الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة بحجم راحة اليد 3

منير ابراهيم تايه

2016 / 2 / 7
الادب والفن


للمرة الاولى في حياته يغادر القرية الى المدينة... طوال الطريق لم يسأل شيئا.. كان صامتا ينظر فقط الى السيارات والمارة الذين يعبرون الشوارع، تيبست عنقه من كثرة التحديق إلى أعلى.. البنايات العالية الشاهقة الارتفاع؟
وحين موعد العودة إلى القرية تجرأ وسأل: كيف استطعتم أن تسكنوا فوق بعضكم البعض؟ وأين تزرعون القمح والشعير؟

رسموا الوان العلم على وجوههم.. تظاهروا طلبا للخبز.. ولما وجدت انا على وجهي اثار احمر شفاه لفم امرأة جائعة.. ادركت لماذا هم يسيرون خلفي؟؟!..

الحكمة تقول انك حينما تحاول ان تكون شخصا آخر فانك ستختفي.. كن أنت بدلا من أن تكون لا شيء!
قرية في اقصى الارض ، وادعة هادئة، تاريخها قديم، هي قرية كبيرة او مدينة صغيرة هادئة وجميلة، يمر بها سيل يخترق البساتين، بساتين تملأها اشجار الفاكهة والخضراوات تمتد من اول المدينة الى اخرها، فيها اقدم اثار شاهدة على حضارة عظيمة سادت ثم بادت.
الناس كانت تميل الى الفقر منه الى الغنى ، طبقات كادحة.. في الصباح يذهب الفلاح الى ارضه، وكما يخرج الفلاح يخرج العامل الى ورشته والتاجر الى دكانه والموظف الى مكان عمله.
البلدة هادئة والناس قنوعون بما رزقهم الله، ونساء ذلك العصر مجندات لخدمة ازواجهن ورعاية اولادهن والحفاظ على بيوتهن .حلت عليها اللعنة بسبب محاولة الناس فيها تقليد بعضهم البعض حتى أصبح الوضع مملا للغاية، فغضب ساحر القرية وألقى برماد على تراب البلدة وغادرها.
في اليوم التالي لمغادرة الساحر اختفى رجلان ... وفي اليوم الذي يليه اختفى عشرة رجال وامرأتان .. ثم اخذ العدد بالازدياد يوميا حتى خشيت القرية اندثارها... ومن شدة الخوف، اعتكف الناس في بيوتهم ولم يعودوا يغادرونها..
اتفق رجلان من اهل القرية على زيارة الرجل الحكيم علهم يجدون عنده حلا لما حل بقريتهم وليقترحوا عليه عما وصلوا اليه من حلول قدمها أهل القرية ...
وصل الرجل الأول فاستقبله الحكيم وأجلسه في الغرفة .. وحين وصل الرجل الاخر خرج الحكيم واستقبله وأدخله إلى الغرفة.... وعندما نظر الرجلان الى بعضهما... حدثت المفاجأة! اختفيا فجأة كأنهما لم يكونا من قبل... وقف الحكيم مندهشا، لكن الموقف يحتاج الى رباطة جأش ولا يحتاج مترددين.
جلس يفكر ويطالع في كتبه وحاول الاتصال بساحر القرية لكنه لم يرد ، فأدرك أن الأمر لعنة منه وضعها في القرية وغادر.
قضى الحكيم أياما وهو يقرأ كتبا قديمة عن اللعنات وأشهرها حتى وصل الى سبب المشكلة ... إنها لعنة المقلدين!
لعنة تجعل كل شخص يحاول أن يقلد شخصا آخر يختفي مباشرة حين يراه وهذا سر اختفاء الناس ... لأنهم يقلدون بعضهم ولأن القرية تعيش على التقليد فهي قد تختفي نهائيا!! ولا حل لهذه اللعنة سوى أن يغير الناس أنفسهم، فاتصل الحكيم باهل القرية وأبلغهم بالحل..
حينها انقسم الناس إلى جزأين، او فكرتين وبالتالي إلى مصيرين؛ الذين رفضوا الحل الذي وصل اليه حكيم القرية وواصلوا التقليد اختفوا ولم يعد لهم وجود، والذين عاشوا شخصيتهم ما زالوا على قيد الحياة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة