الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرة سميرة الرحالي : تبدأ صراعا في انسنة الاشياء

وجدان عبدالعزيز

2016 / 2 / 10
الادب والفن


كان مساءا رمضانيا تحفه بركات الله ، وانا اتحدث لزميلتي الشاعرة خديجة العلام ، ففاجأتني بأن وضعت امامي قصيدة لاحدى زميلاتها وقالت شاركني قراءتها ، وحينما اعدت القراءة لقصيدة الشاعرة سميرة الرحالي ، اعجبت بها واخبرت بهذا الاعجاب زميلتي العلام ثم غبت في عزلتي المعتادة ، فكانت قصيدة الرحالي التي جاءت على شكل سؤال جريء (ما احوال قصائدكم؟) ، وبدأت الشاعرة تؤنسن الاشياء ، وتحاول استنطاقها ، لتحلها ذلك المعنى الذي يؤرق شاعرتنا ، وتحوله الى سلسلة من منعرجات البحث عن حقيقة ما نكتب من قصائد ، بتكرار الكلمة ، فالتكرار الذي هو ظاهرة اسلوبية ووسيلة تعبيرية لها دورها الدلالي في عملية البناء الفني ..تنبض باحساس الشاعر وعاطفته من اجل اغناء معنى النص..كونه صورة من صور التناسق الجمالي الذي يسبغ على النص نوعا من الايقاع المعبر عن صدى النفس لاغناء النص الشعري..كون المكرر يمثل مركز ثقل الحالة الشعورية التي تعيشها الشاعرة..فتعيد التوازن النفسي لذاتها القلقة..اضافة الى انه ينم عن وعي فني يؤدي دلالة تضفي جمالية على النص ويحقق قيما جمالية على المستوى الدلالي والايقاعي.. فجعلت من القصائد نساء تتبرج وتكشف عن معالم اخرى ، وترقص بالحانات ، تكرر الكلمات باسئلة متوالدة تتضمن اسئلة اخرى ، حيث كررت (قصائدكم) خمس مرات على قصر قصيدتها ، وهكذا تقول :

(ما أحوال قصائدكم؟
أما زالت تتبرج كالعادة
وتكشف عن لباتها
وتختار من أحمر الشفاه
ما لا يلطخ عند التقبيل
أيادي السادة
أما زالت ترقص في الحانات؟
وتحتسي كؤوس الخمر
المعطر بالحزن و الاهات؟
أما زالت قصائدكم
تختال في صمت
على الجتث
فتنتشي برائحة الموت)

لتبقى الشاعرة سميرة الرحالي ، مصابة بقلق وتوتر بين الحياة والموت ، فهل تكون القصائد علاجا في التعبير عن هذا القلق؟ ويكون (الشعر والوجود ، يشكلان بؤرة رؤيوية تأويلية تعددية تدرك الكينونة بوصفها انفتاحا للموجود .. "على ان الانسان لايستطيع معرفة ما لا يمكن حسابه ، أي ان يصونه في حقيقته ، الا انطلاقا من مساءلة خلاقة وقوية تستمد من فضيلة تأمل اصيل .." ) وبالانسنة ساقت لنا امثلة حاولت من خلالها ، جعل القصائد ترقص في الحانات؟ وتحتسي كؤوس الخمر ، فذكرت مكان وهو الحانة كون الشعراء ، حينما تضيق عندهم الرؤية ، يحاولوا فتح فضاءاتها بالغياب عن الوعي من خلال السكر ، لكن دون جدوى بلا ادنى شك تقول الشاعرة :

(أما زالت قصائدكم تدعي
أنها أجمل الجميلات
و أفصح الفصيحات
وأنها حين تتحدث
تتكسر القيود
تهتز القلوب
و تتحررالاهات؟؟
قصائدكم مرسومة
في الصحف و المجلات
عارية........حافية........
تحكي عن مغامراتها الليلية
عن علاقاتها السرية
عن أحلامها الوردية
غير ابهة بكل الأحداث
وتدعي أنها
تحمل في أحشائها قضية
كيف؟؟
والسادة قبل أن يضاجعوها
اغتالوا ..........القضية)

ثم تطرح اسئلة افتراضية اخرى ، لتبرر ولادة قصيدتها ، بمعنى مهم جدا ، وهي ان هذه القصائد تعرضت للاغتصاب من قبل السادة كناية عن السلطة ، وحينما اغتيلت ، اغتيلت القضية .. اذن ربطت القصيدة برؤية الشاعر وموقفه ، فكل قلقها ، قد حصرته في القصائد المهددة بالخطر ، نتيجة اغتيال القضية كمحتوى ، وبالتالي افراغ تلك القصائد من محتواها الحقيقي ...






سميرة الرحالي

ما أحوال قصائدكم؟

ما أحوال قصائدكم؟
أما زالت تتبرج كالعادة
وتكشف عن لباتها
وتختار من أحمر الشفاه
ما لا يلطخ عند التقبيل
أيادي السادة
أما زالت ترقص في الحانات؟
وتحتسي كؤوس الخمر
المعطر بالحزن و الاهات؟
أما زالت قصائدكم
تختال في صمت
على الجتث
فتنتشي برائحة الموت
المعلقة على الجدران؟
والمندسة
في أسرة الأطفال
في حقائبهم
بين الدفاتر والأقلام؟
أما زالت قصائدكم تدعي
أنها أجمل الجميلات
و أفصح الفصيحات
وأنها حين تتحدث
تتكسر القيود
تهتز القلوب
و تتحررالاهات؟؟
قصائدكم مرسومة
في الصحف و المجلات
عارية........حافية........
تحكي عن مغامراتها الليلية
عن علاقاتها السرية
عن أحلامها الوردية
غير ابهة بكل الأحداث
وتدعي أنها
تحمل في أحشائها قضية
كيف؟؟
والسادة قبل أن يضاجعوها
اغتالوا ..........القض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان