الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((حرب الكتل .. حرب التنزيه ... بدأت ...!!)) . صراع الكتل السياسية حول تشخيص الفاسدين .

مرتضى عصام الشريفي

2016 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


حرّكت الخطبة الأخيرة للمرجعية الأطراف السياسية المشلولة العاجزة عن تحريك جبل الفساد الجاثم على قلب العراق، فقد أوجد إعلان المرجعية إيقافها خطبتها السياسية إلا في مستجدات الأحداث جدلاً عريضاً في أوساط المجتمع، وفي أروقة السياسة العراقية، وبتنا نسمع سعير الكتل التي تناوش بعضها التهم، ومسؤولية ما حدث من فشلٍ، وفساد .
هذه الحرب السياسية القديمة الجديدة أعربت عن عقم القوى السياسية عن ولادة حلول نهائية لأزمات العراق، وما يؤسف له نشوبها بين أطراف شيعية، والقوى الأخرى السنّية، والكردية تعمل على تحقيق حلمها مستغلّة ظروف البلاد الصعبة، وضعف الحكومة التي تشكّلت في أجواء غير صالحة للنجاح؛ بسبب تنافر عناصرها المتشكّلة منها .
.
فضحت هذه المعمعة الهوجاء عيوب الفكر السياسي لدى القوى السياسية العراقية، وكشفت ضعف الرؤية، وسوء الإدارة، وافتقار المهنيّة، هذا من جانب، ومخالفتها المرجعية مخالفة صريحة من الجانب الآخر .
ومن مفارقات هذه الحرب هي :
1. كيل الاتهامات بالكلام فقط دون الوثائق، أو دون تفعيل دور المؤسسات المختصة بمكافحة الفساد التي هي الجهات الرسمية المخولّة في كشف الفساد، وإحالتهم إلى المحاكم المختصة للحكم عليهم بعد ثبوت الفساد عليهم، ونتيجة عدم وجود هذه الطرق المهنيّة في كشف الفساد الفوضى الكبيرة، وإرباك عمل هذه الجهات؛ فضلاً عن سلبياتها على المجتمع .
2. التركيز على الفساد المالي فقط بـ(الإط)، وتعمّد إغفال ذكر الفساد الإداري الذي هو سبب تفشّي الفساد المالي؛ لأنّ المسؤوليين المتحزبين قد تجاوزوا القوانين الإدارية من أجل المصالح الحزبية، فــ(أسّ) البلاء، والفساد المالي هو (الفساد الإداري)، فالعراق بحاجة إلى ثورة إدارية تقوم على أسس علمية، تقطع أيدي المسؤولين الفاسدين التي تحاول سرقة المال العام، أو هدره .
3. كشفت زيف الكتل السياسية في دعمها للإصلاح، فكم سمعنا، وسمعنا كلام هذه الكتل إنّها مع الإصلاح الحكومي، وصدّعوا رؤوسنا بــ(نحن أوّل الداعمين، ونحن أوّل من وقف مع رئيس الوزراء، ونحن، ونحن، ونحن)، وأين (نحن) الآن ؟ لا أدري .....!! .
4. أظهرت هذه النزاعات أنّ الجميع نزيهون، ولا مكان للمفسدين فيها، فكلّ كتلة تنافح، وتدافع عن حزبها، وشخوصها، فهذه الأحزاب جميعها تعتقد بنزاهة كلّ أعضائها (بوية جا منو باك هايشتي)، من سرق أموال العراق ؟ .
5. سياسة النأي بالنفس، فكلّ هذه الأحزاب تحاول أنْ تنأى بنفسها عن تحمّل فشل الإصلاح الحكومي، وهي لا تفتئ عن رميه برقبة رئيس الوزراء لوحده فقط، وكأنّهم لم يسمعوا كلام المرجعية التي ذكرت مراراً بأنّ الإصلاح لا يتم إلا بتعاون، واتفاق السلطات الثلاث، وأحسب أنّ الساسة لن يتخلّوا عن هذه اللغة الساذجة، مع مفارقة مفضوحة تثير العجب، وهي إنّ اسم المرجعية لصق بألسنتهم كلمة، والأخرى يلفظون اسمها الشريف ...!! .
6. تعميق الخلافات في وقت يتوجّب عليها التوحّد، والتعاون، وما أصعب هذا الوقت، فهو حرج جدّاً (أزمة اقتصادية كارثية، وحرب داعش، وأزمة سياسية بين الإقليم، والمركز، وبين القوى السنيّة، والحشد الشعبي)، وعجيب أمرها ــ أيّ الكتل السياسية ــ كلّما حاولت حلحلة الأزمات عقدّتها أكثر ...!! .
7. الكلام علانية بلغة طائفية من دون حرجٍ، وليتها كانت بالدليل، وبالوثائق، وكأنّ سكوت المرجعية رفع عنهم الضغط الرقابي من قبل المرجعية عليهم عبر متابعتها للأحداث، والتنويه على انحرافها، وخطئها، وكأنّ لسان حالهم أفصح عن فرحهم بسكوتها عن تخبّطهم، وفشلهم ....!! .
.
هذه الحرب لا نهاية لها ربّما تهدأ فترة من الزمن؛ لكنّها لا تنتهي، بل هي تعدّ حرب وجود بالنسبة لهذه الأحزاب ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة