الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيليون في كردستان قضية مُعلقة

صادق المولائي

2016 / 2 / 13
حقوق الانسان


الفيليون في كردستان قضية مُعلقة

بقلم/ صادق المولائي

يُعاني الفيليون من جُملة مشكلاتٍ ومعوقات في تعاملاتهم الإدارية في كردستان، حتى باتَ الفيلي يَشعُر وكأنه لا يُعد كردياً وفق تلك الإجراءات، التي تَفرُض عليه في كل صغيرة وكبيرة جلب ورقة تأييد من قبل أحدى المنظمات الفيلية لتمشية معاملاته وأموره، ناهيك عن معاناة أخرى عند مروره من سيطرات كردستان حتى وان كان من سكنة مدنها وحاملاً (الكارت الزانياري).

البعض يعتقد ان هناك حاجة لمؤسسة او مكتب يَرعى شؤون الفيلية ويتبنى تمشية أمورهم. انا شخصياً لا إعتراض لدي إزاء تلك الخطوة، ولكنني أعتقد ان الحاجة الفيلية الرئيسة لا تكمن في تلك الخطوة مادامت الإجراءات ذاتها، وربما تكون أشد وفق قوانين وضوابط جديدة قد تُستحدث لذلك المكتب.

أعتقد ان المشكلة بكل حيثياتها تُشير الى ان الإدارة السياسية في كردستان لم تحسم أمرها بعد إن كان الفيليّون كرداً أو جالية من ملةٍ أخرى غير كردية، لذا فإن الحاجة الرئيسة والأساسية قبل كل شيء تكمن في الإعتراف بالهوية الكردية للفيليين كضرورة لحسم الأمر، وان يقوم بعدها الإعلام الكردستاني بتسليط الضوء اللازم على الهوية الكردية للفيليين وتأريخهم وتراثهم وفلكلورهم وتقاليدهم بالإضافة الى تناول شخصياتهم من المثقفين والأدباء والفنانين والرياضيين والرموز السياسية والإجتماعية وغيرهم كجزء من أعلام الأمّة الكردية، وذلك بإعداد تقارير وبرامج تثقيفية وتعريفية عن الفيليين وحوارات مستمرة مع شخصيات فيلية مثقفة، كونها تُساعد على الإندماج الإجتماعي وتقوية اللحمة بين الكرد كأمة، التي تبدو أنها بحاجة للتأهيل بسبب تنامي التطرف العنصري بالشكل المذهبي والعشائري والمناطقي والحزبي، التي تركت الأبواب مفتوحة أمام التفكك التي بسببها قد يدفع الكرد الثمن باهظاً جدّاً.

الجديرُ بالذكر ان الفيليين قد قدموا للحركة الكردية التحررية الكثير من التضحيات على مدى عقودٍ من السنين الغابرة، فضلا عن الأذى البليغ والضرر الجسيم الذي لحق بهم، وبالأخص في فترة حكم حزب البعث، الذي صب جام غضبه على الفيليين بالقتل والتهجير ومصادرة الأملاك والأموال وتسقيط جنسيّتهم، إنتقاماً منهم لمواقفهم المساندة للحركة الكردية ودعمهم لها بالشباب والأموال والمساعدات العينية وغيرها، بذلك كانوا الضحية الأولى لتنال مُدن كردستان حقوقها المشروعة رغم ان غالبية الفيليين يسكنون المناطق الوسطى من العراق.

ان كل تلك التضحيات التي قدمها الفيليّون كانت بدافع الشعور القومي الذي حرك فيهم الضمير والمشاعر لدعم كردستان، رغم انهم لم يكونوا من سكنة مدنها ورغم الإختلاف المذهبي، ولا يمكن لأي عاقل ان يُقدم سبباً آخر غير الشعور القومي لإتخاذ مواقفهم الداعمة لكردستان.
ان ترك الأمر على ما هو عليه لا ولن يكون في صالح الأمة الكردية، لأنه سيبقي الأبواب مفتوحة أمام شتّ الرياح لتلعب بها، ولا أعتقد ان هناك من يمكنه السيطرة على تلك الرياح التي تعصُف بالمنطقة، أو محصناً منها، وان الرهان على دعم أطراف خارجية لا يمكن له أن يحقق البديل عن التلاحُم المصيري لأبناء الأمة الكردية في أجزاء كردستان الممزقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع