الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوعة مدينه

حامد الكليبي

2016 / 2 / 6
الادب والفن


لوعة مدينه
............................
وقفت على تل من ركام..... انظر حولي
اذا بمدينه عجيبه غريبه الاشكال والمعالم
تموج فيها الاخليه والابخره الملونه
متوشحه بقناع من ضباب ..... يكاد يحجبها
سألت نفسي .... ما هذه المدينه
سمعت صدى ركامها.... يقول انها بغداد
تأملت قليلا ........ورأيت
خونه .. متآمرين ..سراق.. متسلطين
يرقدون تحت اجنحة النوم بعمق
مساجد
تحوم حولها اقوال وارواح ......
صارخة صراخ اليأس ...... مترنمه ترنيمة الأمل
هياكل .. اديان .. اقامها اليقين ..... وهدمها الشك
مآذن افكار .. مرتفعه نحو العلوا.... كأنها ايدي المتسولين
شوارع منبسطه كنهر بين الربى
مخازن اسرار حرسها الكتمان .....فسرقها لصوص الاستعلام
ابراج اقدام بنتها الشجاعه......وفلشتها المخاوف
صروح احلام زينتها الليالي ..... وخربتها اليقظه
اكواخ صغار سكنها الضعف
جوامع قام بها نكران الذات
نوادي معارف انارها العقل .....فاظلمها الجهل
خانات محبه سكر بها العشاق ......واستهزأ بها المترفون المتسلطون
مسارح اعمار مثلت عليها الحياة رواياتها ..... ثم جاء الموت وختم مأساته
ثلك هي بغداد ... بعيدة ..قريبه ..متطوره محجوبه
طال بي الوقوف ... انهكني التأمل ..والركام حل قواي
قلت في نفسي
الوقوف بحيرة نوع من انواع الجبن
والنظر الى ركام بغداد نوع من الجهاله
حين جن الليل .... ارتدت السماء جواهر النجوم حلتا لها
تتصاعد من وادي الرافدين ... . محفوفه باجنحه غير منظوره
جلست على عرش من الغيوم..... مرتفع فوق تاريخها
مرصع من اشعة القمر .... تمر على ركامها تهتف
صامده ... صامده .. صامده .... الرياح والامواج تحمل تلك المناجاة
الى جميع الاقطار
تاريخك لم تهدمها الطغاة يا بغداد
نخيلك يحاكي الطبيعه فلن تغلبها العناصر يا بغداد
حكماء المغرب والمشرق يأتون .....
ليستحكموا حكمتك ويتعلموا رموز تراثك يابغداد
عظماء الارض يجيئون من كل الصقاع ...ليسكروا من رحيق جمالك
وسحر معانيك يابغداد
بين نهريك نبتت الخيرات يا بغداد
بين ذراعيك منبع المياه العذبه يابغداد
انفاسك نسيمات منعشه يابغداد
تاريخك وركام اطلالك .... تذيع مجدك ويتحدث بعظمتك يا بغداد
نخيلك وسهولك سيبقى وسام شرف على ضفاف نهريك يابغداد
بغداد يا بغداد ... بعض عطائك شع في النفوس
يقظة بعد نوم عميق
ازهارا واشجارا .....وانت حقل بكر يحي الورود والثمر
لكن ارى في عينك حزن...
لابناء رحلوا وراء البحار ...وتركوكي حليف البكاء واليف الشوق
اتخافين وانتِ بنت الرافدين .... عزيزة الامم
اتخافين من تقرب المتسلطين بخداعهم
ويملك اعنتك بقوة الطغاة
ترمقين صمتك .. حين تمر الارواح تنشد
صامده .. صامده ..صامده
ومحبتنا تملأ السماء والارض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي