الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوجان المريض .. هل يعود إلى رشده!!؟

بهجت العبيدي البيبة

2016 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكنه أن يبتعد عن الكاميرات التليفزيونية، في حالة مرضية، دائما يبحث عن الشو الإعلامي، لو تتبعت تصريحاته، أو مؤتمراته، أو خطاباته، لأدركت مدى النرجسية والغرور الذي أصابه، ذلك الذي يؤدي حتما إلى الديكتاتورية، ومع ذلك يصور على أنه حامي حمى الإسلام، والذي يزود عن المذهب السني، وهو بريء من الاثنين براءة الذئب من دم يوسف، إنه الرئيس التركي رجب " غير " الطيب أردوغان، الذي في سبيل طموحاته الشخصية يسلك كل مسلك، فبعد أن كانت تركيا دولة ذات نظام برلماني، الذي هو بشكل موجز يظهر فيه بوضوح التوازن بين السلطات التشريعية والتنفيذية. والذي يتلاءم مع الأنظمة السياسية في الدول النامية أكثر من النظام الرئاسي، ذلك لأنه يمكن التخوف من رئيس الدولة المنتخب في النظام الرئاسي في الدول النامية لأن يستبد برأيه دون الرجوع إلى الشعب وبالتالي ينفرد بالسلطة ويصبح حكمًا استبداديًا، تلك الصفة التي أقل ما يوصف بها أردوجان.
هذا على مستوى الشأن الداخلي، أما على المستوى الخارجي، فنجد الحالة المرضية عند الرئيس التركي أكثر وضوحا، وأشد ظهورا، فهو يتدخل في شؤون الدول الأخرى تدخلا مباشرا وسافرا، ويتحدث كما لو أنه بيده مقادير العالم، وفي جعبته كل الحلول لكافة القضايا المستعصية، على عكس الحقيقة حيث أنه أحد أسباب المشاكل التي تضرب المنطقة، إنه يقدم، في حالة متعالية النصائح مرة والتهديدات والوعيد أخرى، وكأنه من يحكم العالم.
إنه، بسبب أمراضه النفسية المتنوعة، يخسر كل يوم، وتخسر معه تركيا حلفاءا، ولعل تصريحاته المتعددة ضد مصر ورئيسها المنتخب عبد الفتاح السيسي، وتعليقاته على أحكام القضاء المصري وتدخله السافر في الشأن المصري، أدت لتلك القطيعة بين مصر الدولة المحورية وبين تركيا أردوجان، وجعل مصر تتحرك على عدة أصعدة، محاصرة إياه من عدة محاور جعلته، أي أردوجان ونظامه، يسعى، في محاولة، بعد أن حاصرته روسيا أيضا، لفك هذا الحصار، وهو ما اتضح من خلال تقارير إعلامية تتحدث عن رغبة تركيا في تحسين العلاقة مع مصر، تلك التي رفضتها مصر على لسان وزير خارجيتها، لتصفع أردوجان ونظامه صفعة جديدة.
أما تدخله الأبشع فكان في العربية السورية، التي أوصله تهوره فيها لحد التدخل عسكريا ظنا في نفسه القدرة على ذلك، متوهما قدرة في تغيير الأوضاع في العربية السورية، وما كان من نتيجة لتدخله السافر إلا زيادة معاناة الشعب السوري، فلو أمثال أردوجان قد رفعوا من البداية أيديهم عن العربية السورية وتركوا أمرها للشعب ما وصل الأمر لما نراه اليوم.
لكن لأن كل قوى إقليمية اصطنعت لنفسها مجموعة وأطلقت عليها لقب المعارضة السورية وتدخلت كما فعل المريض بداء العظمة أردوجان وصل الأمر في العربية السورية وبشعبها العظيم إلى تلك الصورة المزرية التي يندى لها جبين كل إنسان حر يتمتع بأدنى حد من الإنسانية.
ولقد عاد تدخله في الشأن السوري عليه وعلى تركيا بصفعة جديدة، حيث أصبحت القضية الكردية في أوجها، واكتسبت أنصارا جددا وضعت أردوغان في موقف صعب، وهو موقف مرشح للصعود خاصة بعد الإصرار الروسي على تمثيل الأكراد في المؤتمر الدولي حول الأزمة السورية.
فهل بعد كل الصفعات التي يتلقاها نظام أردوجان الذي طبيعة شخصيته غير قابلة لأن يكون رئيسا هادئا يجلس في قصر الرئاسة ويستقبل ضيوفه، تجعله يعود إلى رشده ولا يتدخل في شؤون غيره من الدول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟