الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمان حلب - تحية الى روح مصطفى العقاد

حسين سليمان
كاتب وناقد سوري مقيم في الولايات المتحدة الامريكية

2005 / 11 / 13
الادب والفن


بعد تقديم فحص مادة الهندسة الوصفية، نخرج من قاعة الامتحان صفا طويلا من طلبة كلية الهندسة إلى فيلم الفراشة Papillon نجومية (دوستن هوفمن) تعرضه سينما (الكندي)، مساء ذاك الليل الذي سينزل على حلب. حلب التي لم تكن لتنام آنذاك. في ساحة (باب الفرج) زمامير سيارات تاكسي (المارسيدس نوع 180 ) لا تدع على عيون نازلي الفنادق، من مدن الجزيرة ودير الزور، نوما فيخرجون على الشرفات، النساء بزبوناتهن والرجال بجلابيبهم يتطلعون إلى حلب والى شارع (التلل) بأضوائه المجنونة وبصباياه اللواتي تحسب أنهن قادمات من باريس للتو: إشو يوب... مسيحيات ومسلمات...أرمنيات نازلات من جبالهن مع نهرهن العذب يذكرني بمحمد الفراتي وهو يغني: ذاك نهر الفرات فاحبو القصيدا. إنها بالتأكيد الموسيقى حين تثاقل الزمان فتضعه على رصيف همل لا مرور فيه. فاطرقي الأوتار أيتها البدوية فزنجيتك ليست خرابا عليك، أيتها البدوية وتتطلعين من شرفة فندق سمير أميس، لا ليس سمير أميس فالفندق هذا في دخلة لا يراها شارع التلل بل فندق (كلاريج!) مضى عليه ثلاثون عاما لا أذكره الآن فندق يتطلع على الساحة الحلبية وعلى المكتبة الوطنية التي أبنوا فيها قبل قليل الفنان الحلبي (مصطفى العقاد) لا ليس مصطفى العقاد بل (لؤي كيالي) الذي كان ينحت في الفضاء بإزميل مايكل أنجلو، ينحت زمان حلب في العام 1977 . ونحضر الفيلم فنصاب برشاش الماء الذي يصبه السجان على (ستيف ماكوين) و(دستن هوفمان)، قليلا من الماء يرش أيضا على صبايا حاضرات الفيلم فيزعقن. ثم نخرج في يوم تال لتأبين الفنان إلى جامع تحت القلعة تماما، جامع الوسط! على رصيف الجامع يقف فاضل السباعي ...ووليد إخلاصي الذي يبكي لا يبكي بالدموع بل بالكلمات وغليونه الواسع ينفث لوحات الدخان والزيت. ثم نعود لتقديم فحص آخر في مادة جامعية ثقيلة لا اعرف كيف حملها الأساتذة من مدارس أوروبا يعطونها كما يعطيها ببغاء لا يرفع رأسه فوق كلمة صاحبه. هكذا نصاب مرة أخرى بخيبة أمل النجاح في الفحص، فنخرج من قاعة الامتحان خطا طويلا من الطلبة إلى فيلم القطار وفيلم الكلب (the dog) ثم (ثلاثة أيام للكومودور) ثم فيلم (الرسالة). نخرج من امتحانات كثيرة إلى أفلام كثيرة تنتجها السينما وتعرضها صالة الكندي وصالة المركز الثقافي. ثم من الأفلام إلى تأبين الفنان نفسه، لؤي كيالي الذي يموت كل يوم ذلك لأن الزمان كان على شفا جرف ينهار أو ينهار.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة