الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحبا أيها الحب!

طوني سماحة

2016 / 2 / 13
الادب والفن


مرحبا أيها الحب!
باسمك نحن اليوم نحتفل،
نقطف الورد الأحمر،
نشعل الشموع،
نشتري الهدايا،
ننظم الشعر،
نطبع القبل،
نطلق الأحلام لعنانها ونرسمها لوحات من الخيال،
نرتدي أجمل الثياب،
ونرتاد المطاعم ودور السينما.

مرحبا أيها الحب،
على اسمك يجتمع العشاق والأحباب،
بك يتوحد الغني والفقير،
الجاهل والعالم،
الرجل والمرأة،
الطفل والشيخ الجليل،
الصديق والعدو،
كلهم يغنون لاسمك اليوم!

لكن أيها الحب،
أخشى عليك أن تكون مثل الزوج المخدوع، أي آخر من يعلم:
سمعت ابن حارتنا الأمس يعقد صفقة تجارية ويقول لشريكه بعد أن ضمن الأموال في جيبه
"أحبك يا صاح، أحبك حبي لأخي ابن أمي وأبي"
وكلنا في الحي يعلم أنه خاصم أخاه وهو لا يكلمه منذ عشرات السنين.
سمعت صديقي يقول لصديقته "أحبكِ"، وما أن حصل منها على حاجته حتى رماها لدموعها وخيبتها.
سمعت الفقير يقول للغني "أحبكَ" حتى يحصل منه على قرض أو عمل.
سمعت رجلا يقول لطفل "أحبك" وما أن وثق الطفل به حتى اعتدى عليه.

هل تعلم أيها الحب كم أشعلنا أوطانا باسم الحب؟
هل تعلم كم من الشباب دفعنا للذبح باسم حب الوطن؟ أي وطن؟
هل تعلم كم بيتا دمرنا باسم الحب، وكم عائلة مزقنا، وكم طفلا يتّمنا، وكم امرأة رمّلنا، وكم قلب أم حرقنا من أجل حب الوطن؟

هل تعلم أيها الحب أننا باسم الله وغيرتنا وحبنا له قتلنا الناس؟
لأجل حبنا لله قتل واحدنا الآخر،
ولأجل حبنا لله ذبحنا بعضنا البعض،
وباسم حبنا لله سبينا النساء،
ولأجل الله بعنا الأطفال،
وباسم الله صنفنا الناس طبقات؟
ولكي نرضي الله كفّرنا كل من يخالفنا العقيدة؟

مرحبا أيها الحب،
بالأمس أدركت أن كلمة "مرحبا" أتتنا من السريانية وتعني "مار حبا" أي "الرب محبة"
أريد أن أعترف لك أيها الحب أني كثيرا ما قلت "مرحبا" لجاري قبل أن أكذب عليه،
وكثيرا ما ألقيت التحية على الناس "مرحبا" وأنا لا أعني ما أقول،
وكثيرا ما لبست قناع الكذب قبل أن أقول "مرحبا"
وكثيرا ما قلت لله مرحبا خوفا منه وليس حبا به،
وكثيرا ما خدعت وجاملت وبررت أخطائي بقناع "المرحبا".


سامحنا أيها الحب،
فنحن أضعنا البوصلة في حياتنا،
ظننا أن الحب هو الأخذ وليس العطاء،
ظننا أن الحب هو أن نمتع أنفسنا وليس أن نهتم باحتياج من نحب،
خيّل إلينا أن الحب هو فقط ما يملأ مشاعرنا دون التفكير باحتياج الحبيب،
افتكرنا أن الحب هو النار التي نشعلها لندفأ أنفسنا بها وإن بقي شيء من حرارتها نتصدق بها على من نحب،
قرأنا في قاموسنا أن الحب هو حب الذات، في الذات وللذات.

أيها الحب، الله محبة،
شمس الله تشتعل فتدفأ الناس وليس ذاتها،
العصافير تغني للوجود وليس لذاتها،
الينابيع تترقرق عذوبة للناس والحيوان والنبات وليس لذاتها،
الهواء العليل يفرح قلوب الناس وليس قلبه،
الورود تنبت لتسبغ على الحياة جمالا ليس لها،
وأخيرا حب الله لنا يريدنا أن يحب الرجل امرأته أكثر من ذاته وأن تحب المرأة رجلها أكثر من ذاتها.

سلام عليكم يا من تحبون وسلام لكم،
سلام الحب وطيبته،
سلام الحب وأطيابه،
سلام الحب وعفته،
سلام الحب وروعته،
سلام الحب ولطفه،
سلام الحب وصدقه،
سلام الحب واخلاصه،
سلام الحب وكرمه.

سلام عليكم يا من تحبون، فالله محبة،
اغرفوا من نبعه كيما تحبون،
وكلوا من خبزه،
وافرحوا بخيره،
وتمتعوا بسلامه.

سلام عيلكم يا من تحبون،
في عالم الحرب كونوا أداة السلام،
وفي عالم الأقنعة كونوا الحقيقة،
وفي عالم الكذب كونوا الصدق،
وفي عالم الكراهية كونوا الحب،
وفي عالم الجوع والعطش كونوا كسرة خبز وكأس ماء،
وفي عالم الحزن كونوا الفرح.

سلام عليكم يا من تحبون، مرحبا وألف مرحبا، الرب محبة، الله محبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف