الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي نار لأدخنة تونس

هيثم بن محمد شطورو

2016 / 2 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


انـشغـل الرأي العام التونسي في الأسبـوع المنـقـضي بشحنة الأسلحة الوافـدة عبر البحر على متن حاوية كبيرة الحجم شأن حاويات السفـن و التي دخـلت تحت عنوان شحنة لمستـثمر أوربي. الحادثة الاخرى التي تم الكـشف عـنها مؤخرا تـخـص شحنة أحـزمة ناسـفـة و متـفـجرات تم ضبطها على متـن طائـرة مدنية قـادمة من كاليفورنيا في الولايات المتحدة رمز الشر في العالم. كما انه تـدور احاديث مشوبة بالقـلق تجاه استبعاد أربع إطارات كبرى من المخابرات التونسية وسط أجـواء من التـشكـك و الريـبة في الحكـومة شبـيهة بما كان عـليه الحال زمن الترويكا و إن كان الأمر لا يـزال بـدرجات أقـل حـدة. فـزمن الترويكا النهضاوية الاسلاموية تـرسخ الاعتـقـاد أن حاميها حراميها و أن القائمين على أمور الدولة هم قائمون على أمور تخريـبها.
إحساس من الغـرق في دوامة من رياح الشك و الريـبة خاصة بعـدما تـم القـبض على الأمني "عصام الدردوري" الذي كـشف في برنامج تـلـفـزيـوني عن ثـغـرات رهيبة تمثـلت في إفـراج القضاء التونسي عن إرهابي قـد تم التـثـبت من تورطه الكامل في قـضية "باردو" الإرهابية. و للتـذكير فإن السيد "عصام الدردوري" يحضا بارتياح عام لدى الرأي العام نـظرا لكـونه يحمل صفات المصداقية و الإقـناع إضافة إلى ملامح وجهه التي تجعـلك أمام رجل قانـون و ليس رجل أمن. كان قـد بـرز مثل غيره من قيادات النقابات الأمنية زمن الترويكا حيث تعلـقـت بهم العـقول لكـونهم قـدموا صورة الدولة و المؤسسة الأمنية الشريفة حين ساد الاعتـقـاد أن الدولة تحولت إلى عـصابات فـاشية طائـفية لا علاقة لها بتـونس و الشعب و الثورة، و إنما بدوائر أجنبية مختـلـفة.
و مع ذلك فان الاحتجاجات الشبابـية لازالت متواصلة و إن كان الأمر قد احتكم إلى المعقولية و الهدوء و التحجيم لممثلي المعطلين عن العمل فـقـط. لكن برغم استمرار سيطرة الملف الاقـتـصادي على الانشغالات العامة، إلا انه يبدو أن أحـداث الأسبوع الأخير قـد مالت بالرأي العام نحو الاهتمام بالمسالة الأمنية، خاصة في أجواء الخوف و الرفض للحـرب القادمة المحتملة للحلف الأطلسي على ليبيا. خوف من الفوضى التي قـد تمتـد إلى تونس، و خوف من تـدفـق الليـبـيـين بأعـداد لا يمكن تحملها، إضافة إلى الخوف من ارتـفاع الأسعار كـنـتيجة لارتـفاع الطلب. أما الموقـف من ليبيا ذاتها فانه يشهد انـقـساما بين الرأي القائل أن الليـبـيـين مسئولين قبل غيرهم عما وصلت إليه الأمور نتاج الجهل و الانـتـقامية و الاحتكام إلى السلاح بدل الاحتكام إلى العـقـل، و بين الرأي الذي يرفض تدخل ما يسمونه بحلف الشر و المصائب في ليـبيا.
فهل سيتم ضخ جـرعات أقـوى من مضادات الثورة بحيث يـتوهمون إعادة السيطرة على المصائر و الأقـدار؟ وسط الحالة التخـديـرية العامة الشبيهة بالسديمية الغامضة نـتاج سرعة تـدفـق الأحداث المريبة التي تحيط الوضع بأجواء الخوف و الارتهاب من الآتي، يتأكـد البعـض من أصحاب الوعي الثوري ذوي النـفـوس القـوية الشجاعة أن الأمور تـتجه أكثر فأكثر نحو كشف جميع الـقـنوات الشيطانية التي تحاول الانـقـضاض على مصير الشعب و حريته، و يـتـأكـد البعـض الآخـر من العائشين كل يوم بيـومه أن الأمور تـتجه نحو الكارثة و التي يعبر عنها شعبيا بـ"البلاد داخلة في حيط". و طبعا فالإحـساس الشعبي العام يستـبـطن شيئا من الحـقيقة الكـلية بإحساسه العام. فكل ثورة تـكسر كل الجدران لتبني عالما جديدا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات