الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرياض ومحاولة جر التحالف الدولي الى تدخل بري!

ضياء رحيم محسن

2016 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لا تزال تداعيات تصريحات أحمد العسيري، بشأن التدخل البري السعودي في سوريا تتفاعل، خاصة فيما يتعلق بالولايات المتحدة ونقيضتها روسيا، ذلك لأننا نعلم بأن لكلا منهما وجهة نظر تختلف عن الأخر فيما يتعلق بنظام بشار الأسد، والدور الذي يلعبه في مسار العملية التفاوضية في الشرق الأوسط، والمتعلقة أساسا بالقضية الفلسطينية والسلام مع إسرائيل.
بعيدا عن مواقف القبول والرفض لهذه الفكرة، فإننا نعلم بوجود معرقلات تقف عائقا أمام التدخل السعودي ومن خلفه الخليجي في سوريا لأسباب عديدة، منها ما يتعلق بجاهزية هذه القوات للقتال في أرض لا تعرف تضاريسها، حتى لو إمتلكت تقنيات يمكنها مساعدتها في معرفة هذه التضاريس، ثم أننا لا زلنا نشهد كيف ان عاصفة الحزم التي تشارك بها قوات درع الجزيرة، لم تتمكن من القضاء على المقاتلين الحوثيين، على ضعف إمكاناتهم العسكرية، فكيف إذا دخلوا حربا ضد القوات السورية؟!
أسئلة عديدة سنحاول الإجابة عنها تتعلق بالعرض السعودي الجديد وتداعياته، السؤال الأول هو هل تحاول السعودية جر التحالف الدولي الى حرب برية ضد عصابات داعش الإجرامية في سوريا؟
الجواب عن هذا السؤال يحتاج معرفة طبيعة العلاقة بين مجموع التنظيمات الإرهابية والسعودية تحديدا، سواء فكريا وماديا، جميعنا نعلم بأن الفكر الوهابي هو ما تعتنقه هذه التنظيمات، بالإضافة الى أن فتاوى التكفير والقتل كلها تخرج من أرض نجد والحجاز، بمباركة القصر السعودي، ناهيك عن أن أغلب المقاتلين الإنتحاريين هم من الجنسية السعودية، من ثم فإن الحديث عن حرب سعودية ضد هذه العصابات التكفيرية، ليس إلا محاولة لذر الرماد العيون؛ بالإضافة لكونه مبرر لدخول القوات الأمريكية الى الأراضي السورية في محاولة لإسقاط نظام الأسد.
ثم يدور في بالنا سؤال أخر، عن ماهية الظروف الواجب توفرها لينجح هكذا تدخل عسكري بري؟
أول ما يتبادر للذهن هو قبول الشعب السوري لهكذا تدخل، ولا يمكن أن يقول أحد بأن السوريون يوافقون على مثل هذا التصرف من قبل السعوديين وحتى من دول الخليج الأخرى، لأننا نعيش وقائع محاربة الجيش السوري ومن خلفه شعبه للعصابات الإجرامية القادمة من وراء الحدود، وما يطلق عليها المعارضة السورية لا نجد لها قبول بين السوريين، بالإضافة الى أن ما يطلق عليهم بالمعارضة منقسمين على أنفسهم، من هنا فإن الأرض التي سيحارب عليها الجيش السعودي وغيره من الجيوش التي ستتحالف معه لن تكون الى جانبهم، بل ستكون مقبرة لهم.
بعد ذلك يأتي سؤال عن إحتمالات إنضمام أعضاء التحالف الدولي الى الموقف السعودي؟
هنا ستكون المصالح حاضرة عند إتخاذ هكذا قرار، فالولايات المتحدة ليست من مصلحتها في الوقت الحاضر على الأقل، أن تجازف في حرب في منطقة الشرق الأوسط لسببين، أنها خرجت للتو من العراق بعد أن أسقطت صدام حسين بحجة أنه دكتاتور، وأنها جاءت بالديمقراطية للعراقيين، وها هو العراق يغرق في بحر من الدم والطائفية؛ بسبب دخول الخليج والسعودية التي تحكمها عوائل متسلطة على رقاب شعوبها، والثاني أنها ستؤدي الى إرتفاع أسعار النفط، وهو شيء لا تريده؛ في محاولة للضغط على روسيا وإيران، من ثم فإن تدخل الولايات المتحدة بريا مسألة تكاد تكون شبه مستحيلة.
يبقى السؤال الأخير والمهم وهو، فيما إذا كانت روسيا ستسمح بهكذا تدخل، حتى لو كانت نتيجته القضاء على الجماعات المسلحة؟
معلوم أن الولايات المتحدة منذ بداية الأزمة السورية، وهي تقول بأنها تريد القضاء على الجماعات المسلحة؛ لكن هذا يكون بموازاة إسقاط نظام بشار، لكن واقع الحال يشي بغير ذلك، لأننا نسمع بأن الولايات المتحدة والسعودية وقطر تقوم بتمويل هذه الجماعات المسلحة، بالتالي فإن القول بأن تدخل بري سعودي خليجي أمريكي، ستكون نتائجه القضاء على الإرهاب هو محض خيال في عقول من يطلقونه، من هنا فإن روسيا عندما تدخلت الى جانب بشار الأسد؛ وجدت أنها بتدخلها هذا تكون قطعت الطريق على تمويل هذه الجماعات المسلحة، وكشفت زيف إدعاءات الدول الداعمة للإرهاب.
نستنتج مما تقدم، بأن أي تدخل بري في سوريا سيكون مصيره الفشل والخسران، هذا عدا عن الخسائر المادية والبشرية التي سيخلفها، ثم لا ننسى تداعيات ذلك على الداخل السعودي والقطري، وقديما قالت العرب ((إذا كان بيتك من زجاج، فلا ترمي الناس بحجر)).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |