الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سخرية ألأقدار من ألدوري ، قبل وبعد موته !

ميثم محمد علي موسى

2005 / 11 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أستوقفني خبر وفاة عزة ابراهيم الدوري (63 عاماً) نائب صدام حسين وساعده الايمن ، كما يحلو للبعض تسميته ، والذي كان من أكثر أقطاب النظام ألمخلوع تبعية ً لصدام وخضوعاً ، ماجعله عرضة كما هومعروف للتندر في كل الأوقات . ولأن ألعراقيين مولعين بالألقاب وألأوصاف ، فقد سموه (عزوز) تصغيراً وأحتقاراً و ألأبرص ، و طرطوراً ، و كنيَّ (بأبو الثلج ) بحيث أصبح هذا أللقب بمثابة ماركة مسجلة تعني ألدوري لاغيره ! لكن هذا ألرجل لم يكن أقل قسوة من بقية رفاقه في تنفيذ قرارات ألبعث وألسلطة في ألأبادة.
ما أستوقفني ويستوقفني كل مرة يجري فيها ألحديث عن زمرة ألنظام ألسابق ورموزه ، هو مستوى ألتحصيل ألعلمي (وألأخلاقي) لمن كان نائباً للقائد ألأعلى للقوات ألمسلحة (صدام) طوال سنوات حكمه ، وبرتبة فريق أول ركن ، ونائب أمين سر ألقيادة ألقطرية. لم يكن أستمرار ألدوري ، حاله حال طه ألجزراوي ، في ألسلطة منذ خلع صدام ألبكر عام 1979 وحتى سقوطه ، ذكاء أو نباهة يفتقدهما أصلاً ، بل نتيجة لتبعيته ألمطلقة لصدام طيلة فترة حكمه ، وهذا ماأفتقد أليه بعض رفاقه فدفعوا حياتهم ثمناً لذلك ، وبطرق مرعبة ، وكذلك قدرته على أبتلاع ألأهانات وألتهكم ألذي كان يوجههما أليه سيده علانية ! ورغم ماكان معروفاً عنه من أرتباطه بالحلقات ألصوفية و ألتمسك بالعادات و ألتقاليد ألعشائرية ، فأنه لم يجروء على أي فعل حين تزوج أبن سيده (عدي) أبنته لليلة واحدة ، ليطلقها في أليوم ألثاني ، كما لو أنه عاشر بنت هوى !
لم يكن ألدوري قد أكمل تحصيله ألثانوي ، حاله حال ألغالبية ألعظمى من قياديي حزب ألبعث وسلطتهم ألمشؤمة ، مثل ألعرفاء ونواب ألعرفاء و ألفاشلين دراسياً وأجتماعياً (كعلي ـ كيمياوي ، وحسن ألمجيد و حسين كامل وعبد حمود .. وغيرهم ). هؤلاء شغلوا مناصب هامة في ألدولة وأستوزروا وحملوا رتباً عسكرية كفريق وفريق أول ركن، يفني ألناس أعمارهم في ألخدمة ألعسكرية كي يحصلوا عليها في ألبلدان ألمتحضرة!
وكانت هذه ألسياسة نهجاً متعمداً لدى ألبعث ، منذ سرقته للسلطة ، فقد أعتمد ألبلطجية و ألقتلة وألجهلة ألذين كانوا مستعدين للتضحية بكل شيء من أجل مواقع لم يحلموا بها لا في منام ولا في يقضة ! وقصة عامل ألكهرباء (محمدعايش) معروفة ،و ألذي كان يحمل سلماً لتغيير مصابيح أعمدة ألشوارع قبل 17 تموز يتحول ألى وزير صناعة و عضو مجلس قيادة ألثورة ، قبل أن يصفيه صدام بمسرحية دموية مع عدد كبيرمن أعضاء مجلسي قيادة ألثورة وألقيادة ألقطرية ، وكوادر متقدمة ووسطية في حزب ألبعث عام 1979.
تنقل عزت ألدوري من موقع قيادي ألى أخر ، بعد أن كان بائعا ً للثلج في ألأعظمية قبل أنقلاب 17 تموز، فصار وزيراً للزراعة ، ورئيساً للمجلس ألزراعي ألأعلى ، ووزيراً للداخلية منذ منتصف ألسبعينات (من ألقرن ألماضي) ، ثم ومنذ عام 1979 ظل نائباً لصدام في رئاسة ألجمهورية و مجلس قيادة ألثورة . ساهم ألدوري ، كما هو معروف ، في جريمة (حملة ألأنفال) وأبادة ألكورد عام 1998 ، حيث كان عضواً فيما يسمى بلجنة شؤون ألشمال بمجلس قيادة ألثورة حينها ، وكانت هذه أللجنة قد أصدرت أمراً رسمياً في 20/6/1987 بأبادة ألكورد ، وألسماح بأستخدام ألأسلحة ألكيمياوية وأعتقال وأعدام ألمئات منهم . لقد وجه ألدوري ، فيما بعد ، تحذيراً مكشوفاً لسكان ألسليمانية ، مذكراً أياهم بحلبجة وضربها بالكيمياوي في( 16/03/1998 ) وأستعداد سلطة ألبعث تكرارها أذا ما أقتضت ألضرورة.
قبل أحتلال ألعراق عام 2003 دفع صدام بالدوري ( الجوكر) ألى ألواجهة ليعلن بأن ألعراق سيقاتل ألأمريكيين في كل قرية ومدينة وبيت ، أذا مادخلوا بغداد ، لكن ويالسخرية ألأقدار من مطلقي مثل هذه ألتهديدات ألرنانة ، فكانوا أول من (وضع أذيال دشداشته بفمه و قًلِب – حسب ألتعبير ألعراقي ألساخر )! فقد كانوا يعتقدون أن أمريكا لن تجرؤعلى ألقدوم على مثل هذه ألخطوة . لم يتعض هؤلاء من دروس ألحاضر ألطرية ، أو تناسوا أن أمريكا مستعدة للتخلي عن صنائعها حين يعارضون مصالحها أو تنتهي مهماتهم كالشاه ونورتيغا ، أوحين يقف أحد ما عثرة في طريق مصالحها ومشاريعها كما حصل مع ميلوشوفيج .
ليس خبر موت ألدوري بذات أهمية ، فهو بحكم ألميت منذ أن هرب وسيده صدام من بغداد ولم يقاتل من بيت ألى بيت ، ولم تنفع عنترياته في صناعة لحظة واحدة من ألبطولة ، فقد عاش بلا مجد ، ويموت بلا مجد أيضاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج