الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسعار النفط العالمي، والنفط الصخري

ضياء رحيم محسن

2016 / 2 / 5
الادارة و الاقتصاد


نتيجة لإنخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، تمر أغلب الدول المنتجة للنفط بأزمات مالية تتفاوت بحسب إرتباط إقتصاد ذلك البلد بما يوفره النفط من موارد مالية للخزينة، هذه الموارد التي تؤمن الرواتب والنفقات التشغيلية، بالإضافة الى ما تخصصه الدولة من نفقات إستثمارية لمشاريعها التي تقيمها في البلد.
كان أول إرتفاع لأسعار النفط في السوق العالمي، بعد أن قامت الدول العربية أثناء حرب 1973 بإيقاف تصدير النفط للدول التي تساعد إسرائيل في حربها ضد العرب، عندها إرتفع سعر البرميل من 3 دولار للبرميل، الى أكثر من 10 دولارات للبرميل.
قد يتصور القارئ العزيز بأن الإضطرابات السياسية والعمليات العسكرية، وحدها تجعل أسعار النفط ترتفع، وأقول كلا هناك أسباب كثيرة دخلت على خط أسعار النفط إرتفاعا وإنخفاضا، من هذه الأسباب المتعاملين في السوق النفطي، وكذلك شعور الولايات المتحدة بالخطر جراء هكذا أزمات مستقبلية جعلها تبني خزين إستراتيجي بإمكانه أن يمد العالم بالنفط لمدة 90 يوما، بالإضافة الى منظمة أوبك وسياستها النفطية، كل هذه الأسباب كانت تضبط إيقاع أسعار النفط في السوق العالمية، مع عدم إغفال سعر الدولار الذي يتم تقويم برميل النفط على أساسه بإعتباره عملة قيادية.
يكمن دور منظمة أوبك في محاولة ضبط إيقاع الدول المنتجة للنفط، للحفاظ على سعر عادل لهذه الدول، تستطيع من خلاله تعظيم مواردها، بالإضافة الى المحافظة على دورها كمنتج كبير له دور أساسي في الحفاظ على إستقرار إمدادات النفط للدول المستهلكة، وتجلى هذا الدور بصورة جلية أثناء الأزمة المالية عام 2008، عندما قامت المنظمة بالطلب من أعضاءها بتخفيض الإنتاج لأكثر من 4مليون برميل يوميا، بعدما هبط سعر برميل النفط الى 34 دولار، وفعلا إستطاعت المنظمة بهذا التخفيض من العودة بأسعار النفط الى الإرتفاع مجددا، لكن لماذا لم تفعل المنظمة نفس الفعل هذه المرة؟
سؤال محير فعلا، ذلك لأن ظاهر الأمر يقول بأن من مصلحة الدول الأعضاء تخفيض الإنتاج لترتفع أسعار النفط مرة أخرى، في قراءة متأنية نرى بأن هناك مجموعة ضغط داخل المنظمة تدعو لبقاء الإنتاج كما هو، في محاولة للضغط على بعض الدول التي لا تتماهى سياساتها مع هذه المجموعة (السعودية والإمارات والكويت وقطر)، وبما تملكه هذه الدول من إحتياطيات مالية تستطيع لفترة من الوقت الإستمرار في ذلك، في وقت نرى أن هناك دول لا تستطيع أن تتجاوز تلك الأزمة (العراق وفنزويلا)، وفي حالة العراق يبدو الظرف مشددا نظر لطبيعة المواجهة مع عصابات داعش الإرهابية، وضعف البنى التحتية، بالإضافة الى الفساد المستشري في أغلب مفاصل الدولة العراقية.
هذا الأمر سوف ينعكس سلبا عل دور المنظمة كعامل توزان في السوق النفطي، لصالح الولايات المتحدة التي تنتج اليوم ما يزيد الى 9 مليون برميل يوميا، ولا يبدو أن سياسة الدول الضاغطة بإتجاه بقاء الإنتاج على حالها جاءت بنتائج إيجابية، فالنفط الصخري الذي تنتجه الولايات المتحدة ودول أخرى، لا يزال يقاوم إتجاه إنخفاض الأسعار، في وقت تعاني فيه الإقتصادات الناشئة وأوربا من بطئ في نموها، بما يجعل منه عامل ضغط أخر بإتجاه إنخفاض أسعار النفط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين نيلين - حرب السودان تهدد إنتاج النفط في جنوب السودان


.. كيف هي العلاقة بين البنوك الفلسطينية والإسرائيلية؟




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة




.. موجة الحر في مصر.. ما الأضرار الاقتصادية؟ • فرانس 24