الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو كانت التفجيرات في فنادق بغداد !

طارق الحارس

2005 / 11 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لانريد أن نتحدث هنا عن رأي الحكومة الأردنية بالارهاب الذي يحصل بالعراق ففي الأحوال كلها يعد رأي هذه الحكومة ايجايبا حول العمليات الارهابية التي تحصل بالعراق ، إذ أن خطابها المعلن ندد بشكل واضح وصريح ببعض العمليات الارهابية التي راح ضحيتها الأبرياء العراقيين ، وكذلك كونها من الحكومات التي تحارب الارهابيين داخل أرضها ، وأيضا كونها قد أيدت المسيرة السياسية الجديدة بالعراق وذلك من خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الأردني الى العراق، لكننا نضع تساؤل مقالتنا حول رأي الشعب الأردني فيما لو كانت التفجيرات التي حصلت في فنادق عمان قد حصلت في فنادق بغداد .
نعتقد أن االتفجيرات التي حصلت في فنادق عمان لو كانت قد حصلت في فنادق بغداد لقال الشعب الأردني
( أغلبه ) أن المقاومة العراقية ( البطلة) قد نفذت عمليات بطولية ضد المحتل الأمريكي وعملائه من العراقيين ونسجت الأحزاب السياسية الأردنية وصحفها الصفراء قصصا من الخيال حول العمليات( البطولية ) التي قام بها ( المجاهدون ) بالعراق .
أغلب أبناء الشعب الأردني وبشقيه الأردني الأصلي ، والأردني الفلسطيني ، بمثقفيه وغير مثقفيه ، بمتدينهم وغير المتدين ، بالذين لا يفرقون بين الشيعي والشيوعي ، والذين يفرقون ، بأهالي السلط الذين أقاموا عرسا لابنهم الذي قتل المئات من العراقيين في مدينة الحلة ، وحزب الاخوان المسلمين الذين ( ينبح ) أئمة جوامعهم ليل نهار دعما لاخوانهم ( المجاهدين ) بالعراق وتحريضا ضد العراق الجديد ، وحزب البعث الأردني ، والنقابات المهنية ، ودعاة القومية ، بأهالي معان الذين يعشق أغلبهم ( صدام ) ، بأهالي مدينة اربد الذين اغتنى أغلبهم من هبات ( صدام ) ، هؤلاء جميعهم كانوا قد صرحوا عن رأيهم بمساندة ما يسمى بالمقاومة العراقية بالرغم من الصورة الواضحة ، الصورة الاجرامية التي ظهرعليها أزلام هذه المقاومة من البعثيين وفلول القاعدة ، بل وبرروا حتى الأعمال الاجرامية التي راح ضحيتها آلاف العراقيين الأبرياء ، تلك الجرائم التي أكتشفت بعد سقوط النظام ومنها جريمة المقابر الجماعية .
لقد عشنا بالأردن أربع سنوات ولنا تجربة مريرة مع هذا الشعب ونؤكد على قضية هي أن أغلبهم كان يساند النظام السابق ويطبل ويردح للبطل القومي ( صدام ) الذي سيحرر القدس المحتلة ! ، بل أن هذا الشعب ( أغلبه ) كان يحاربنا حينما يعرف رأينا بصدام ونظامه الدموي ، أما إذا عرف أحدهم أن هذا النظام قد أعدم أحد أفراد أسرتك فيتشفى بك ويتمنى أن يستطيع النظام الامساك بك ليلحقك بخائن ( صدام ) ولا يتوانى ان كان ضابطا في شرطة الوافدين أو البحث الجنائي في تسليمك الى مخابرات النظام السابق المنتظرة قرب الحدود .
لانريد هنا أن ندخل في تفاصيل معاناتنا السابقة مع أغلب أبناء الشعب الأردني لأن المعاناة مستمرة معهم ، لكننا نريد أن نقول لهؤلاء جميعا أن التاريخ الذي كشف جرائم النظام السابق وخطابه المزيف سيكشف أوراق المرحلة الحالية التي يقفون فيها ضد تطلعات أهل العراق وربما ستكون جريمة فنادق عمان ستكون أول الأوراق ، لاسيما بعد أن أشارت الأخبار الى أن هذه الجرائم التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء الأردنيين والعرب والأجانب قد قام بها انتحاريون عراقيون من ( رجال المقاومة الشريفة ) وهنا لابد لنا من انتظار رأي الأحزاب السياسية الأردنية حول هذه الجريمة وبالذات رأي حزب الاخوان المسلمين ونباح أئمة جوامعهم ورأي أهالي السلط الذين زفوا ( شهيدهم ) الذي قتل العراقيين في العملية ( البطولية ) التي جرت وقائعها على أرض مدينة الحلة .
نأسف جدا ونتألم مع ألم العوائل الأردنية التي فقدت أبنائها في جرائم عمان البشعة ونتمنى منهم أن يشعروا بآلام أمهاتنا واخوتنا الذين يسقطون كل يوم في أرض العراق من جراء جرائم هؤلاء ( المجاهدين ) .
مع كل ماسبق حول ما ذكرته عن الشعب الأردني لابد لي من الاشارة الى أننا نحترم القلة القليلة من أبناء الشعب الأردني ، تلك القلة التي ساندتنا ووقفت معنا أيام ظلم النظام السابق وواصلت وقوفها معنا بعد سقوط النظام ولابد لنا من الاشارة أيضا الى أننا خرجنا من الأردن بعلاقات انسانية رائعة نعتز بها ونحترمها ويكفي أنني قد تركت قلبي هناك !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس