الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب المهرب ،أية مسارات ؟؟؟؟

عائشة التاج

2016 / 2 / 7
الادب والفن


على هامش عرض فلم "حجاب الحب بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان

الحب المهرب ،أية مسارات ؟

هل يمكن الكلام عن الحق في الحب ؟

يبدو لي أن عرض هكذا شريط بقاعة "المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان" يصب في اتجاه تحريك النقاش حول "الحريات الفردية " وضمنها الحق في تملك الإنسان لكينونته الجسدية والنفسية والروحية خارج وصاية الدولة أو المجتمع .
ذلك أن أعراف النضال الحقوقي منذ عشريات من الزمن عودتنا على التركيز على الحقوق السياسية والمدنية من منطلق مقاومة القمع والتسلط الناتج من الدولة ضد المعارضة ونخبها تاركة الحقوق الاجتماعية والفردية لزمن مؤجل ,,,,

ولعل تنظيم هكذا مبادرات يدخل في سياق تدارك التأخر والحرص على الطابع الشمولي لحقوق الإنسان كما يجب أن تكون ,
من هنا نظم النادي السينمائي التابع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عرضا لفلم "حجاب الحب ‘ أو "الحب المحجب" (حسب ترجمتي الخاصة للعنوان البالغ الدلالة بالفرنسية) "للمخرج عزيز السالمي الذي رأى النور سنة 2008 ,وأثار جدلا واسعا إذ ووجه بانتقادات لاذعة من طرف التيار المحافظ .

تيمة الحب "المحرم" تحت مجهر الكاميرا :

يطرح الفلم إشكالية الحب والجنس لدى فئة من النساء (كوكبة من الفتيات) والرجال أيضا في مستوى ثاني من خلال حياة رجل مطلق "حمزة "يرغب في معاشرة حرة خارج الزواج .لنه خرج للتو من تجربة فاشلة وغير مستعد لإعادة الكرة هنا والآن ,
نماذج من الفتيات نسجن صداقات بينهن داخل صالون للتجميل ودأبن على تقاسم لحظات المتعة بالمرقص .’ كلهن يبحثن عن الحب أو الجنس باستراتيجيات مختلفة

بطلة الفلم ، طبيبة تمارس طقوس التدين لأن والدها كان إماما وتعيش في وسط محافظ وفي نفس الآن تذهب للمرقص مع صديقاتها ،

يقدم لنا المخرج شخصية متدينة بشكل متشدد هو أنس أخ زوج والدتها ربما كإحالة على المذهب المالكي [ الذي يتقاسم معهم السكن ويحبها في صمت ......يمارس التجارة في الأثواب كمساعد فقط ومستواه الثقافي جد بسيط .
تتلخص عقدة الفلم في تعرفها على رجل مطلق عشقها و أحبها بصدق فربط معها علاقة حب.
تتواتر لقاءاتهما في شروط من المغامرة والحماسة
حيث يتم "سرقة " لحظات من المتعة تحت ضغط
الرقابة المجتمعية والأسرية مما يفرض على العلاقة
تموجات صعبة تمتزج فيها المتعة بالمعاناة والخوف مما سيفضي لأوضاع مأساوية .
شخصت الممثلة السعدية لديب دور امراة مطلقة وبولدين ، زوجها هاجر للخارج ،اختفى تاركا لها مسؤولية تربية الطفلين , وظهر هدفها واضحا إذ تعلن بكل جرأة بأنها تبحث عن المتعة الجنسية وعن "شريك يسخن فراشها " بدون اشتراط أية التزامات لأن وضعها طكنزوجة موثوفة التنفيذ لا يسمح بغير هكذا أسلوب ,
و بالتالي فمعاناتها كانت أقل , أو بالأحرى كامنة وخالية من التجاذبات .
وضمن الكوكبة أيضا نموذج فتاة تريد الحب بدون جنس و تعتبر البحث عن الجنس دعارة وغالبا ما تصطدم مع المرأة المطلقة وتنتقد سلوكاتها بخطاب أخلاقي لا يعرف إلا الإدانة . ,,,,
و يظل هاجسهن المشترك هو الحاجة للحب ، سواء من خلال الزواج أو من خارجه .
فالحب جزأ لا يتجزأ من كينونة الإنسان ولا يمكن تقنينه
بوصايا دينية أو قانونية أو حتى اجتماعية لأنه سيخلق مساراته الانفلاتية التي تتجاوز كل الحصارات كما ظهر في الفلم وكما يحدث في الواقع وفي كل المجتمعات حتى وإن كان الثمن هو الإقصاء الاجتماعي أو السجن أو الجلد والرجم بالمجتمعات الأكثر نكوصية وتخلفا .
تتأرجح العلاقات بين الصديقات ما بين المنافسات والتضامن ، ذلك أن اللحظات الصعة أبانت عن تماسكهن أمام قسوة مجتمع قلما يرحم ,,,,

الحب الممنوع والصراعات النفسية ,

تعيش البطلة تجربة الحب خارج الزواج بصراعات نفسية حادة حيث تتأرجح ما بين الانسياق وراء مشاعرها ونداء الجسد وهيجانه الصارخ وعذاب الضمير الذي تفرضه القيم الدينية التي تسعى لتوجيه السلوكات الإنسانية في الشاذة والفاذة .
تمارس جنونها العاطفي حينا وتوقفه حينا أخر خصوصا خلال رمضان حيث تشدد من تحجبها وطقوسها وقراءتها للقرآن وعزلتها ,,الخ
لكن سرعان ما تعود إلى مغامرتها مذعنة لنداء القلب والجسد .
ومن تداعيات الأمر سقوطها في مطبة الحمل حيث ستجد نفسها مضطرة لمواجهة مصير ام عازبة لأن شريكها تخلى عنها ولم يكن في نيته الزواج أصلا,
بل لقد انخرط في علاقة مع صديقتها عندما كانت معتزلة لتعبدها ,,
,,
البؤس العاطفي :

في محيط مجتمعي يمارس بكثير من السخاء سلطة الرقابة على المشاعر حيث تعاش مغامرات الحب في شروط من الخوف والترقب ,خوف من السلطة ومن الجيران وحتى من جواسيس لا نعرفهم لكنهم يتكلفون بإيصال الخبر لمن يهمه الأمر ولمن لا يهمه الأمر بشكل مجاني وتطوعي كإسهام في محاربة ما يعتبر فسادا داخل محيط يعج "لفسادات " لا تجد من يقاومها بنفس الحماس ,,,,,ذلك ما جعل أخ البطلة الطبيبة " يقوم بدوره الذكوري في حماية "شرف" الأسرة علما أنه لا يقوم بالمجهود اللازم لرسم مستقبله كنا فعلت أخته ,
فهو فاشل في مجال العمل ووجد في ملاحقة أخته ومحاصرتها فرصة لإبراز بطولته الذكورية ,

عندا انطلقت أكثر في ممارسة حياتها الخاصة معتقدة في نجاعة أسلوب التخفي من خلال "باروكة " ستصادف أخاها بأحد الملاهي وجها لوجه ,,,جاء أيضا مع صدبقته ليرقص (حلال عليه حرام عليها)
فتعرف عليهاشعرت بالأمر فهربت ولاحقهما بسيارته فحدثت له حادثة سير توفي إثرها ,,,
آنئذ ستعيش بعقدة الذنب وتعود للدين تدفن من خلاله حزنها وعذابها في صمت . ,,,
إلى أن تكتشف حملها فتضطر لمواجهة مصير جديد .

في موازاة كل هذا نجد شخصية أنس ،الشاب المتدين الوديع ،اخ زوج أمها الذي بقي يحبها في صمت وهو متدين حد التشدد في الكثير من الأمور ,
وقد تقدم لخطبتها ,ورفضته ،
وعندما تخلى عنها حبيبها عرضت عليه قبولها للزواج بعد أن أخبرته بالحمل لكنه رفض .
وينتهي البحث عن متعة ممنوعة بكل شراسة إلى وضعية اجتماعية لا تقل قسوة : اضطرار الأم الحامل خارج الزواج لمواجهة هذا التحدي الجديد بمفردها وفي عزلة تامة ,
تنتهي الحكاية بقرارها الحفاظ على جنينها و التكفل بتربيته وحدها في تحدي شحاع لقوانين المجتمع وأعرافه وحكاية لحقها في أمومة مهربة .
أما الأب فوجد في الهروب والتخلي ملاذا لحماية خياره بالعيش العاطفي والجنسي خارج الزواج ولا تهمه التداعيات على الطرف الآخر , المرأة الشريكة والحبيبة بالأمس القريب .
تصرف يكاد يكون نمطيا من طرف ذكور تهمهم المتعة أولا وأخيرا ويتركون ضريبتها الغالية جدا لنساء يواجهن مصير "حب مهرب" في وسط مجتمعي لا يعترف بالحب بل مثخن
بالقسوة والنفاق و الأنانيات و الخذلان ..........
فالدين نفسه قد يستعمل كمطية فقط لتحقيق أغراض ضيقة ..
كتلك الشخصية التي أبانت عن استعدادها للبس الحجاب والزواح بأنس قريب صديقاها فقط من أجل الزواج والإنجاب ,,,,وهذا انعكاس لظاهرة مجتمعية واقعية يكون فيها الزي وسيلة لأغراض أخرى وليست غاية في حد ذاته .
قدم لنا هذا الموضوع الحساس في قالب فني لا يخلو من تشويق رغم جوانبه الحزينة حيث كان أداء الممثلات والممثلين مفعما بالفرجة من خلال لحظات البهجة والفرح وإتقان الدور .
تمت المناقشة بحضور المخرج عزيز السالمي والممثل يونس ميكري والممثلة نورا الصقلي ’
حضر أيضا الروائي والمناضل الحقوقي المصري "شريف حتاتة " الزوج السابق لنوال السعداوي الذي جاء للحضور بمهرجان سينما المؤلف بالرباط ,
ويظل الحب رهينة إلى أن ,,,,,,,,,

عائشة التاج ,‏07‏/02‏/20










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-