الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين اليمن وسورية، الإنهيار السعودي قادم!!

ضياء رحيم محسن

2016 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


حالة التمدد العسكري التي تقوم بها الدول الكبرى، تؤدي بها في أغلب الأحيان الى الإنهيار، بسبب عدم قدرتها على إدامة هذا التمدد من الناحية اللوجستية، كما أنه يحتاج الى تغطية نفقات الحرب الذي تخوضه هذه القوات خارج أراضيها، وبما تعنيه هذه الحالة حاجتها الى تكنولوجيا متطورة تكلف مليارات الدولارات، الأمر الذي يرهق إقتصادها ويحوله الى إقتصاد حرب.
في هذا يقول البروفيسور بول كيندي في كتابه ( إنهيار الإمبراطوريات على مدى التأريخ) إن أي توسع يحتاج الى غطاء إقتصادي، وحتى هذا الغطاء لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة، كما أن التمدد خارج حدود الدولة، يضعها أمام إختبار أكبر من قدراتها الذاتية، وبالتالي سيؤدي كل هذا الى تضعضع الجبهة الداخلية وتصاعد الثورات الداخلية.
حاولت السعودية طيلة أكثر من خمس سنوات، إسقاط نظام بشار الأسد؛ بالمال مرة، وبالإرهابيين الذين ترسلهم وأدواتها الإعلامية مرة كثيرة، لكنها لم تفلح في ذلك، بل إن الذي حصل هو خروج بشار أقوى من بداية الأزمة، والدليل على ذلك هو فك الحصار عن نُبل والزهراء في الأيام القليلة الماضية، ولما لم تفلح مع بشار الأسد حاولت أن تفتح جبهة أخرى، وهذه المرة في اليمن، وها هي اليوم بحملته العسكرية تقترب من عام كامل في مواجهة مقاتلي الحوثي في اليمن، لم تفلح مع خسائرها التي تجاوزت الخمسين مليار دولار من زعزعة الحوثيين عن مكانهم؛ بل على العكس من ذلك، بنتا نرى كيف تمرغت أنوف السعوديين ومعهم الإماراتيون في وحل الهزيمة اليمينة، أخذوا يبحثون عن مخرج للأزمة ولا يجدونه.
يتحدث بول كيندي عن الإمبراطوريات، ونحن نعلم أن السعودية ليست كذلك، بسبب حكم القبيلة الذي يسودها، ومع هذا نجد تقاطعات فيما بينهم تصل الى حد التأمر، ومع هذا فإننا نعلم يقينا بأن اليأس تسرب الى قلوب حكام السعودية، الأمر الذي تحاول فيه الهروب من هذه الحقيقة، بما جعلها تعلن على لسان أحمد العسيري عن مشاركتها في الحرب البرية ضد الإرهاب في سورية، لو وافق التحالف الدولي على القيام بحرب برية هناك.
يبدو أن هذا هو القوس الأخير في جعبة حكام السعودية، وما يلي ذلك إلا الإنهيار الكامل لمملكة آل سعود، وهذا ليس تنبؤ بمجريات الأحداث، بقدر ما هو تعبير عن قراءة واقعية لما تقوم به السعودية من أفعال لا تمت الى الواقع السياسي بصلة، فمن جهة يعلم جميع المتابعين أن الولايات المتحدة أخذت شيئا فشيئا تقلص إعتمادها على النفط السعودي، وها هي اليوم تسمح بتصدير نفطها الى الأسواق العالمية، كما أن النفط الصخري الذي تقوم بإنتاجه أخذ ينافس النفط الخليجي، صحيح أن تكلفة إنتاج هذا النوع من النفط عالية، لكنها خسارة محسوبة بالنسبة للولايات المتحدة، فهي تشتري النفط الأن بأسعار بخسة وتقوم بتخزينه الى وقت أخر حيث ترتفع الأسعار، بحيث تستطيع جني أرباح كبيرة عند صعود الأسعر في وقت لاحق، لكن السعودية ودول الخليج الأخرى لن تجد من يقف الى جانبها، عندما تنتفض شعوبها وتقدمهم للمحاكمة بسبب هدرهم لثروات الشعب، وهو شيء لن تستطيع أن تقف بوجهه الولايات المتحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على