الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاتل الحقيقي

عمرو اسماعيل

2005 / 11 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


في احداث عمان في الاردن وقبلها شرم الشيخ وطابا ولندن ومدريد والسعودية ونيويورك وبالي وغيرها .. تعترف منظمة القاعدة الام او فرعها الاكثر اجراما في العراق بمسئوليتها .. عبر بيانات علي الانترنت وشرائط صوتيه ومصورة ويفرح الكثيرون في عالمنا التعيس بعملها الاجرامي .. ورغم ذلك نجد الجناح السياسي لهم وهو اول من يرقص قلبه فرحا بهذه العمليات الاجرامية لأنها تفرش البساط لمحاولتهم الوثوب علي السلطة في بلادنا .. وفي محاولة منه لذر الرماد في العيون يبدأ في تفعيل نظرية المؤامرة عبر بعض البيانات الخايبة التي تتنصل من العمليه .. او في وضع المبررات لهذه الاعمال الاجرامية .. او اثارة سؤال عن تعريف الارهاب .. رغم ان التعريف قد اتفق عليه العالم اجمع وهو استهداف المدنيين وقتلهم لفرض أجندة سياسية او دينية ..
ولهم أتوجه بسؤال بسيط ..
في عملية الاردن وقبلها شرم الشيخ وطابا وفي العراق يوميا ..
كان هناك ثلاث انتحاريين كانوا مستعدين لقتل أنفسهم مع ضحاياهم ..
والسؤال المنطقي اي عميل مخابرات غربية مستعد أن يقتل نفسه وينتحر ..
إن الفاعل معروف وهو يعلن عن نفسه ليل نهار عبر الشرائظ المسجلة والمصورة ..
أم أن شرائط الظواهري التي اعترف فيها بعمليات لندن ومدريد وغيرها هي غير حقيقة .. أم أن الاسلامبولي الذي قتل السادات وتنظيم الجهاد الذي قام بأعمال الاقصر الشنيعة هو غير حقيقي ..
إن الفاعل معروف وله جناح سياسي معروف يبرر كل أفعاله ..
وإن كانت قيادة هذا التنظيم مخترقة من القمة فهذا لاينفي مسئوليتها .. والأهم لا ينفي مسئولية الجناح السياسي الذي يروج ليل نهار لثقافة الانتحار فيوفر سلاح الانتحاريين الذين يستخدمهم هذا التنظيم والذي قد يكون مخترقا فعلا ..
إن المسئول الحقيقي عن كل هذه العمليات الارهابية .. هو الجناح السياسي الذي يمجد ثقافة الموت وثقافة الانتحار .. إن هؤلاء الانتحاريين ماهم الا طلقات رصاص .. والجاني والمجرم الحقيقي هو من يساعد علي تجنيدهم ويروج لافكار ان من يقتل نفسه قاتلا معه ابرياء مدنيين من اي ملة او جنسية كانت (مع ملاحظة ان أغلبهم مسلمين) سيدخل الجنة وهو مكانه الجحيم وبئس المصير ..
هذا الجناح السياسي الذي برر لقتل السفير المصري في بغداد وترك القاتل الحقيقي ليلوم الحكومة المصرية..
إن القاتل الحقيقي هم المروجين لثقافة العنف والتكفيريين ..
القاتل الحقيقي هو من ترك مهنة انقاذ الارواح ليمتهن مهنة ازهاق الارواح تكفيرا لذنب يعذبه وهو الوشاية بزملائه ..
أن القضاء علي الارهاب والذي يضر اول ما يضر بالاسلام والمسلمين لن ينجح الا بتجفيف منابع الارهاب وهو في الاساس الفكر التكفيري الذي يغذيه .. الفكر الذي يولد مهووسين من عينة من قتل السادات او قتل فرج فودة او حاول قتل نجيب محفوظ ..
هذه هي الحقيقة المرة ..
القاتل الحقيقي هو فكر سيد قطب ومن يؤيده والذي خرج من عباءة الاخوان المسلمين ..
إن القاتل الحقيقي هو الجناح السياسي لتنظيم القاعدة ..
وكلنا يعرف هذا الجناح ويغض الطرف عنه لأنه يبتزنا باسم الاسلام والاسلام منه براء ..
إن القاتل الحقيقي يعيش بيننا ويجند الانتحاريين تحت سمعنا وبصرنا ويحقنهم يوميا بأفيون ثقافة الانتحار .. ثم نسأل أنفسنا لماذا تتكرر العمليات الارهابية .. ولماذا أصبحت منطقتنا هي مصدر الارهاب في العالم الاجمع ..
لقد أطلق السادات هذا القاتل من سجنه بعد عام 73 .. فتحول هذا القاتل الي من أفرج عنه وقتله وأحكم الخناق علي رقابنا وأولادنا .. يختطفهم منا ليحولهم الي انتحاريين وقتلة مهووسين بأفيون التفسير الخاطيء للدين والاسلام .. وللأسف يحدث هذا تحت سمع وبصر الجميع .. ونجد من بيننا من يهلل له ويمجده .. بل وصل به ابتزازنا .. أن استبد بالحكام .. فسمحوا له أن يصل الي مجالسنا التشريعية في مخالفة صارخة للقانون ..
لن يتوقف الارهاب في عالمنا التعيس .. إلا بالقضاء علي الجناح السياسي لكل منظمات الارهاب .. هذا الجناح السياسي هو القاتل الحقيقي .. وهو الراعي للإرهاب .. وهو الذي يخطف الحياة والبسمة والمستقبل منا ..
هذا هو القاتل الحقيقي .. المسئول عما حدث في عمان وشرم الشيخ وطابا ومجمع المحيا في الرياض ومايحدث في العراق يوميا .. وماحدث في لندن ومدريد ونيويورك ..
أما المصيبة الاكبر فهي أن أهم ضحايا القاتل الحقيقي .. هو الاسلام نفسه .. والمسلمين .. اكثر من كل ضحاياه من الابرياء من كل الجنسيات والديانات الاخري ..
اللهم إني أبلغت .. اللهم فاشهد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة