الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ينطلق الإصلاح من تحت الضغوط؟!

ميشال شماس

2005 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


عبر الرئيس الأسد أكثر من مرة في خطبه وأحاديثه، أن ثمة قوى وأشخاصاً لا يريدون للإصلاح أن يتقدم في البلاد ، ويضعون العراقيل أمام أية خطوة مهما كانت صغيرة قد تؤدي إلى الإصلاح. وهذا ما تبين من خلال المراسيم والقوانين التي صدرت خلال الخمس سنوات الماضية، التي جرى إفراغ معظمها من مضمونه ، أوجرى تعطيله، وبعضها الآخر بحاجة إلى تعديل كقانون المطبوعات الذي وصف"بقانون عقوبات".
ومما يؤسف له فإن هؤلاء الذين يقفون بوجه تحقيق الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي، مازالوا يتواجدون في مراكز المسؤولية العليا والدنيا على حد سواء ، وإن البعض منهم لا يدرك أو يتجاهل عمداً حجم الأخطار التي تواجه البلاد، و مازال يعتقد أن “شطارته وفهلوته” قادرة على حل جميع المشكلات،فيطلق التصريحات العنترية هنا وهناك، وأن بعضاً ثانياً منهم تغوّل إلى الدرجة التي يرفض فيها التخلي عن امتيازاته غير المشروعة، ولا يرى أبعد من أنفه ويعمل بقوة لتعطيل أي إصلاح يسقط ركائزه الأساسية التي زرعها في الدولة. وهذا البعض مارس ومازال يمارس ساسية تشويه الحقائق وقلبها رأساً على عقب من خلال تقبيح كل ما هو جميل ، وتجميل كل ما هو قبيح.. والإمعان في نشر سياسة الفساد والإفساد وتشجيع مظاهر التملق والنفاق والولاء للشخص بدلاً من أن يكون الولاء فقط للوطن ، مما عطل تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص ، بحيث باتت معه إمكانية التقييم والاختيار للوظائف العامة صعبة إن لم تكن مستحيلة بسبب التمادي في هذا التملق والنفاق. مما ترك أثاراً خطيرةً على المجتمع حيث تفشى الفساد وانهارت القيم الأخلاقية واستبيح المال العام تحت يافطة التملق والنفاق ، خاصة من قبل هؤلاء الذين يقفون بوجه الإصلاح ، والذين لم يتوانوا لحظة عن زيادة نفوذهم وسطوتهم المالية عبر خرقهم المستمر للدستور والقوانين والأنكى من ذلك أنهم اعتبروا أنفسهم فوق النقد ، لابل فوق القانون الذي ساد فقط على ذوي الدخل المحدود والمستضعفين والمحرومين ، ويحضرني هنا قول العالم الألماني نيتشه : ( إن القانون كشبكة خيوط العنكبوت تقع فيها الحشرات الصغيرة ، أما الحشرات الكبيرة فتخرقها باستمرار).
والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا ، والذي يتهامس به الناس ، هو هل يشكل الضغط الدولي المتزايد على سورية فرصة سانحة للرئيس الأسد لاستئناف مشروعه الإصلاحي الذي أُجهضَ منذ منتصف العام 2001..؟! وذلك من خلال إزاحة الأشخاص وتفكيك مراكز القوى التي مازالت تعمل بقوة على تعطيل إي إصلاح داخلي في سورية، وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص وسيادة القانون والمساواة أمامه وإغلاق ملف الاعتقال السياسي وإلغاؤه نهائياً ورفع حالة الطوارئ وإلغاء الأحكام العرفية ، وإطلاق حرية العمل السياسي والنقابي والإعلامي.
لقد حان الوقت كي نعيد ترتيب بيتنا بما يتوافق وأوضاعنا ومصالحنا الوطنية والقومية والشروع بمصالحة وطنية عامة ، بما ينسجم والعهود والمواثيق الدولية التي وقعت عليها سورية وفي طليعتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي في الحقوق المدنية والسياسية ، وبما يمكن من إعادة صياغة العلاقة القائمة بين الدولة ومواطنيها على أساس عقد جديد يقوم على الالتزام الطوعي والاحترام المتبادل والمساواة بالمشاركة الفعالة لجميع السوريين في تحمل مسؤولية بناء الوطن ،بعيداً عن أي ولاء قسري أو تهميش أو عزل أو إهمال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني