الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاديا صياد ، ورومانسية الالفية الثالثة الذائبة في مسامات الحب

وجدان عبدالعزيز

2016 / 2 / 11
الادب والفن


كانت غرفتي حافلة بالهدوء ، ضوئها خافتا ، مناظر الحائط الذي يحيطني تعج بالورد ، كم جميل هو وقتي ، وفي هذا المكان المضمخ بالجمال ،آه لست وحدي ، كما هي الورقة في الشجرة ، او العصفور في الجو ، لهذا اعترف ان الصباح المنبلج توا ما هو الا لعبة على فمها المرح ، وهي تغرد كالعصفورة مهللة بقدوم الضياء ، انها الشاعرة السورية فاديا صياد ، هامسة لخلجات الحب بقولها :

(ساغلي قهوتي على نار شهوتي
وأرسم فناجيني بمحابر رغوتي
وأثمل من شذى هيلك, في رحيق ركوتي
أُدخلك, في نسيج شراييني وفي ثنايا مهجتي
أتقمص طيفك,في منامي وفي صحوتي
أجعلك, لعنقي قلادة"أنسجك, في خيوط ياقتي
وأسافر فيك, بعيدا"على صهوة مهرتي
وأشرب ريقك,ثانية"فأنا مدمن بمحبتي
أراك,بين دفاتري في كتبي في ذاكرتي
في مسامات جلدي بين ورود مزهريتي
أرسمك, بلون شمسي على ستائر غرفتي
أشربك, بكل كؤوسي فأنت, مائي وخمرتي)

لتصبح متصوفة في ذلك الحبيب الذائب فيها ، فالشعر صياغة وضرب من التصوير" على حد تعبير الجاحظ..وانفعال وجداني يستجيب لنداءات الطبيعة..معتمدا الايقاع ..اللغة..الصورة..محطات تستوعب خلجات الشاعرة المنفعلة دوما للبحث عن ملاذات الحب والجمال ، حيث يكون ابداعها الشعري ، يحمل مضمونا انسانيا..اضافة الى تقانات فنية مضافة كالحوار المنولوجي والتذكير والتذكر والاستذكار والتنقيط والقناع والرمز.. كل هذا توظفه الشاعرة ، لتقديم رؤية او فكرة من جانب واضفاء جمالية على نصها من جانب آخر..باسترجاع الاشياء الضائعة عبر حلمية تعتمد اللغة المكثفة المتميزة بانزياحاتها عن المألوف ، فعبر الكثير من مقطوعاتها اثبتت فاديا صياد قدرتها التعبيرية وجرأتها اللغوية في صياغة عباراتها بشجاعة ، لتثبت ان الكتابة حرية توظف لتصيغ مسارات الجمال في الحياة ، ثم تكون الشاعرة فاديا منحازة للحياة بشرط الحب .. وليكون الحبيب وطنا يعج بالحدائق والجمال ، تقول :
(عشقت فيك الحلم الجميل
وكنت لى موطنا لاحلامى المهاجره
وحققت لى كل امنياتى الحائره
وكنت لى كالماء والهواء
الذى روى اوراقى الذابله
وجعلت كل ايامــــــى
بالوان الفرح الزاهيه
واضاءت حياتى بشموع الامل
حبك فى قلبـــــــــــى
كنور القمر والنجـــــــــــوم
وساخلد حبك ياحبيبى فى قلبى
ولن احتاج لاسجل حبك بورقة وقلم
لان حبك يسرى فى كل قطره من دمى)

هذا العشق ، والحب الصوفي والوان الفرح الزاهي وبشموع امل لايبارح الشاعرة يرافقها دوما ، ومن مقدمة هذه الجماليات ، سيكون حب الحبيب خالدا في قلبها ، بل ومتناسلا في كل قطرة من دمها لتكون الرومانسيه ، هى احدى الاحاسيس الناعمه الرقيقه التى نشعر بها عندما يملئنا حب الحياة والاستمتاع بجمال الطبيعة .. ان تتولد لدينا رغبه بالجلوس على شاطئ البحر وتأمل امواجه ، وهى تتصارع وتتلاقى ومشاهدة الشمس الدافئه فى الافق ، كأنما تسقط بالبحر فنشعر حينها بالسعاده ، وقد نتابع النجوم وهى تلمع وتتألق بالسماء الصافيه فتمر فى اذهننا حينها اشرطة من الذكريات السعيدة وعندما نتخيل القمر وكأنه شخص يحادثنا نحكي له عن مشاعرنا واحلامنا ..
بينما فاديا تسخر كل رومانسيتها لاحتواء الحبيب وجعله جزءا في كل مفردات حياتها .. وهي تردد : (تكتحل العيون همس النظر تعال نغترف الشهد من بين الشفاه لنغيب سويعات فى حلة الشهد وندخل سرمدى اللقاء فننسى تاريخ مولدنا ومن أين أتينا وإلى أين المفر تعال نشدوا للحب لحنا ونرتل أناشيد عشقنا شوقا وهياما حتى يذوب الحجر,,, وندخل حدائق العشق أقطف من وجنتيك وردا أستنشق عبيره بشغفٍ وأنثره فى سكون الليل حتى هداة السحر دعنا نسابق الزمن خطوة نبدأ بها الماضى ونمحى كل الأثر فلا عين رقيبٍ تلاحقنا ولاتطفل بعض البشر سأكون لك دفْئا إذا أتى الشتاء وستكون لى ربيعا يحلو فيه الثمر) ، هل اجمل من رومانسية تصوفية تحدث في الالفية الثالثة ، غير صوفية فاديا صياد التي تغلب عليها عوالم الصدق والوفاء والبوح الشفيف ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان