الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حُكامٌ أثرِياء ... وشعبٌ جائِع

امين يونس

2016 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في مُدن أقليم كُردستان ، الشُقّة السَكنية التي كانتْ ب " 120 " ألف دولار ، قبل سنتَين ، أصبحتْ الآن تُساوي أقل من " 70 " ألف دولار . وقطعة الأرض التي كانتْ قبل الأزمة المالية الخانقة ، ب " 50 " ألف دولار ، صارت ب " 20 " ألف فقط . ومعظم العقارات والمحلات التجارية ... ألخ ، فقدتْ نسبةً كبيرة من قيمتها السابقة .
ولكن .. هل إستفادَ الفُقراء ، من إنخفاض أسعار الشُقق والأراضي والدُور ؟ كَّلا بالتأكيد .
أسعار معظم السيارات أيضاً ، نَزَلتْ من علياءها . لكنْ ... هل بِمقدور عامة الناس ، إقتناءها ؟ كّلا طبعاً .
البضائِع المُختلِفة ، صارتْ أرخص ، بعد إشتداد الأزمات السياسية والمالية في الأقليم ... لكن هل بِمقدور العُمال والكادحين والشغيلة ، شراءها ؟ كّلا قَطعاً .
................
ببساطة ... خلال السنتَين الماضيتَين ، تفاقَمَتْ الفروقات الطبقية ، بحيث إزدادَ الأغنياء غِنىً وإزدادَ الفُقراءُ فُقراً . وهذا هو دَيدَن الحزبَين الحاكِمَين ... وهذا من تداعيات سياستهما الإحتكارية المقيتة ... وهذا من نتائِج خَلقِهما لِطَبَقةٍ طُفيلية مُستفيدة ... وهذا من إفرازات فسادهما المُنقَطِع النظير ... وهذا من تجاهُلهما المُشين ، لحقوق مئات الآلاف من المواطنين ، في العيش الكَريم ولو بحدودهِ الدُنيا .
إذا كانتْ ( الطَبقات ) في المُجتمع الكردستاني ، غير واضحة الملامِح ، قبلَ عقدين من الزَمَن ، بِسبب حداثة تجربة الأقليم وفوضى الحروب الداخلية والصراعات الأقليمية .. وكذلك ، تدفُق أموال النفط بعد 2004 ، بصورةٍ فُجائِية وعَجز الحزبَين الحاكمَين ، التصرُف بِحكمة ، مع ذاك الكَم الهائِل من المال . فأنهُ ومع بداية 2014 ، ومع كُل الأخطاء القاتلة المتراكِمة في الإدارة وإنعدام التخطيط ، والفساد المُستشري ، والصَرف الباذخ على مشاريع مظهرية وإستهلاكية ... وبزوغ " الأزمات المتلاحِقة " ، فلقد بدأَ التمايز بين فِئات المُجتمع ، بالبروز ، تدريجياً ، بحيث وصل اليوم الى درجةٍ بالِغة الوضوح :
[ لم تَعُد هنالك طَبقة وسطى تقريباً . فحتى الموظَف والمعلم والمحامي والمهندس وأصحاب الدكاكين الصغيرة وأصحاب المشاريع الصناعية والزراعية الصغيرة ... الخ . كُلهم أصبحوا ضَحية الأزمة المالية الخانِقة . هؤلاء الذين تعتمِد عليهم في العادة ، عَجلة الإقتصاد وحركة السوق ، باتوا مشلولين .. وبالتالي فأن مُجمَل الحياة الإقتصادية ، توقفتْ .
أما العُمال والشغيلة بصورةٍ عامة ، وبعد نُدرة فُرَص العمل ، فلقد إنضموا إلى جيش العاطلين الجّرار .. وحتى البيشمركة والقوات الأمنية والشرطة ، ولا سيما من الرُتَب البسيطة ، فأن معظمهم مع عوائلهم ، يرزحونَ تحتَ وطأة العَوز والفاقة .
إذنْ مَنْ تبقى ؟ أنهم تلك الفِئة العُليا من الحزبَين الحاكِمَين ، بشركاتهم العملاقة المُستحوذة على كُل شئ ، تساندهم الطبقة الطفيلية التي تُساعدهم وتُدير أعمالهم وتنوب عنهم ... هؤلاء لاتشملهم أية أزمة مالية أو إقتصادية ... هؤلاء لايشعرون بأي ضائِقة مالية ] .
بعد إبتداع سُلم الرواتب الجديد ... وإستقطاع نسبة كبيرة تحت يافطة مُضحِكة مُبكِية ( الإدِخار ) ... وبعد عدم إستلام الرواتب أصلاً منذ خمسة أشهُر ... فأن المُجتمع الكردستاني ، أصبح عملياً ، كالآتي :
طبقة حاكمة بالغة الثراء .
شعبٌ جائِع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل سيكون رئيس الوزراء البريطاني الجديد حليفًا لبايدن؟ شاهد ت


.. ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل في الدوحة؟ | #رادار




.. مؤتمر القاهرة للقوى السودانية.. هل ينجح في وقف الحرب؟


.. يتصدرها أقصى اليمين.. انتخابات قد تغير وجه فرنسا للأبد




.. من حماس إلى حزب الله!.. كابوس الأنفاق يطارد نتنياهو | #التاس