الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جوقة تويتر.. وحفلات تلميع ( أوبر ) وأخواتها

السيد شبل

2016 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


مجتمع التواصل الاجتماعي، الموصوم أصلًا بكونه نافذة تطل منها وتؤثر عبرها وتراقب من خلالها أجهزة مخابراتية غربية، صار بدوره منقسم في مشبوهيته إلى درجتين، أولها الأقل شبهة، وهو "الفيس بوك" الذي نفذت الطبقات الأكثر شعبية إليه، واستثمرته وطبعته إلى درجة (محدودة) بطابع مصالحها، وهو المشغول مؤخرًا بالتطاحن حول قرارات اقتصادية تعيد إنتاج سياسات مبارك الخاضعة لروشتات عمل البنك الدولي وتمس العدالة الاجتماعية؛ والثاني، الأكثر شبهة، وهو مجتمع بهوات "تويتر" الذي يغرق حتى أنفه في معترك الدفاع عن غزو الشركات متعدية الحدود للسوق المحلية العربية، باعتبارها تقود قاطرة "تحديث" المجتمع "الموبوء" أصلًا، في حالة فريدة من الإحساس بالدونية وبمركبات النقص! .

الحملة الممنهجة والمدروسة (كما نستخلص) الحاصلة اليوم، تدور حول تلميع شركة نقل جديدة دخلت السوق المصري بداية من 2015.. طبعًا الشركة عابرة للحدود، وملاكها مخلّطون من جنسيات مختلفة، وبدأت عملها في أمريكا الشمالية.. الشركة اسمها uber – أوبر. وتثير اعتراضات سائقي التاكسي المحليين، كونها توظّف أصحاب السيارات الخاصة بسياراتهم في خدمة النقل التي تشرف عليها، وتحصّل مبلغ (نسبة) نظير ذلك.. الحملة تفجرت في مصر بالتزامن مع دعوات للتظاهر رافضة لكون الشركة تخوض مع سائقي التاكسي غمار معركة تنافسية غير عادلة أو شريفة وتستخدم السيارات الملاكي، التي لا يدفع أصحابها ذات الضرائب التي يدفعونها، ولم يعانوا ويلات تحويلها إلى أجرة، كما أن الشركة، كونها ضمن ما يسمى الاقتصاد الرقمي فلا تدفع ضرائب في مصر مطلقًا، كما تجد الدول الأخرى صعوبة فى معاملتها ضريبيا.

شركة أوبر، بحسب ما هو منشور، بدأت بذرتها الأولى أواخر 2008، على يد الأمريكي ترافيس كالانيك الذي صار مليارديرًا فيما بعد، انتقلت الشركة من نشاطها المحلي، وتوسعت إلى نشاطها "العولمي" مع دخول شركاء، ومديرين جدد.. أبرزهم "ديفيد بلوفي - David Plouffe"، يهودي، عمل مدير حملة باراك أوباما الانتخابية، ثم كبير مستشاريه الخارجيين، ثم مستشارا رفيع المستوى للرئيس (داخل البيت الأبيض)!.. (السياسة + المال)!.

الحملة بقيادة "ليبراليي" (تويتر – المواقع الصحفية) وبعض نجوم الفضائيات، المشتبكين أصلًا في عمليات تجارية أو مراكز بحثية يمولها هذا الصنف من الشركات، شنت جام غضبها على سائقي التاكسي، (دع جانبًا هنا حقوق الطبقات الوسطى والمطحونة من سائقي التاكسي وأسرهم، وضرورة حماية السوق المحلية.. وإلخ، فـ "ليبرالجي زمن البرادعي" لا يستخدمون مثل تلك الشعارات إلا في سياق "تظاهري" "ثورجي" يعرفون مساره، وإلى جيب من، تحديدًا، يصب..!!!)
االشركة، كعادة غيرها تعتمد على شبكة من موظفي العلاقات العامة المهرة، وعليه فقد بدأت في إبراز نفسها في المواقع الإليكترونية ومواقع التواصل بداية من 2015 (بعيدًا عن الفضائيات، والإعلام الحكومي طبعًا).

بدأ التلميع في سياق خبري (يخلط كالمعتاد بين الخبر والإعلان)، ثم انتقل إلى مساحات الرأي، حيث اشتبكت جماعات "الملمِّعين" في المعركة من أجل "uber" العالمية ضد سوق النقل المحلي (الذي لا ننكر عيوبه بالمناسبة، دون أن يتم توظيف ذلك لصالح هدّه على أدمغة من يرتزقون منه). أعجب ما في الحكاية، أن جرائد حكومية (أخبار اليوم) تستكتب "ليبراليين - تويتريين" في أعمدتها، قد سمحت لهم (أو لم تنتبه أصلًا) بالدفاع عن الشركة وانتقاد خصومها والتضامن معها (مع ذكر اسمها) ضمن المساحة المخصصة للرأي، وهذا إعلان لم تتلق الصحيفة، التي يمولها دافع الضرائب المصري، مقابلًا له!. ومساحات الرأي، بالمناسبة، تسمح للكاتب بالتعبير عن رأيه دون أن يتم تجيير المسألة لتصب في جيب مستثمر خاص، والفارق بين المسارين محدد وصريح ولا مجال لاختلاق لبس لا محل له!.

كان من الممكن أن نختم بخاتمة من نفس نسيج المقال، ونعدد من صور الاختراق والميليشيات التي تعمل - بقصد أو دون- لخدمته، وكيف أن قضايا الدفاع عن الطبقات الوسطى والأكثر فقرًا يتم قذفها خارج المشهد تمامًا في حال اصطدمت بالنظام الاقتصادي الجديد وبمصالح الشركات الكبرى.. لكن، يكفي أن نؤكد أن ما سبق من انعكاس للمعايير وحوَل لدى هؤلاء في البصيرة، ليس أكثر من عرض لمرض وفيروس استعماري – ونشدد على أنه استعماري حتى لو بدى استعمال الكلمة في هذا الموضع مبالغ فيه- استحكم في الجسد "النخبوي" و"السياسي" و"الإعلامي"، المصري والعربي.

استعمار اقتصادي في نسخته الأحدث، يستتبع نظمًا ونخبًا على حد سواء، ولا هم له سوى الربح والتكسب، ولو على جثث كل القيم الأخلاقية.. ويحارب منتقديه.. بأخبث الطرق وأنجعها "التسفيه" و"التهكم".. ولهذا حديث آخر!!.

هوامش:

الشركة تواجه بحملات رفض في عدد من الدول، نتيجة لسطوتها على سوق النقل المحلي، كذلك لعدم تقديمها معاشات أو ضمانات اجتماعية للعاملين، وإبعادها للسائقين (أصحاب السيارات) الذين تنخفض عوائدهم عن حد مبالغ فيه
http://beopen.me/2016/01/05/%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%B3-%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%83-%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3-%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%B1-%D8%B9%D8%A8%D9%82%D8%B1%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B4-%D8%A3/

د. مصطفى عبد القادر رئيس مصلحة الضرائب السابق: الشركة، كونها ضمن ما يسمى الاقتصاد الرقمي لا تدفع ضرائب في مصر إطلاقًا

https://www.youm7.com/story/2016/2/7/%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2%D9%87%D8%A7-%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%B1-%D9%88%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D9%83%D8%B3%D9%89-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%AA-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AF%D9%81%D8%B9-%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%A8/2572743#.VreyVflTLIU

وقفة احتجاجية لسائقي التاكسي في مصر
http://www.dotmsr.com/details/%D9%88%D9%82%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D9%83%D8%B3%D9%8A-%D8%B6%D8%AF-%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%B1-%D9%88%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85

ديفيد لوفي:
https://en.wikipedia.org/wiki/David_Plouffe

من باب الرأي لأخبار اليوم الحكومية.. ضمن حملة للتضامن مع للشركة
http://akhbarelyom.com/article/56b39944ae46beaf24d2fb6d/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B6%D9%84-1454610756

بيبسي - كوكاولا - جوجل.. من ضمن المؤسسات التجارية العضوة في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية Foreign Policy، وتتولى جانبًا من التمويل
http://www.manar.com/page-23795-ar.html

امرأة تبلغ عن تعرضها للاغتصاب في نيودلهي على يد سائق متعاقد مع شركة أوبر UBER
http://www.dotmsr.com/details/%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%AF%D9%84%D9%87%D9%8A-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%B1-%D9%88-%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7-%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D8%B1%D8%A9

احتجاجات ضد الشركة في فرنسا والمغرب
http://www.infomedia.ma/2016/02/04/200620/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%82%D9%88-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D8%A7
http://www.youm7.com/story/2016/2/5/%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%82%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D8%A8%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81-%D9%88%D8%A5/2571264#.VreqOflTLIU

مخالفات للشركة في كوريا الجنوبية، وحظرها في أسبانيا لاندراج النشاط ضمن المنافسة غير الشريفة
http://www.kuwaitnews.com/lastpage/misc/82574-2014-12-24-10-39-39

موسكو تهدد بحظر شركة «أوبر»
http://www.alhayat.com/Articles/13804282/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A8%D8%AD%D8%B8%D8%B1-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9--%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%B1--%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9

عن الفيس بوك:
موقع للتواصل الاجتماعي، تم إطلاقه في 2004 يأتي ارتباطه بالمخابرات الأمريكية، عبر تشابكات إدارية تربطه بشركة "إن كيو تل" المسجلة تجاريًا لصالح "السي أي إيه"، ويدور في فلك مشاريع إنيتا جونز مستشارة في وزارة الدفاع الأمريكية، لجمع المعلومات المفيدة استخباراتيًا عن شعوب العالم ويلعب دورًا خطرًا في توجيه الرأي العام في دول العالم الثالث، عبر عملية بيع الصفحات، وتوظيف المال في جذب متابعين.

ما لا تعلمه عن الفيس بوك.. إبراهيم علوش
http://elnatekolo.blogspot.com.eg/2013/07/blog-post_3313.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح