الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرجعية الدينية، سكوت كالصاعقة!

ضياء رحيم محسن

2016 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


دأبت المرجعية الدينية بعد سقوط نظام صدام، وأثناء إقامة خطبة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف، أن تضمن خطبتها السياسية مجموعة من الملاحظات الى قيادات البلد، وهذا الأمر إتخذ منحى أخر بعد تدهور الأوضاع الأمنية، جراء دخول عصابات داعش الإجرامية الى محافظات عراقية؛ وإقترابها من المحافظات المقدسة، الأمر الذي إتخذت فيه المرجعية الدينية قرارا بالدعوة الى الجهاد الكفائي، والذي أنتج مقاتلي الحشد الشعبي الذين إستبسلوا في قتالهم مع هذه العصابات الإجرامية، وحرروا مدن وقصبات في مناطق عديدة من أرض العراق.
قبل هذا كان خطاب المرجعية يتسم بالنصح والتوجيه غير الصريح، بحكم كونها الأب لجميع العراقيين بمختلف مشاربهم وإنتماءاتهم، وعلى الأب أن يراعي مشاعر أبناءه ويوجه من يخطئ منهم الى فعل الصواب.
يحاول بعض السياسيين الترويج لفكرة دخول قوات أمريكية وتغييرات سياسية في العراق، تشمل إعتقال سياسيين وفرض الإقامة الجبرية على رئيس الوزراء، والمجيء برئيس وزراء مقبول سعوديا وقطريا، ويوافق على الإملاءات الأمريكية، وبالإتفاق مع المرجعية الدينية، وينسى هؤلاء بأن من أولى مهمات الولايات المتحدة التي تتشدق بها، هو الحفاظ على الديمقراطية في أي بلد، مهما اختلف معها في الرؤى والإستراتيجيات، وبالتالي فإن خطوة كهذه تقوض ما تروج له الولايات المتحدة، كما أن المرجعية الدينية لم تضع يدها يوما بيد المحتل، والشواهد كثيرة لا يمكن حصرها.
مناسبة هذا الحديث هو خطاب ممثل المرجعية السيد الصافي، والذي تحدث فيه عن أن المحور السياسي لن يكون بشكل أسبوعي؛ بل بحسب ما تقتضيه التطورات السياسية في البلد، بعد أن بح صوتها من التوجيه والنصح لقيادات البلد، جراء العمليات الأمنية التي تجري في مناطق متفرقة من البلد، بالإضافة الى الأزمة المالية التي تعصف بالبلد نتيجة هبو أسعار النفط في الأسواق العالمية، والطلب من هذه القيادات بالبحث عن حلول ناجعة للنهوض بالإقتصاد العراقي، وعدم إقتصار موازنة البلد على الواردات النفطية.
تحاول الولايات المتحدة الضغط على الحكومة لتحييد الحشد الشعبي، عن المشاركة في تحرير محافظة الموصل، وقبل ذلك محاولتها بطرق شتى عدم إشراك الحشد الشعبي في تحرير الأنبار، وينسى القادة الأمريكان الجهد الكبير الذي بذلته هذه القوات في تطويق عصابات داعش الإجرامية، وقطع طرق إمدادهم؛ الأمر الذي سهل على بقية القطعات تحرير الأنبار من هذه العصابات.
إن فكرة حل الحشد الشعبي التي يروج لها بعض السياسيين الذين يرفضهم الشارع، فكرة عقيمة لن تجدي نفعا، بل يمكن أن تكون وبالا على هؤلاء الساسة، لأن المواطن في مدن الأنبار وتكريت، ومن قبلهم ديالى وآمرلي وجرف النصر لمسوا بأيديهم من حرر هذه المناطق من داعش السياسة وقبله عصابات داعش الإجرامية، وأن الترويج لفكرة حل الحشد الشعبي لن تنطلي عليهم، مهما كانت الأموال التي تدفعها الدول الراعية لهذه الفكرة.
لا تزال الحكومة مكبلة ولا تستطيع أن تجازف بإتخاذ قرارات لن تجد لها آذان صاغية من أغلب الكتل السياسية، ومع هذا فهناك تقصير واضح من قبلها، لعدم ثقتها بنفسها وكذلك عدم ثقتها بالمواطن ومن خلفه المرجعية الدينية، والتي تملك الثقل الأكبر في الحفاظ على وحدة العراق، وإفشال كل المؤامرات التي لا تريد خيرا لهذا البلد، وهي التي أفشلت خطط بايدن في تقسيم العراق الى كانتونات تخضع للسعودية وقطر وتركيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس سان جرمان يأمل بتخطي دورتموند ومبابي يحلم بـ-وداع- مثا


.. غزة.. حركة حماس توافق على مقترح مصري قطري لوقف إطلاق النار




.. لوموند: -الأصوات المتضامنة مع غزة مكممة في مصر- • فرانس 24 /


.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء -فوري- لأحياء شرق رفح.. ما ر




.. فرنسا - الصين: ما الذي تنتظره باريس من شي جينبينغ؟