الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و تذكر.........

سارة شريف النطار

2016 / 2 / 12
كتابات ساخرة


ترجف أصابع صابر أفندى بشدة، وتمتد الرجفة من أصابع قدمه إلى شعرات رأسه الأشعس، ينكمش فتتداخل كتل لحمه الضخمة داخل بعضها، فيصبح كأنه كومة واحدة .
إنه هو، بالتأكيد رجل من هؤلاء الذين أصبتهم بالنوبات الهستيرية من مواقفى البشعة، عاد لينتقم، يزداد الرعب، يدق قلبه بشدة، تصل حرارة الدم إلى سالب عشرين، ويتذكر .....
شجاره منذ يومين مع زوجته فانيليا إثر ضياع ريموت التلفاز، الذى تنساه دائما موضوعا على الكوميدينو قرب السرير، كلما ذهبت لتنظف غرفة الأطفال، خشية أن يغير صابر أفندى القناة عن مسلسلها المفضل " سعاد ومحرم واللى كان كان " كلما فتحت باب الغرفة تتراجع بها الذاكرة عشر سنين للوراء، عندما ذهبا معا بعد سنة من زواجهما، لإستشارة الطبيب عن تأخر الإنجاب فقال أنهم يحتاجون إلى عملية تتكلف عشرة ألاف جنيهات، جزع صابر أفندى وترقرقت الدموع فى عينيه، عندما تخيل أنه سيسحب عشرة ألاف من حسابه المائة ألف، وأقر أن هذا أمر الله ولا داعى لإنفاق المال بغير حساب. تنازع مع زوجته، صفعها صفعته، ركلته ركلها، ( من هنا من هناك ) تركت له البيت كأي امرأة قوية معتزة بنفسها، وعادت بعد ثلاث ساعات، منكسة الرأس، فأمها وأبيها قد توفيا منذ زمن فذهبت إلى أختها ظريفة ، لتبقى لديها يومين لكن زوجها لطيف، لم يظهر ترحيبا، إنه أمر قديم عندما خطب لطيف أختها ظريفة، وبعد ستة أشهر من الخطبة أجرت فانيليا مكالمة هاتفية له فى مكان عمله، فرد عليها أحد زملاء العمل، و أوكلت له فانيليا أن يوصل تلك الرسالة "بتؤلك فانيليا أخت ظريفة أوعى تنسى علاج الضغط بتاع ماما هاته مع عينات الدوا المجانية اللى بتخنصرها من الشركة". رفد لطيف، حزنت ظريفة، وسكتت فانيليا.
نعود الآن لفانيليا، ذهبت إلى أختها بعد أخر شجار و تحملت حتى يعرف صابر أفندى قيمتها. نعود الآن إلى صابر أفندى سنجده كما هو لكنه فعلا نادم على ما فعله، وتذكر ما فعلته فى أخر موقف كهذا، كانا كعادتهما يغوصان فى النوم، حينما شعرا بوجود حركة غير مألوفة فى البيت ، ساورهما الشك، تقلبت عيونهما فى جميع النواحى للتفكير فى سبب الحركة، يقترب، يزداد العرق، ويبدأن بمراسم الاحتضار، وفجأة تصرخ فانيليا بشدة، فأجمعت كل أهالى الحى يدقون الباب و هاجت الدنيا و ماجت، دخل الأهالى و تتبعوا مصدر الصوت حين وجدوا الفاعل، يقف منكمشا يرتعش إلى جانب الحائط، إنه فأر مسكين! يتحسر صابر أفندى عندما يتذكر أنه لا يملك صوت فانيليا العالى الرفيع أو ( المسرسع ) المزعج .
يقترب أكثر فأكثر، يرفع يده، يستعد للإنقضاض ( أوب يطلع مين أستاذ لطيف بيشارك فى خطة عشان يعرف قيمتهاو تحل عنه كفاية كده ،) ابتسم صابر أفندى، طلق فانيليا، وانتحر لطيف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا