الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انسحاب المرجعية والقرار العراقي

طاهر مسلم البكاء

2016 / 2 / 6
العولمة وتطورات العالم المعاصر


هل الوضع العراقي الحالي اعتيادي ،ام ان الأيام القادمة حبلى يلدن كل عجيب ؟
لنبدأ من التسريبات الأعلامية التي انتشرت على نطاق واسع، تشير الى ان تغييرات قيادية واسعة ستطال شخصيات مهمة ،لطالما أعطيت الفرصة الكافية، ومارست المسؤولية القيادية دون ان تحصد أي نجاح ،بل مزيد من تدهور الوضع العراقي ،وان امريكا هي صاحبة القرار واليد الطولى في الوضع الحالي ،صحيح انها أجرت مشاورات مع العديد من الجهات العراقية المهمة كالمرجعية الدينية وقادة الأحزاب المهمة للكتل المختلفة ،كما تشير بعض التسريبات الى ان بعض الجهات العراقية طرحت فكرة تغيير السيد العبادي بمرشحين جدد شريطة حصول توافق عليها ،ويقال ان أمريكا لاتريد استبدال العبادي فهو بالنسبة لها الشخصية المثالية الذي يسرع في تنفيذ ماترتأيه من مخططات تخص مصالحها في العراق خصوصا ً والمنطقة عموما ً .
ومن خلال تجربتنا السابقة فأن أغلب القرارات والأجراءات المهمة ابتدأت على شكل تسريبات أعلامية ثم اصبحت حقيقة واقعة ،رغم انها كانت وقتها من ابعد الأحتمالات ،كتنصيب السيد العبادي رئيس للوزراء رغم انه ليس من صقور حزب الدعوة ،ولموقعه الأنتخابي المتواضع ،ولم يكن أحد يتوقع ان مثل هذا الأمر قد يتم ، وكذلك موضوع التجاوز على رأي المرجعية ونداءاتها المتكررة للأصلاح وتغيير الشخصيات المؤثرة فيه واصلاح القضاء ، وكذلك التجاوز على ارزاق الناس ورواتب الموظفين وفرض الضرائب ورفع اسعار الوقود وغيرها ،اذن فمن المعقول جدا ً ان تصبح هذه التسريبات الأعلامية الغير واقعية اليوم ،حقيقة واقعة غدا ً بالتماثل لما سبقها من أحداث .
المرجعية تتوقف عن نقد الواقع العراقي :
في خطاب المرجعية للجمعة الماضية ، ذكرت المرجعية الدينية انها سوف تتوقف عن تناول الوضع السياسي العراقي الحالي ،إلاّ ذا استجد امر طارئ ، والتفسير المتوقع لموقف المرجعية هذا وبرغم حراجة الموقف العراقي الحالي الذي يتطلب الوقفة لا التوقف ،هو ان المرجعية تقول للشعب انها ملت وسأمت النداءات العديدة سواء للمسؤولين أو لعامة الشعب بالتصحيح والأصلاح وانهاء سوء العدالة والفساد المستشري بالبلاد، وان على العراقيين ان يقولوا كلمتهم بأنفسهم ان ارادوا اصلاحا ً، وقد تكون مدركة لحصول تغيرات مهمة وجوهرية على الواقع العراقي ولاترغب ان تكون جزءا ً منه !
هناك من ينتقد مواقف المرجعية التي تنتقد بكلام لطيف لايخيف السراق والمتطاولين على المال العام والعدالة ،والذين سرقوا البلاد بأتفاقات ومحاصصات رخيصة ،وقد وصل الأمر اليوم الى اقتطاع قوت وارزاق الناس لتعويض سوء الأدارة وفساد الحكم ، وبدون ان يكون هناك اي مراجعة ونقد لمثل هذا الواقع المر والمؤلم ، ان سياسي الفترة المظلمة تلك من تاريخ العراق تعكزوا على المرجعية وارتدوا أردية الدين لتقوية قبضتهم على الشعب ،وفي نفس الوقت الأستمرار بنهب المزيد من الثروات والمزيد من الأهمال للمرافق العامة ومصادر الدخل المهمة .
الوضع العام في المنطقة :
تشير التحركات في المنطقة الى ان صراعا ً محموما ً يجري من الدول الكبرى وذيولها في المنطقة ، لتنفيذ أجندات لطالما زمرت لها دوائرها الأعلامية ومنذ زمن طويل ،ويبدو انها تستغل ماجرى ويجري بظهور داعش وتدهور الأوضاع الداخلية للعراق وسوريا ،كفرض قواعد عسكرية على الأرض العراقية ،وتقسيم البلاد ، وابتزاز ثرواتها الى ابعد مايمكن من مدى ، وبغياب الصوت العراقي القوي ، حيث نرى تدفق القوات الأجنبية على الأرض العراقية،وهذه كلها تدعم أنباء حصول تغييرات قريبة في الواقع العراقي، بينما يناقش البرلمان اقتطاع نسب كبيرة من رواتب الناس ! ،وكذلك يحس الأنسان العادي ان دولته تفرض حصارا ً اقتصاديا ً على مؤسساتها وعليه ،وخمود الحركة الأقتصادية للبلاد ، وسط كل ذلك فمن حق المواطن ان يخشى على مصير بلاده ومستقبله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية