الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماركس . لينين. ستالين ماو تسي تونغ . والتخطيط للثورة الاشتراكية ..ج1

جاسم محمد كاظم

2016 / 2 / 12
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


حين نقرئ اغلب ما يكتبه ماركسيي اليوم تصيبنا الصدمة وكأن هؤلاء الماركسيين لازالوا يعيشون في زمن ماركس فقط ولم يسمحوا لأنفسهم بالانتقال حتى إلى زمن لينين وهم لا يسايروا التاريخ أبدا في قفزاته الهائلة .
يظن هؤلاء أن التنظير حكرا لهم فيجعلوا من أنفسهم أوصياء وخلفاء لماركس وان لم يشاركوا التاريخ أعراسه بعد تغير الزمن وقفزات التطور المتسارعة وتغير قوى الإنتاج وعلاقاته وظهور طبقات كبيرة في المجتمع تتشارك معا في الإنتاج المادي .
لا يمكن تصور زمن ماركس والظروف الكارثية للعمال المهاجرين للكانتونات الإقطاعية الباحثين عن أي فرصة عمل في بداية تشكيل الدولة الحديثة في بدايات المدن الناشئة والثورة الصناعية الجديدة التي ألغت عمل العمل اليدوي والحرفي لأغلب الحرفيين البريطانيين من الذين كانوا يجعلون من بيوتهم ورشا ومصانع صغيرة للحياكة وبعض الصناعات البسيطة .
وبعد اكتشاف الآلة البخارية وظهور الآلات الثقيلة ومصانع النسيج البدائية لم يجحد هؤلاء الحرفيين من يشتري بضاعتهم البدائية فكانوا أمام خيارين أما الموت جوعا أو البحث عن عمل جديد في هذه المصانع الجديدة .
لم يتطرق ماركس إلى صناعة السلاح والقاطرات البدائية لأنها هذه الصناعة لم تنتقل من ورش الحرفيين بطريقة نفي النفي لاستملاك الرأسمالي بل كانت نتاج للثورة الصناعية وصهر الحديد وكانت تحت أشراف الدولة حصرا .
تكمن عبقرية ماركس الجبارة باختلافه عن كل الفلاسفة الآخرين بان كل ما موجود في الحياة صناعة بشرية تتغير باستمرار مع تغير قوى الإنتاج وظهور الطبقات الجديدة .
الأمثال. الحكم .الايدولوجيا. الدين .نظام الحكم. الألقاب. أسماء وأشكال الأرباب المتعالية التي تسكن السماء .السلطات .النبوءات. القساوسة .الأولياء.
أصاب ماركس في وقته الايدولوجيا الدينية بمقتل وأدت فلسفته إلى تغيير كل المفاهيم ,وانهيار الأسس الفكرية التي قامت عليها فلسفة القرون الوسطى وقلب القاعدة رأسا على عقب .
نظر ماركس إلى السلطة مثل نظرته إلى الفلسفة بأنها تتغير باستمرار وان السلطة هي التي تصنع فسلفتها وكلماتها بما يمكنها من بث النفوذ وصنع الموالين والبقاء إلى ابد الآبدين .
فليس هناك ثبات أبدا في هذا الكون فحتى الزمن نسبي كما أثبته اينشتاين ولا مطلقيه في للمكان نفسه كما أثبتها بعدة فثابت الحياة متغيرها .
أعطى البيان الشيوعي تحريضا لكل العمال بالإضراب وشل قدرات السلطات حتى تستجيب إلى صوت العمال .
ويصرح ماركس نفسه بان نضال العمال لا يكون على أسس قومية بل سوف يتعدى هذا الطرح وان بدء قوميا .
ولو عدنا إلى زمن ماركس نفسه لم يكتشف النفط في عهد ماركس كما هو اليوم ولم تظهر بعد السيارة ولا الطائرة ولم يكتشف العلاج واللقاح والمستشفيات الهائلة والثورة الطبية التي ضاعفت سكان الأرض لأول مرة في خمسينات القرن الماضي .
ولم يعرف العالم بعد مرض السكري والضغط وتصلب الشرايين وإزالة الورم الخبيث لأنة لم يكتشف بعد المخدر وحتى علاج السيلان كان في قدر المجهول .
ولم تعرف مصانع المملكة المتحدة بعد الرانج روفر .والمدرعة درايمر .والطائرة الهيركين وحتى البندقية ذات التلقيم اليدوي لي انفيلد .
تلخص زمن ماركس في زمن البيان الشيوعي بثورة البروليتاريين على البرجوازيين كما يقول أنجلس في ملاحظة تذيل البيان الشيوعي .
(ونعني بالبرجوازية طبقة الرأسماليين العصريين، مالكي وسائل الإنتاج المجتمعي، الذين يستخدمون العمل المأجور. ونعني بالبروليتاريا طبقة العمال الأجراء العصريين، الذين يُضطرون، لعدم امتلاكهم وسائل أنتاح، إلى بيع قوة عملهم ليتمكنوا من العيش (ملاحظة أنجلس للطبعة الإنكليزية عام ١-;-٨-;-٨-;-٨-;-.)
كان ملخص البيان الشيوعي دعوة العمال للإضراب وشل حركة الدولة تمهيدا لإسقاطها بالتركيز على حجم طبقة العمال الكبير .
لم تثمر هذه المحاولة أبدا فحسابات الحقل خالفت حسابات البيدر امتلكت بريطانيا وفرنسا في ذلك الوقت جيوشا قوية محترفة لم يستطع العمال مواجهتها أبدا رغم كل التمردات والمواجهات التي شارك بها ماركس ورفيقة أنجلس سوية .
لم يتناول ماركس في البيان الاعتماد على الجيش وكان الجيش وآلة الدولة العسكرية كلها خارج الحساب مع العلم أن الجيش هو من يملك السلطة لان علم الأركان الحربية لم يتطور في ذلك الوقت ولم تكن هناك مدارس ركن حربية تدرس الإستراتيجية العسكرية وفن الحرب والتمرد والكفاح المسلح ولم تعرف بعد الانقلابات العسكرية والجيش المحترف كما هو اليوم .
يعلن ماركس بجلاء وشجاعة أن بعض مبادئ البيان الشيوعي قد شاخت بعد سقوط كومونة باريس وعدم استطاعة الحكومة العمالية بكل أمميتها وقتالها الباسل المستميت من التصدي للجيش الفرنسي العائد من ضواحي فرساي وسحق الجنرال كافيناك قوات الثورة حتى العظم .
فكان لابد من تخطيط آخر للاشتراكية جديد يختلف عما سبقه بعد تطور القوى وظهور طبقات جديدة على السطح اختلت معها أوزان المعادلة .
لا يعترف بعض الماركسيون بهذا الطرح لأنهم أصبحوا يقدسون النصوص وكأنها أناجيل المسيح ولم يسمحوا لأنفسهم بالانتقال مع تطور قوى الإنتاج وعلاقاته وظهور قوى أخرى جديدة في المجتمع مع العمال تشارك العمال نفس الهم والألم وطبيعة الاستغلال وان التخطيط للثورة سيكون مختلفا بسبب تطور القوى الرأسمالية كثيرا وظهور مؤسساتها القمعية من الجيش والشرطة والبوليس السري والجواسيس فكان التخطيط الجديد يرتكز على قوة أخرى تستطيع مكافئة القوة المضادة فكان لابد من تنظيم جديد للعمال وهو ما بدء بة فلاديمير لينين .................... يتبع

////////////////////////////
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رالقوانين لا تتقادم
سعيد زارا ( 2016 / 2 / 12 - 22:08 )

لينين لم يضف شيئا غير قراءته العبقرية للماركسية في عصر الامبريالية و هو من كان يقول بان الماركسية كلية الصحة.

القوانين التي اكتشفها ماركس مثلها مثل قوانين الطبيعة لا تتقادم رغم التغيرات التي تطرا على قوى الانتاج, فمثلا اشرت اعلاه دون ان تعي , ان عبقرية ماركس تكمن في تبيان العلاقة بين البناء التحتي و الفوقي. تلك العلاقة الديالكتيكية التي تيقى مفتاحا لقراءة الاوضاع رغم تنوع و تغير الفلسفات و الحقوق و الفنون و السياسات الخ.

دافعة ارخميدس تفعل فعلها اكانت زوارق قديمة التقنية او حديثة فهي تفعل فعلها رغم ضخامة الناقلات العصرية و البوارج الحاملة للطائرات في عرض المحيطات.

قوانين المادية التاريخية لازالت تفعل فعلها ارتدينا الجلود او المعاطف , ركبنا الجياد او الطائرات.

راهنية الماركسية تزعج اعداء الشيوعية.


2 - مرشد عمل
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 2 / 13 - 03:48 )
لينين كان يقول بان الماركسية مرشد عمل ... وسوف ناتي اليها ونصل الية بالتاكيد من خلال المقالات .. اما بخصوص القوانين فللقانون تطبيق عملي في الحياة يستفاد منة في حياتنا العملية من خلال تسخير المادة وتحويلها .. اما قوانين المادية الجدلية ياسيد سعيد فتختلف اختلافا جذريا حين نرتدي الجلود عن ارتداء المعاطق واذا ركبنا الطائرات او رجعنا لركوب الجياد والا كيف اختلف العصور عن بعضها البعض وتمايزت بكل هذا الاختلاف ..اما كلمات لاتعي ولاتعرف فارجوا عدم تكرارها لان الذي لايعي لايكتب هكذا مقال ..


3 - الماركسية تبقى رائدة طالما نحن نعيش العمل الماجور
علاء الصفار ( 2016 / 2 / 13 - 13:00 )
تحيات!
اسمع كثيراً عن تعريف الماركسية والثورة البلشفية وكومونة باريس,يصرح البعض ان الماركسية يجب ان تتطور مع الواقع الحالي وتضرب الامثلة عن الربورت والبوارج العملاقة والنفط وصناعاته و تاثيراته في البورصة وكيف أن النفط يمكن ان يسقط دول تتصارع من اجل البقاء, سواء في دولة متخلفة ام اسقاط جمهورية في روسيا. ارى ان الصراع الاقتصادي هو ذاته من زمن قال وبله كما يقال! فالقلاع القديمة في الزمن البدائي كانت تحاصر اقتصادية وبقطع منابع المياه, اما اليوم فتسقط الدول بالحصار الاقتصادي ومنع النفط او التلاعب باسعاره, فالماركسية ليس بعيد عن هذه الامور, كما لم تكن سبارطة أو مملكة سبأب بعيدة عن الصراع من اجل الوجود, الجميع يصرخ ان الزمن قد تغير وان الماركسية يجب ان تتطور لكن العجيب لا يظهر رجل عملاق كماركس ام انجلس بل ولا حتى بمستوى لينين ليخرج بالجديد وليقدم بيان يناسب العصر* لو كنتم صادقون في ان الزمن تغير ويحتاج لبيان جديد* فهذا اما يعني ان الزمن (لا) تغير بل نحن نعيش دولة النظام الراسمالي بتطوراتها في البقاء مع الحروب و النهب, وأما ان العجز ذاتي! إذ لم يظهر للان عبقري كماركس كي يقود الصراع الطبقي!ن


4 - الاخ علاء الصفار الف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 2 / 13 - 15:24 )
نحن لم نقل بان الماركسية تلاشت نحن نقول ان قوى الانتاج قفزت قفزة هائلة تطورت معها كل وسائل البشرية وخلقت مجتمعا جديدا يختلف عن المختلف السابق بكل تفاصيلة كيف نتعامل مع هذا الواقع ...هذا ماسنكتبة في تفاصيل المقالة لنرى الاختلاف مابين الماركسيين في تعاملهم مع الواقع حين تتغير قوى الانتاج باخرى جديدة

اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين في أورلاندو


.. فيديو: ابنة كاسترو ترتدي الكوفية الفلسطينية وتتقدم مسيرة لمج




.. Vietnamese Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الفيت


.. آلاف المحتجين يخرجون في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائ




.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط