الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا لم تعد أمة واحدة: الاستقطاب المجتمعي في عهد أردوغان

عبدالله جاسم ريكاني

2016 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تركيا لم تعد امة واحدة: الاستقطاب المجتمعي في عهد أردوغان
عبدالله جاسم ريكاني

في أحدث استبيان قامت بها رابطة المسؤولية الاجتماعية التركية في الفترة بين 3-10 من شهر ديسمبر 2015، وتم فيه استطلاع آراء عينة من الشعب التركي بلغ عددها"1024" فوق عمر 18 سنة في 16 ولاية او مقاطعة تمثل مختلف اطياف الشعب التركي و نشرت نتائجه في الاول من شهر شباط الجاري تحت عنوان " أبعاد ألاستقطاب في تركيا". كانت النتائج كما يلي:
أولاً: مختلف اطياف الشعب التركي لا تعيش في نفس (العالم) أي الواقع
ثانياً: هويات اطياف الشعب اصبحت مماثلة لانتمائاتهم السياسية و ليست الوطنية
ثالثاً: الاختلافات السياسية بين مختلف شرائح المجتمع التركي قد أدت الى زيادة الهوة و التفرقة الاجتماعية
رابعاً: الاختلافات بين الكتل السياسية قد إزادت قياساً للماضي و ستزداد اكثر في المستقبل
خامساً: الاتراك باتوا يقررون حول المسائل السياسية حسب الهوية او الانتماء الحزبي و ليس المصلحة الوطنية
سادساً: يعتقد الاتراك ان وسائل الاعلام التي تمثل "المخالف" هي وسائل حزبية
سابعاً: وسائل التواصل الاجتماعي لا توفر للشعب معلومات جديدة و انما فقط تعكس آراء مختلف الاحزاب.
حول سؤال" هل الحكومة تحترم مجموعتكم البشرية كما تحترم بقية مواطني تركيا؟ كانت الاجابة "نعم" بالنسبة ل 61.2% من القومية التركية، 48.1% من الكماليين، 47.9% من العلمانيين، 67.2% من المتدينين و 73.2% من المحافظين. و لكن فقط 25.2% من الكورد كانت اجاباتهم نعم.
حول سؤال" هل تسمح لإبنتك ان تتزوج احداً من انصار حزب معين بعيد عن توجهاتك و آرائك؟ كانت الاجابة، 83.4% اجابوا بالنفي، بينما 78.4% قالوا بأنهم غير مستعدين للعمل مع انصار حزب بعيد عن توجهاتهم و آرائهم.
كما أوضح 76% من العينة انهم لا يحبون ان يكونوا جيران لانصار حزب بعيد عن توجهاتهم، و 73.9% رفضوا ان يصبح اطفالهم اصدقاءاً لاطفال اتباع و مناصري الاحزاب الاخرى.
و في الوقت ذاته، 72.3% من العينة ذكروا ان اتباع الاحزاب الاخرى متغطرسين، 78.8% وجدوهم أنانيين، 79.3% منهم اوضحوا ان اتباع الاحزاب الاخرى يشكلون تهديداً على الدولة، 78.6% وجدوا اتباع الاحزاب الاخرى متوحشين، و 78.3 % وجدوهم منافقين.
كما و اوضحت الاستبيان ان 5.4% من ناخبي حزب العدالة و التنمية، و21.4% من ناخبي حزب الشعب الجمهوري، و13.3% من ناخبي حزب الشعوب الديموقراطي و 6.2% من حزب الحركة القومية، يريدون مغادرة تركيا الى دولة اخرى الى الأبد.
طيلة السنوات الماضية كانت تصدر تحذيرات من العديد من الجهات و الاحزاب و الشخصيات تشير الى ان الرئيس رجب طيب اردوغان و من خلال الاستراتيجية و السياسات التي مارسها في حكم تركيا للفوز في الانتخابات كانت نتيجتها المزيد من التشرذم و التشظي و التفرقة بين مختلف مكونات الدولة التركية، ألامر الذي ستكون نتائجه و عواقبه وخيمة على الدولة التركية.
حالياً اكثر من 40% من الاتراك يصوتون للسيد اردوغان بشكل أعمى لمجرد انهم يكرهون اتباع الاحزاب التركية الاخرى.
كل هذه النسب و الارقام تشير الى ان التكاتف و اللحمة و الثقة في المجتمع التركي آخذة في التآكل بسبب اعمال و افكار السياسيين، و حتى النخب في المجتمع التركي تصرفت بدون مسؤولية وقصر نظر.
و الأسوأ من هذا كله، ان هذه النتائج و المؤشرات ليست سوى مراحل اولية في تصدع البنية المجتمعية التركية وفي المستقبل سيصبح التصدع اكبر و اكبر.

المصدر:
Ihsan Yalmaz
February 03, 2016, Wednesday
Polarized Turkey: no longer a nation?








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح