنّته بالرحيل ، لتفترض مساحات تتحرك فيها من اجل الوصول عبر نص (سبع محطات خارج الورق!) ، حينما تحاصرها العيون ، ترجع في المقطع الثالث تفترض مسافات اللقاء يعني الحضور بقولها :

(هذا المساء
أسابق ظلي
لا يعرفني
أخاف أن يهزمني
كم سأجري
لأصل إلى ذلك المنسي)

وكانت لغتها الشعرية ، بمثابة الخطوط التي ترسم من خلالها مسيرة اللقاء ، وهي لغة بسيطة مفهومة الا انها مشحونة بالعاطفة والانفعال إذن (فالشعر ـ ببساطةـ هو حوار الأنا مع العالم .. هو شكوك الذات وتطلعاتها إزاء الواقع محمولة ـ هذه الشكوك والتطلعات ـ عبر نسيج لغوي نسميه النص ، فالنص وليد يصبح أكثر صدقا بدم ولادته ومشيمته قبل ان يعالج بمطهرات النقد والتنظير) ، وتوزيع الحانه وفق رؤى القراءات المتعددة ، وبالتالي قد نعلل توترات الشاعرة الشانك وقلقها المستمر في ايجاد دالة على عالم الحضور الذي تبحث عنه بجدية ، ليست في هذا النص فحسب بل في مجمل نصوصها الشعرية الاخرى ، مازجة الوان انفعالها بالوان استحضار الوجود ، لذا تقول : (متى / نسمع صوت صراخنا / نتعرى للبوح / نغتسل بنداوة العشب/ عساي أعود كما حلمت أن ألقاك)، وبهذا فتحت نوافذ البحث ولم تصل بعد مما يدلنا على ان عالم الشعر ، هو عالم الممكن والاحتمال وهذه ميزة الشعر العالمية عبر العصور والدهور ...


كتاب (أسئلة النقد) جمال جاسم أمين / دار الشؤون الثقافية العامة / الموسوعة الثقافية 12 ط1 لسنة 2004 ص 42ـ43








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نقيب المهن التمثيلية يكشف حقيقة شائعة وفاة الفنان حمدى حافظ


.. باراك أوباما يمسك بيد جو بايدن ويقوده خارج المسرح




.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟