الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوية على المحك

محمود العكري

2016 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


إننا نعيش ولا نعيش، مسلوبي الحرية، واقعنا ليس واقعا لنا، حياتنا ليس حياة لنا، وفي الأخير نقول: اللعنة، نحن من؟ إن السؤال خالد لا يقبل الحل السريع، والعرب بطبعهم رشيقوا اللياقة في مسائل سوق الركض الكبرى، إن أكبر المخاطر التي تواجهنا اليوم كعرب هي هويتنا، هي سؤالنا عن أصلنا، فهل نحن أحرار فعلا في الرد السليم!
إن بورصة الإغتراب قد إستولت على ملابسنا، مائدتنا، منازلنا، بل وحتى على عقولنا، فمن نحن يا ترى! الإجابة سهلة تكمن في كوننا شعب كسول يقبل الحلول دون البحث عنها، إننا نقبل المصير دون معرفة مآله، لقد تم إستعمارنا، إننا مجرد لاجئين الآن ولا حل لنا غير القبول بقول سيادتكم العظمى أنتم أصحاب القرار، أنتم الأذكياء، تديرون اللعبة على شهيتكم، وننال حصتنا من سوقكم، ولست نسأل عن أصل ومنبع الخدمة المقدمة من طرفكم.
فمن المسؤول يا ترى عن ما آلت إليه أمورنا؟ أين دور مثقفينا؟ أين هم نخبة هذا المتجمع الذي ما إنفك يقال عنه أنه فاضل؟ أين نحن منا؟ لقد حان الدور، دور لعب المسرحية المفضلة للشعب، إن السماء لم تعد تطيق إحتواء النخبة، وهي لا تنفك تصرخ في وجههم: ابتعدوا عني وانزلوا لوطنكم، إن شعبكم في أمس الحاجة لكم فكفوا عن التعالي، لم تحققوا في المثال شيئا إن لم تلتقوا والواقع السفلي، واقعكم.
لقد هبت رياح التغيير، وأخذت معها سيلا من الدماء، تارة تكون دماء بريئة وفي كثير من الأحيان دماء شريرة، وكل هذا حصل من أجل مطلب واحد وهي " الحرية ". فهل حققنا شيئا مما كنا نصبو إليه؟ لا زلنا نعاني في أوطاننا من القمع، من الخوف، من الترهيب، ولعل هذه أسباب كافية لتجعلنا نيام لفترة طريلة من الزمن، فلسنا أحرارا بعد لنعبر عن قضايا، عن أفكار، عن ما نريد، بل نحن مقيدون بمنهج سلطوي القرار يفتي خطابه المقدس من الفوق..
إن الإصلاح السياسي والإقتصادي والفكري مرهون بإصلاح منظومة بأكملها، فكر بأكمله، ولن يتحصل هذا إلا إذا حققنا القطيعة مع التقاليد الموروثة والتي لا صلة لها بثقافتنا كعرب، إننا شعب مستبد، ورغم هذا نحن شعب مستلب، إن العنوان الأبرز لمحطتنا التي نقف فيها جميعا الآن هو " الإغتراب " لقد صرنا غرباء عن أهلنا وواقعنا وحياتنا، لقد صرنا غرباء عن كل شيء والسبب؟ إننا مقلدون بدرجة فارس، لقد أعمى التقليد بصيرتنا، فاندثرت ثقافتنا، ومات الوعي داخلنا، إننا السبب عن كل شيء يحدث، لأننا لم نقف يوما واحدا وقفة رجل واحد.. خلقنا الحدود فزاد بعدنا، خلقنا اللهجات فزاد تغيرنا.
مثقفنا، الذي يعود إلينا، ابن بيئته.. ورغم هذا ينال ذلك اللقب المشؤوم، على المثقف لكي تتجمع فيه كل خاصيات المثقف أن يتجاوز حدوده الجغرافية، أن يحلق بعيدا فوق بيئته، أن يبتعد بمخيلته، وأن يعيش هناك من هنا، عليه أن يكون كونيا بمعنى ما..
وللأسف الشديد، هذا غير موجود إلا عند القلة القليلة من شعبنا العربي الحبيب، فلم نعد عربا بل صرنا مجموعات عرب.. فإلى أين المصير؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات