الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((الأيديولوجية الحزبية، والطائفية سبب توقّف خطب المرجعية)) . قراءة في التفكير السياسي عند القوى السياسية العراقية .

مرتضى عصام الشريفي

2016 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تعدّدت الآراء في الأسباب التي دفعت المرجعية إلى إيقاف الخطبة الثانية من خطبة الجمعة المعروفة بــ(الخطبة السياسية) التي تفصح المرجعية فيها عن رؤاها السياسية بصور مختلفة، وبأساليب متنوّعة كــ(النصح، والتوجيه، والطلب، والتوبيخ، والاستفهام، والشجب، والإدانة، وغيرها)؛ ورجّحت بعض الآراء يأس المرجعية من استجابة الطبقة السياسية لكلامها مستمدّةً ذلك من قولها: (بحّت أصواتنا)، والأخرى أخذت شكل الإدانة للمرجعية بأنّها هي السبب الرئيس في وجود هذه الطبقة من خلال دعمها لها، فرأى أنّ المرجعية نأت بنفسها عن إخفاقات الحكومة؛ كي تحتفظ بمكانتها، ومقامها أنْ يصيبهما الوهن، وعدم التأثير، وبعضها ثمّن هذه الخطوة، وعدّها خطوةً في الاتجاه الصحيح ، ولكلّ رأي من هذه الآراء مرجعياته الأيديولوجية، وأسسه الفكرية في النظر إلى موقع المرجعية، ودورها، ووظائفها؛ لذلك تعدّدت .
.
الملاحظ في أغلب الآراء أعلاه غياب الهدف، فهي لم تصوّب نظرها إلى هدف المرجعية من كلامها، وسبب غيابه فقدان القراءة الموضوعية لخطب، ومواقف المرجعية التي تفرض علينا ــ أي الموضوعية ــ التخلّي عن الميول، والنظر إلى الأمور باستقلالية؛ كي نعرف الحقيقة، ويبدو لي إنّ توفّرها في عالم السياسة صعبٌ جدّاً إلّا قليل؛ لذلك رأينا هذه الآراء تتصارع في الواقع السياسي ممّا أدّى إلى حجب رؤية المرجعية، وفكرها أنْ يصل صافياً نقيّاً من دون التأويلات، والتفسيرات المؤدلجة .
.
هذه الأقاويل التي قيلت بحقّ كلام المرجعية دفعت الكتل السياسية الشيعية إلى الخلاف، والصراع فيما بينها حول السؤال العويص . من تقصد المرجعية بكلامها ..؟، وكأنّها تتكلّم بلغة غير العربية، أمّا الكتل السنيّة، والكردية بنت سياستها على أساس الخلاف الشيعي، وهي تفصح من دون حياء، من يريد أنْ نكون معه، فليبّي لنا شروطنا، وأصبحت الكتل الكردية من القوّة بمكان؛ إذ عُدّتْ بيضة القبّان، ومن ينشد تشكيل الحكومة عليه قبول شروطها أيضاً في وقت يستطيع التحالف الوطني لوحده تشكيلها، ولا أقول هنا : كان يجب عليه تشكليها بمعزل عن باقي القوى الأخرى؛ لكنّه تغافل عن استخدام نقاط قوّته؛ بسبب هذا الصراع الغبي بين أحزابه؛ لذلك كان هو الحلقة الأضعف في تشكيل الحكومة؛ ونتيجة لذلك لم يستطيع التحالف الوطني من تشكيل حكومة قويّة قادرة على النجاح، والإنجاز .
.
ربّما يسأل القارئ الكريم : لقد أغفلت التدّخل الخارجي (الدولي، والإقليمي)، لقلت : هذا تساؤل ذكي، والجواب عنه هو : إنّ سبب تأثير هذا التدخّل هم الساسة أنفسهم الذين سمحوا له بالنفاذ إلى تغيير الواقع، واللعب بعقولهم للأسف، ولو أنّهم ساروا في فلك الوحدة الوطنية الحقيقية كما دعت إلى ذلك المرجعية؛ لأصبح هذا التدخّل محرجاً، وتأثيره ضئيلاً؛ لكن العكس قد حصل ...!! .
.
وبناءً على هذا التفكير السياسي جاء الفعل السياسي منسجماً مع أهداف القادة، والقوى السياسية، ومخالفاً لطموحات الشعب، وغايات المرجعية التي ظلم قصدها، وجهل مقامها، وأُنكر عليها نصحها، ولهذا جاء قرارها في إيقاف خطبها إلّا في الضرورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال