الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((الكلام بلغة الغائب، والإشارة في السياسة العراقية ....!!)) . حكايات كواليس السياسة، والاتفاقيات، وشخوص الفشل، والفساد .

مرتضى عصام الشريفي

2016 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


أصبح من المألوف لدى الشعب حديث الساسة، والإعلاميين عن الفساد المالي، والإداري؛ حتى أصبحت لدينا قنوات، وكتل شعارها محاربة الفساد، والمفسدين، وهي، وهم لا يخشون من إعلان الوثائق، والأسماء على الملأ؛ وكأنّهم يأخذون بأيدي هؤلاء الساسة إلى سماء الشهرة، والنزاهة، وأنت تستغرب هذه الظاهرة التي تعطي نتائج عكسية، وتتساءل كيف نقضي على الفساد ؟، أ ننزّه شخوصه ؟، هل ستنجح هذه الطريقة التي تشعر المسؤول بعظيم قدره بين الشعب؛ ويحسب نفسه رمزاً وطنياً؛ كي يترك معاقرة الفساد ...!!! .
.
والسبب الرئيس الذي جعل هذه الظاهرة تشيع في العراق هم المسؤولون أنفسهم، فقد تركوا الفساد ينتشر في دوائر الدولة دون حساب، وعقاب؛ لأغراض سياسية محرّكها المصالح، والمستقبل السياسي، وإليك تفصيل هاتين النقطتين .
كثيراً ما سمعنا رئيس الوزراء السابق يلوّح بامتلاكه لملفات فساد كبيرة، وكأنّه يريد إخافة، أو تحذير المعارضين له: لكنّنا للآن لم نرَ هذه الملفات، وإذا سمعناه يتكلّم عنهم يذكرهم بصيغة الغائب، وبالأوصاف، وحجّته في عدم محاسبتهم الحفاظ على العملية السياسية ...!، ورأينا في هذه الحكومة العجيبة رئيس لجنة النزاهة (طلال الزوبعي) خطيباً على أحدى القنوات المشبوهة؛ لكنّه جبن عن ذكر الأسماء، واكتفى بالتلميح، وذكر الوزارات الفاسدة، وقد أفصح مشعان الجبوري المعتوه عن علّة شياع هذه اللغة الرمزية، وفضح نفسه، وفضحهم ...!! .
.
وجاء رئيس الوزراء اليوم؛ ليخبر شعبه بعجزه عن محاربة الفساد معترفاً بإمكانات الفاسدين، وقوّة أذرعه وتشعبها؛ لكنّه لم يخرج عن السياق المألوف في الإشارة إليهم دون التصريح بأسمائهم، ودون محاسبتهم، ومحاكمتهم ...!!، يا تُرى كيف نقضي على الفساد ..!! .
.
عندما تتكلّم عن تجارب البلدان في قضائها على الفساد فيها، ترتفع بوجهك أصوات المتحزبين، والسياسيين معتقدين باختلاف تلك الدول عن العراق، وإنْ تماديت في حديثك أيسر ما يقال لك؛ كي يسكتوك : أنت علماني، شيوعي، من هؤلاء المتثقفين ...!! .
بتّ الآن مقتنعاً بكلامهم نعم نحن مختلفون لا يوجد شعب، ولا بلد آخر يشبهنا، فلا مثيل، ولا نظير لنا، فتلك الشعوب كافرة ملحدة داعرة متهتكة، ونحن مسلمون مؤمنون عارفون ملتزمون؛ لكن لماذا الفساد في بلداننا مصون ؟، لماذا ساستنا فاسدون ؟، لماذا أصبح الفاسدون أعلى من القانون، وأصبحوا شخوصاً لا يعرفون ...........!!! .
.
ألا نستحي من الله، ومن أنفسنا عندما نسمع بأنّ في الصين معرضاً توضع فيه صور الفاسدين الذين أدانتهم الحكومة الصينية؛ كي يحذر كل مسؤول أنْ تكون صورته فيه، ويلاحقه العار، وعائلته مدى الحياة .
ألا نستحي عندما نسمع بأنّ الشعب الإنكليزي قد ثار، وخرج على رئيس وزرائه (ديفيد كاميرون) أثر صورة انتشرت في المجالات، والصحف يظهر فيها كاميرون يجري اتصالاً، وخلفه ماكينة صنع القهوة قيمتها (160 جنيه استرليني)، إذ تساءل الشعب؛ من أين أتى بها هل دفع ثمنها من ماله الخاص، أو من مال الشعب ..؟؟ ..!! .
ولا أذكر لي كوان يو (رحمه الله) باني (سنغافورة)؛ لأنّ ما صنعه معجزة القرن العشرين .
.
وساستنا اشتروا الأراضي، والقصور، والفنادق، والجزر، وأنشؤوا المباني، والبنوك، وافتتحوا صباحهم بالعطر، والبخور، ورفعوا صوت القرآن في محالهم، ودكاكينهم التي هي وزاراتهم علّ الله يرزقهم المزيد، ونحن الشعب لا بأساً علينا، فنحن مسلمون مؤمنون عارفون ملتزمون ......!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح