الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


8شباط النكبة الاولى ............ ومفتاح الانقلابات في العرق

هادي حسين الموسوي

2016 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


((الجمعة 14رمضان /8شباط 1963م))
تاريخ لا يمحى من ذاكرة ابناء بغداد ...... ففي صبيحة هذا اليوم الرمضاني كانت بغداد مستسلمة لنوم الصائمين ....... شوارعها خلت من السيارات تقريبا وكذلك المشاة حيث تتعطل المصالح في الجمعة والمحلات مغلقة ..... كانت الحياة في ساحة الميدان هادئه حيث وزارة الدفاع ومقر اقامة الزعيم عبد الكريم قاسم ومكتبه الرسمي .... وتحدث المفاجأة ..... تسللت دبابات قليلة واحاطت بوزارة الدفاع (عرين الزعيم) فيما حامت طائرة حربية في سماء الموقع ........... زمرة من المغامرين قصفوا (الدفاع ) وجوبهوا من قبل العسكر المتواجد داخل الوزارة وفي مقدمهم الزعيم ومن كان معه ... واستمرت المقاومة الى صباح اليوم التالي ........ حيث تمكن الانقلابيون من اسر الزعيم وقتلوه بمبنى الاذاعة وصوروا مشهد مقتله هو بعض رموز الحكم .......... البعثيون بادروا الى تشكيل ميليشا خاصة بهم اسموها -- الحرس القومي -- واطلقت لهم مهمة مطاردة الشيوعيين والوطنيين فنصبوا السيطرات في شوارع بغداد والمحافظات وانشرت جرائم دهم البيوت وانتهاك الاعراض تحت غطاء ملاحقة الشيوعيين ومناصريهم ........ وكان الانتقام في منتهى الوحشية والهمجية والوضاعة ...... كانت احلام (المنقلبون) الوحدة الفورية مع مصر وسورية تحت مظلة اسمها الجمهورية العربية المتحدة التي فرط عقدها سنة 1961 حيث حدث الانفصال وانتهت الوحد !!!!!!!!! لذا توجهوا نحو مصر (القومية ) ومغازلة عبد الناصر الذي احتفل بمصرع (قاسم العراق ) ولم يخفِ الاعلام المصري فرحته فراح _ احمد سعيد _ وهو البوق الناعق ضد العراق وقاسم غلى التحديد .... ومن احلامهم سحق الشيوعية ........ ولم تكن سياستهم لها استراتيجية واضحة المعالم ..... وتشكلت وزارتهم من (رفاق البعث) دون الالتفات الى الكفاءة والتخصص ...... شهد العراق في تلك الفترة ركودا اقتصادايا واضحا وعشعش الخوف في قلوب العراقيين .... الحياة صارت موسومة بولاء البعث ولا خيار دون ذلك ......... برزت للساحة السياسية اسماء مغامرين قدامى وجدد منهم عبد السلام عارف المبعد من الحكم في زمن قاسم واحمد حسن البكر وعلي صالح السعدي ووووووو............. ويمكن للمتابع معرفة سيرتهم من مواقع التواصل وكتب التاريح ....
واللطيف ان حكمهم تم سحقه من قبل رئيس الجمهورية عبد السلام عارف ( هم نصبوه وهو انقلب عليهم !!!!!) حيث تحرك الجيش في يوم 17 تشرين الثاني 1963 لسحق اليد الضاربة للبعث ( الحرس القومي) بامر من عبد السلام وتمكن الجبش من اخماد سطوة الحرس القومي المتسلط على امن بغداد والمحافظات واعتقال رموز الانقلاب بمقدمتهم احمد حسن البكر -رئيس الوزراء - وبذلك طوى عبد السلام عارف صفحة داكنة واعلن البشرى يوم 18 تشرين انهيار الحرس اللا قومي وانتهاء زمن الرعب البعثي ...
اتذكر ذلك اليوم بكل وضوح ..... حيث ذهبت انا وصديق الى شارع الرشيد لحضور العرض السينمائي ( فيلم العاشرة والنصف من صباح كل جمعة ) في صالة سينما الشعب ......... عشنا الرعب الحقيقي السماء تمرح بها طائرة مقاتلة ترمي حممها على مبنى وزارة الدفاع والارض تهزها قذائف الدبابات والمدافع ... ساحة الحرب قريبة منا ... وزارة الدفاع هي الهدف ونحن الاقرب لها .... الشيوعيون بالعشرات خرجوا للتنديد بالانقلاب ولكن دون اي تاثير بمسرى الاحداث .... هربنا والرعب يغلف شغاف القلوب والخوف من قادم الايام .... وهذا ما تحقق من خلال العنف المجرد من الاخلاق الذي واجه كل المواطنين ......... ولم يدم العرس الدموي قرابة عشرة شهور اذ سحب البساط من تحت اقدامهم عبد السلام .............. ما يحز في النفس اتهامهم لعبد الكريم قاسم بالتفرد وانتقامهم منه بصورة بشعة غير عادلة ..... وهم من اسس تفرد الحزب الواحد والقائد الملهم وانتهجوا مباديء كرست ما اسسوه في فترات حكمهم في انقلاب 17تموز 1967 وعباد صنم واحد هو صدام ......









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح