الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاموس البذاءة

امين يونس

2016 / 2 / 6
كتابات ساخرة


" ثلاثةُ خٌبثاء ، تراهنوا على أيهُم أكثرُ دناءةً وخباثة . فرأوا طفلاً ضعيفاً مُنهَكاً ، يُريد عبور شارعٍ مُزدَحِم . فبادرَ الأول وأخذ بيدهِ ، وتركهُ في منتصف الشارع ! .أما الثاني فلقد حاذاهُ وضربهُ على قفاه . الخبيثَين إستغربوا عندما رأوا زميلهم ، جالساً وهويضحك ، قائلاً لهما : لقد غلبتكما . قالا لهُ كيف ، فأنتَ لم تفعل شيئاً للطِفل ؟ أجاب مبتسماً : أنهُ إبني وقد تركتكُما تفعلان بهِ ذلك !! ".
...................
حُكام العراق ، بتقسيماتهم الثلاثة ، تلك التقسيمات التي غّذاها وشّجعها ، المُحتَل الأمريكي ... يشبهون إلى حدٍ ما ، الخُبثاء الثلاثة في الحكايةِ أعلاه . والمُنافَسة بينهم ، مُحتَدِمة ، أيهُم أكثرُ فساداً وسرقة ونهباً ... والتسابُقُ على أشّده فيما بينهم ، على مَنْ أكثر تسبُباً في إيذاء المواطنين وتحويل حياتهم إلى جحيم ... والمُباراة بينهم قَوية ، على مَنْ أقدَرُ على تدمير ما تبقى من البَلَد .
والحَقُ يُقال ... فأن حُكامَنا بتنويعاتهم ... لم يُقّصِروا في إبتداع كافة الوسائِل ، لِنَيل أعلى المراكز ، في تصنيفات الرداءةِ والخِسّةِ والدناءةِ والخيانة ... إلى درجة ، بحيث يحتارُ المرءُ ، في مَنْ هو في المركز الأول .
.................
ماذا تقولونَ أيها السادة ... هل الذي قادَ الطِفل المستضعَف أي [ العراق بعد 9/4/2003 ] إلى منتصف الشارع ، وتركهُ عُرضةً للحوادِث ، هو الأسوأ ؟ أم الآخَر الذي إستقوى على الطفل المريض ، وضربهُ ؟ أو الأب الذي إستملَحَ الحَدَث وتضاحَكَ مع زميلَيهِ وهو يُشاهدهما يُؤذيان ولده ؟
ألا ترونَ أن قاموس البذاءةِ بأكمَلهِ ، لايكفي لوصفهم ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السوء درجات
حسين المولى ( 2016 / 2 / 6 - 13:14 )
رائع في استهلالك للموضوع ثم في طرحه بهذه البساطة والتشخيص السليم لواقعنا المخزي (كل الكلمات عاجزه عن الوصف ) --أرى انه الاب هو الاسوء--الاب هنا هو( الشعب) ربما معترض يقول --كيف ؟ أقول لولا اختيار الشعب لهذه الفئة الفاسدة لما حل بنا هذا البلاء ولكون الشعب مع كل ماحصل لم يحرك ساكنا بل أعاد انتخابهم ثانية وثالثة نامي جياع الشعب نامي ---وهل من يقظة بعد نومة الكهف هذه ؟--انا منتظرون-


2 - ولكن قد يكفي حرفا واحدا من القاموس
صباح كنجي ( 2016 / 2 / 6 - 14:02 )
مقال جميل ومؤثر لا يحتاج لكل قاموس الشتائم والبذاءات كما تؤكد ولكن قد يكفي حرفا واحدا منه خذ على سبيل المثال حرف الميم وما يمكن ان يخرج منه لوصفهم كما يقول العراقيون عندما لا يجدون الا القاموس المذكور في مقال فيختصون الجملة دون ان يكملوها .. يا مـــ.. دعهم كما يكملونها كما يحاو لهم يا امين ..
صباح كنجي


3 - تشبيه غير منصف
كامران عبدالرحمن ( 2016 / 2 / 7 - 06:08 )
اسمحلي ياستاذ امين ان اقول .. بآن التشبيه غير منصف
فالطفل في المثال ليس طفلا ... بل رجلا بالغا خشننا وله شوراب وعضلات مفتوله وبأمكانه سحق الخبثاء جميعا بكل سهوله ويسر !ا

تحياتي


4 - الطائفية البغيضة
muslim aziz ( 2016 / 2 / 7 - 19:59 )

ماذا حل بالعراق؟ انها الطائفية البغيضة. ومن ساهم في تدمير العراق. انهم بعض الاخوة من الشيعة والذين ارتموا في احضان ايران المجوسية.
التقسيم الطائفي في العراق يشبه الى حد بعيد التقسيم الطائفي في لبنان والبلدان محكومان بعصابات طائفية همهم الاول والاخيلر كراسي الحكم وثانيا مصلحة الطائفة واخيرا مصلحة الوطن. لذالك على كل المحبين والكارهين لصدام حسين ان يترحموا عليه وان يطالبوا بعودة الدكتاتورية فهي افضل من ديمقراطية الفوضى

اخر الافلام

.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر