الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم الشّاعر النّبيّ في الكون الشّعري الرّومنطيقيّ

محرز راشدي

2016 / 2 / 7
الادب والفن


لقد استمدّت الحداثة الرّومنطيقيّة رؤيتها للشّاعر- النّبي من كشوفات الكوجيتو الدّيكارتي الّذي أعاد مقولة الذّات إلى المركز، ومن الانفتاح على التّراث الإنساني ومنه الدّيني والميثيولوجي تحديدا. فالإرث اليوناني قد ألحق الشّعر والشّاعر بمنطقة القداسة ونزع على الشّاعر جلباب الجلال حتّى لا تمايز بين التّجربة الشّعريّة والتّجربة النّبوية؛ إذ أنّ الشّاعر- مثله مثل النّبي- صفيّ من الأخيار أغدقت عليه ربّة الأشعار هبة الوحي الشّعري وقذف فيه أبولون قبسا من نور الاستبصار ليستوي « ترجمان الإرادة الإلهيّة، والعرّاف، والنّبيّ، ومعلّم الحكمة، وباعث الحياة المتمدّنة » . ويبدو أنّ مضايق الحداثة العقلانيّة والعلميّة هي الّتي أوجبت على الفلسفة الرّومنطيقيّة فعلا عكسيّا بمقتضاه وقعت العودة إلى صورة الشّاعر- النّبيّ وتدشين عهد « كهنوت الشّاعر» من جديد من أجل الخروج من النّسق المعقلن الّذي موضع الرّوحي وتبرّأ من القيمي واستباح المعنى. ولكنّ هذا الطّرح لا يعدم أنّ الرّومنطيقيّة في سياقها الغربي أوّلا قد أفادت من رصيد الأفكار الّتي انتشرت في عهدها مثل الفردانيّة والحرّية والتّقدّم وغير ذلك. بل كلمة الحرّية قد أضاءت الإيمان بالمستقبل فجاهر كلّ الفكر اللّيبرالي بقابليّة الكمال (Perfectibilité) .
والجليّ أنّ الوجود الإنساني المحفوف بالمخاطر قد بعث في الرّؤية الرّومنطيقيّة ضرورة الأخذ في البحث عن حضور الأصيل، وتأصيل جوهره الآفل، المهدّد بالضّياع كلّية. ومن ثمّ كانت الإشادة بحرّية الإنسان، وتنزيل الذّات الإنسانيّة المنزلة الّتي تستحق، وتبجيل الفرد على الجماعة، لأنّها جماعة اجتمعت على زيف، أو هي حاملة لوعي زائف بما أنّه نتاج ثقافة هجينة لا طبيعة خالصة.
هذه المقدّمات- على اقتضابها- ستمثّل نقطة ارتكاز في تخريج صورة للشّاعر الرّومنطيقي على أنّه ضمير الإنسانيّة المتلالئ، وصوت الحقّ الصّادح. وهو- على غرار المسيح- ابن الإنسان المنافح عن الرّصيد الرّمزي الواقع في النّسيان. فلا يصعد إلى السّماء إلّا ليعود إلى الكهف ويرفع العماوة عن نزلائه. وحينئذ، لا غرابة أن تقدّمه الأقاويل كائنا خفيفا يحفّه النّور، قابضا على جمرة المعرفة، والمعرفة سرّ تستّرت عليه الحداثة حين ادّعت أنّه على القارعة وفي هذا الخصوص يقول جبران خليل جبران واصفا الشّاعر- النّبي إنّه:« ملك بعثته الآلهة ليعلّم النّاس الإلاهيّات. نور ساطع لا تغلبه ظلمة ولا يخفيه مكيال، ملأته زيتا عشتروت آلهة الحبّ وأشعله آبولون إله الموسيقى» .
بمعنى أنّ الشّاعر- النّبي ليس صاحب رؤيا فحسب وإنّما هو شاعر- رسول (Poète-apôtre) يردم الهوّة بين السّماء والأرض ويهدي الإنسان إلى سبل امتلاك الحقيقة فهو متمّم العناية الإلهيّة ولاعب دور الأنبياء العظام مثل موسى وهوميروس ويسوع وغيرهم ممّن يجوز احتسابهم شعراء عظاما لهم مآثر خالدة ، بل هو "العلامة الكاملة" على الحضور الإلهي في العالم، أو بالأحرى مجلي ذلك الحضور، فالشّاعر النّبي حامل للمقدّس، يتملّى الكون والعالم ليمسك بأثر المقدّس. ففي ليل العالم، يقول الشّاعر المقدّس. ولهذا السّبب، ليل العالم هو « اللّيل المقدّس» بحسب عبارة هولدرلين. بل أكثر من ذلك يسطّر الشّاعر لإخوانه من بني الإنسان درب الخلاص من الهوّة، وبهذا المقدّس يتخطّى زمن الضّيق .
إذن، غياب المثل العليا هو غياب المقدّس اّلذي يترك مكانه للظّلمة بما هي خراب روحي وانكشاف العدم، والشّاعر- النّبيّ سيحمل على عاتقة تخليص الوجود الإنساني من السّقوط في العمى، وهو لذلك أضحى رمزا تعدّدت مدلولاته وتكثّرت؛ إنّه لسان الخير والفضيلة والجمال والحبّ الّذي يبحث له عن منزل على هذه الأرض، وعن أرض مهملة يلقحها ببذره فتخصب ويصلح نبتها. وهذا ما دعا إلى بناء معنى النّبوّة اعتمادا على جدول- والشّعر اشتغال على الجدولي بالأساس- تتعاوره مفردات النّور والألق والشّعاع والنّجم والضّياء والقبس وغير ذلك ممّا له صلة بالحياة والحقّ، وممّا يحيلنا على مرجعيّة دينيّة- مسيحيّة وميثولوجيّة، يقول علي محمود طه: ( الخفيف)
هَبَــــــطَ الأَرْضَ كَالشُّعَاعِ السَّنِيِّ ҉-;- بِعَصَا سَاحِرٍ وَقَلْبِ نَبِــــيٍّ
لَمْحَةٌ مِنْ أَشِعّــَةِ الـرُّوحِ حَلَّــــتْ ҉-;- فِــــي تَجَالِيدِ هَيْكَلٍ بَشَـرِيٍّ
أَلْهَــــمَتْ أَصْغَرَيْهِ مِنْ عَالَمِ الحِكْـ ҉-;- مَةِ وَالنُّورِ كُلَّ مَعْنًى سِـــرِّيٍ
إنّ أسطرة الشّاعر وإخراجه كائنا منيرا تعبّر عن حلم مفقود وحلقة إنسانيّة ضائعة في ركام الحضارة الصّناعية الفظّة، فلو كان العالم الإنساني عامرا بالنّور ما احتاج إلى من يجلب إليه شعاعا منه، ولكنّه عالم بحجم الهمّ البشري والضّيقة الكبرى ولذا تمظهر ذاهبا في السّواد والقتام، والحالة تلك تفترض من يؤدّي « رسالة مقدّسة على هذه الأرض الملعونة» .
وإضافة إلى معجم النّور الّذي نسج صورة الشّاعر- النّبيّ فقد تمّ توظيف معاجم لغويّة تدور على معنى الطّيران والتّحليق ما يوحي بتسام على الكثافة والسّماكة. فالطّيران حركة فضائيّة صاعدة تبتغي منزلا غير المنزل وحقيقة غير الحقيقة، وهو تفوّق للإلهي في الإنسان على البهيمي فيه، وتحرير للنّفس من عطالة الجسد، ومن الحواسّ بوصفها مقاتل الحقيقة. كما يمكننا أن نفهم الطّيران بوصفه انتصارا على تجربة الوجود الدّرامي الممثّلة في الخطيئة والسّقوط، وحركة مقاومة من الشّاعر- النّبيّ لقدر الالتصاق بمنطقة الشّقاء والنّقصان، يقول الشّاعر: ( الخفيف)
أَنَا فَوْقَ المُحِيطِ كَالطَّائِرِ التَّا ҉-;- ئِهِ يَعْلُو مَوَائِجَ اللَّجَّـــــــــــاتِ
نَاشِرًا فَوْقَ عَرْضِهِ مِنْ جَنَـــا ҉-;- حَيَّ ظِلَالَ الهُمُومِ وَالحَسَرَاتِ
مُمْعِنًا فِي سَمَائِــهِ أَتَغَنَّـــــــى ҉-;- بِنَشِيدِ الخُلُودِ فِي صَدَحَــــاتِي
ويذهب جبران إلى أنّ« الشّاعر طائر غريب يفلت من الحقول العلويّة، ولكنّه لا يبلغ الأرض حتّى يحنّ إلى وطنه الأوّل ، فيغرّد حتّى في سكوته، ويسبح في فضاء لا حدّ له ولا مدى، مع أنّه في قفص» .
فقد جبل الشّاعر النّبيّ من عنصري الكون الأساسيّين: النّار والهواء أو النّور والأثير. وهذا في الحقيقة- يذكّرنا بأسطورة نرجس Narcisse وبقضيّة عشق الذّات، فمن ينظر إلى نفسه في مرآة الذّات سوف لن يرى إلّا الكمال والاكتمال فيما تنطمس كلّ العيوب. فإذا كان مجتمع الحداثة هو مجتمع الفردانيّة فإنّ صورة الشّاعر في اليوتوبيا الرّومنطيقيّة صورة مثاليّة قائمة في الفكر المتعالي على الواقع.
ويجرّنا الحديث عن أصول الشّاعر- النّبي السّماوية إلى الخوض في صلة النّبوّة بالتّشريع. ويبدو من نافلة القول اعتبار الرّومنطيقيّة مشروع هدم وبناء: هدم للقناعات والتّشريعات المهترئة واليقينيّات الماقبليّة، ولمصادر المعرفة الجاهزة، وبناء كون ينهض على الذّاتية الفرديّة المتحرّرة، وعلى تنويع مصادر المعرفة، والتّطلّع إلى مستقبل أفضل قد لا يأتي ولكنّه يظلّ هدفا نبيلا. وبديهي- عندئذ- أن ينحرف الشّاعر عن سمت الجماعة ومنهجها، ويحطّم ألواحها، لأنّه صاحب رؤيا لا تقنع بالسّكون، ولا تستكين إلى الموجود، بحكم تشبّعها بأفكار الحداثة من رغبة في التّغيير، وقطع مع السّائد، وميل إلى الاكتشاف والمجازفة.
ومن ثمّ سيتقدّم النّبيّ- المشرّع (prophète-législateur Le) المناهض لأخلاق العامّة، بوصفه الجذر المبدع لأخلاقه الخاصّة، والأصل الّذي عنه تصدر المعرفة في وجهها الأسمى، والفرد ذا الشّواغل والهموم الفرديّة. ولسنا نغالي إن ذهبنا إلى كونه مصدر الإدراك البشري؛ بما أنّ النّظريّة الرّومنطيقيّة قد أقرّت بألوهيّة الشّاعر وشاعريّة الإله وهي تؤسّس لوحدة الأكوان وتناغم العوالم مستفيدة من النّزعة الإشراقيّة الّتي أعلنت « أنّ الإنسان هو الله و الله هو الإنسان » .
ففي الشّاعر- النّبيّ استعداد فطريّ للعصيان والتّمرّد على كلّ القيود والمعوّقات الّتي استبطنتها الذّاكرة الجماعيّة، واستعداد للاستضاءة بمصباح القلب، واعتماد على نفاذ البصيرة والحدس والخيال المبدع من أجل ملامسة حقيقة الذّات وبلوغ الحقيقة الغائبة، المحجّبة في عالم الأسرار.
وهذا ليس بعزيز على «كولمبس ميتافيزيقي» (métaphésien Colomb) ما اِنفكّ شادّا رحاله إلى "بحر من الظّلمات" يضطرب في أعماقه حيث الإعتام والعتامة وتستّر السّرّ. فلقد قال جبران: «إنّني سائح وملاّح في وقت واحد وفي كلّ صباح أكتشف قارّة جديدة في نفسي » . وإنّما أثبتنا هذه الشّواهد لنبيّن أنّ النّبوّة المشرّعة لها منشأ ذاتيّ موصول بالبحث عن الكيان وتحقيق الامتلاء، والإفلات من قبضة العقل الأداتي، والانفكاك من هيمنة الأنساق المنسّقة. وحينئذ حريّ بفريدريك شيلغل أن يقول:« يجب على الشّاعر أن يخلق أخلاقه مثلما يخلق فنّه، يجب أن يكون مشرّعا لذاته » . والتّشريع- بطبيعة الحال- تأسيس على أنقاض الكائن؛ هذا العالم الوقائعي الّذي تحالف مع كلّ سلب حتّى توارى عنه كلّ إيجاب.
وهذا يعكس- ولو على المستوى النّظري- شجاعة النّبوّة الرّومنطيقيّة الّتي ارتأت- عوضا عن المجاملة والمهادنة- حربا ضروسا على مختلف مظاهر النّفاق والرّياء. واختارت دروبا بكرا يشقّها الشّاعر- النّبي لنفسه حتّى يدرك مراده، ويسوس الحقيقة مثلما تنبئه نفسه، ويحدّثه قلبه لا كما استتبّت في معتقد الجماهير.
كما أنّ للنّبوّة علاقة وطيدة بـالشّهادة من جهة أنّ الشّاعر الحديث بات في رتبة النّبيّ- الشّاهد (prophète-témoin Le) الّذي يشهد على حالة الفوضى العارمة التي تخبّط فيها الإنسان، وعلى الفقر القيمي،الرّوحي الّذي خلّفه التّنازل عن الكينوني ورفت مدلول الإنساني. وتندرج الشّهادة (Témoignage) في وعي تاريخي، وإحساس بالمسؤوليّة به تميّزت الصّفوة من المثقّفين الّذين تمثّلوا أنفسهم أنبياء هذا العصر الجديد. ولكنّ الذّات الإنسانيّة هي ذات لغويّة، و"الأنا" الشّاعرة الرّومنطيقية تحقّق كينونتها وتؤصّل وجودها في دائرة الجميل الشّعري لا في مطلق التّجريد الفكري، إذ أنّ « الشّعر تأسيس بالكلام وفي الكلام» و« بفضل اللّغة، يكون الإنسان شاهدًا على الوجود» . فالشّهادة، إذن، نزوع إلى المصارحة والمكاشفة والمواجهة، وخروج من موقع الانفعاليّة والتقبّل إلى موقع العطاء والمبادرة، بما يعكس الحضور الحيّ في العالم، ويقدّم الكائن البشري مثقلًا بواجب الشّهادة على تجربته الأنطولوجيّة.
وإنّ تقليب النّظر في المنجز الشّعري الرّومنطيقي لن يخيّب انتظار المتلقّي في هذا الخصوص، إذ تكشف شواهد شعريّة ليست قليلة على كون الشّاعر-النّبيّ قد عاش أزمة وجوديّة في هذا العصر، ما جعل خطابه الشّعري سجلاّ يقيّد فيه الهنات والنّواقص والعيوب حتّى يرمى بالغفلة والتّلهّي عن قضايا عصره، يقول إيليا أبو ماضي: (الطّويل)
تَتَلْمَذْتُ لِلإنْسَانِ فِي الدَّهْرِ حِقْبَـــةً ҉-;- فَلَقَّنَنِي غَيًّا، وَعَلَّمَنِي جَهْـــــــــلاَ
نَهَانِي عَنْ قَتْلِ النُّفُوسِ، وَعِنْدَمَا ҉-;- رَأَى غِرَّةً مِنِّي تَعَلَّمَ بِي القَتْــــلاَ!
وَذَمَّ إِلَيَّ الرِّقَّ ثُمَّ اِسْتَرَقَّنِـــــــــي ҉-;- وَصَوَّرَ، ظُلْمًا فِيهِ، تَمْجِيدَهُ عَدْلاَ
وَكَانَ يُرِينِي الإِثْمَ فِي كُلِّ مَا أَرَى ҉-;- وَكُلَّ نِظَامٍ غَيْرَ مَا سَنّ مُخْتَـــــلاَّ
فمثلما يشهد أنبياء الرّسالة الدّينيّة في حضرة الإله على شعوبهم، وعلى أنّهم أنجزوا المهمّة المعلّقة بعهدتهم، كذلك يشهد الشّاعر- النّبيّ- وهو صاحب رسالة إنسانيّة خالدة- في حضرة الأجيال اللاّحقة على كونه صوت حقّ عاشر الفساد والزّيف رغما عنه، محاولا الإصلاح. ومن ثمّ تصير النّبوّة في تعالقها بالشّهادة رديفة التّعرية وفضح إخلالات الواقع المأزوم. هذا الواقع الإنساني الّذي تمرأى- ظاهريّا- بشرى خلاص ورفاه وتقدّم، بينما لم يسفر إلّا عن الكوارث المتتالية والصّراعات الطّاحنة، رهانه النّجاعة والمنفعة والكسب على حساب المعنى والقيمة والجوهر. ولذا كثيرا ما يستحيل الملفوظ الشّعري سندا لخيبات الشّاعر- النّبي، وحاملا لانغلاق قوس الرّجاء، وغياب أفق الإنسانيّة: (البسيط)
يَا رَبَّةَ الشِّعْرِ! إِنِّي بَائِسٌ، تَعِسٌ ҉-;- عَدِمْتُ مَا أَرْتَجِي فِي العَالَمِ الدُّونِ
وعلى شاكلة أبي ماضي والشّابي قال علي محمود طه: (الخفيف)
أَسَفِي لِلْحَيَاةِ أَصْلَى لَظَاهَا ҉-;- وَأَرَاهَا وَرِيفَةَ العَذَابَــــاتِ
بَعُدَتْ عَنِّي الحَقِيقَةُ فِيــــهَا ҉-;- وَأَضَلَّتْ مَسْعَايَ لِلْغَايَــاتِ
فالمعاني الّتي تدور عليها هذه الأبيات هي التّبرّم من دنيا النّاس، والتّذمّر من دونيّتها. ويحسب للشّاعر- النّبي أنّه « يشهد على انتمائه إلى الأرض» متورّطا في عالم الكون والفساد، وفي نداء الضّمير الّذي يشهد على تاريخيّته، وتحمّله المسؤوليّة من تشهير بالموجود المسطّح، ودعوة إلى ما يجب أن يكون؛ إلى عالم جميل، عار من الأقنعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل