الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فعلا أوقفت المرجعية الدينية رسائلها السياسية الى الحكومة؟

ضياء رحيم محسن

2016 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


سؤال يربك سياسيي المنطقة الخضراء، وفي نفس الوقت ينشغل به كثير من المراقبين السياسيين، بالإضافة الى شعور المواطن بوجود شيء تخفيه المرجعية الدينية الرشيدة؛ بما عُرف عنها من حكمة في كيفية إدارة مواقفها تجاه الآخرين، فللأسبوع الثاني يخرج علينا ممثل المرجعية الدينية في خطبة الجمعة المقامة في حرم الإمام الحسين (عليه السلام) دون أن يتطرق الى الجانب السياسي والوضع الإقتصادي في البلد، وكأن المرجعية لا تهتم بما يجري في العراق.
فهل فعلا أن المرجعية لا تهتم لما يجري في العراق من أزمات ليس أقلها شأناً الوضع الإقتصادي المتردي، بسبب إنخفاض أسعار النفط، وتخبط الحكومة في قراراتها التي تتخذها، بل نراها تتخذ قرارا وتتراجع عنه بعد مدة.
من يلاحظ خطبة المرجعية السابقة، يرى بأن ممثلها تلا دعاء الثغور؛ وهو من الأدعية المأثورة للإمام زين العابدين (عليه السلام) في الدعاء لمن يقاتل في سبيله تعالى شأنه وجل أمره، في حين أنه تلا في خطبة الجمعة التالية، كتاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لواليه على مصر مالك الأشتر في كيفية إدارة شؤون الحكم.
هنا يتبادر الى ذهن المستمع الفطن ماذا تريد المرجعية بهاتين الرسالتين؟ ولمن وجهتهما؟
إن المرجعية أب يخاف على أبناءه حتى العاصين منهم، من هنا فهي من غير الممكن أن تتركهم بدون توجيه، الذي حصل أنها أرادت فقط أن تؤدبهم بالطريقة الصحيحة، فجعلت جميع أبناؤها يدعون لمن يقاتل في جبهات العز، عصابات داعش الإجرامية، ويدعون لهم بالنصر المؤزر لنصرة الدين الحنيف، في حين أنها بقراءتها لكيفية إدارة الحكم، أرادت للحكومة أن تتعلم الطرق الصحيحة في كيفية إدارة شؤون الحكم.
في كتابه لمالك الأشتر، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): ((إن شر وزرائك من كان قبلك للأشرار وزيرا، و من شركهم في الآثام فلا يكونن لك بطانة فانهم أعوان أثمة و إخوان ظلمة و أنت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم و نفاذهم و ليس عليه مثل آصارهم و أوزارهم و آثامهم ممن لم يعاون ظالما على ظلمه، و لا آثما على إثمه أولئك أخف عليك مؤونة وأحسن لك معونة وأحنى عليك عطفا وأقل لغيرك إلفا، فاتخذ أولئك خاصة لخلواتك و حفلاتك ثم ليكن آثرهم عندك أقولهم بمر الحق لك و اقلهم مساعدة فيما يكون منك مما كره الله لأوليائه واقعا ذلك من هواك حيث وقع. من ينبغي ان يجالسهم و الصق بأهل الورع و الصدق، ثم رضهم على ان لا يطروك و لا يبجحوك بباطل لم تفعله فان كثرة الإطراء تحدث الزهو و تدني من العزة)).
بقراءة متمعنة للرسالة نجد أن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) يحذر واليه من إتخاذ من كان وزيرا في السابق، وزيرا له، ذلك لأنهم يضرونه أكثر ما ينفعونه، وأن هناك من هو أفضل منهم، من هنا فعلى رئيس الحكومة أن يقوم بما أوصى به أمير المؤمنين، ولا يتخذ من الفاشلين ووزراء الحكومة السابقة ومستشاريها، وزراء ومستشارين له، لأنهم سوف يقودون البلد الى الفشل المريع.
نستخلص مما سبق أن المرجعية الدينية، لم تترك خطابها الأسبوعي الى الحكومة، بل إستبدلته بخطاب أخر أقوى منه، يكون له وقع أقوى على آذان رئيس الحكومة، وعليه بالتالي أن يأخذ بهذا الدرس ولا يهمله، لأنه في تصورنا أن هذا أخر درس له؛ وإلا فإن النتيجة ستكون الرسوب في الإمتحان، ومن يرسب في إمتحان المرجعية لن تقوم له قائمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي