الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنانة تفاحة إبراهيم والقبلة القاتلة

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

2016 / 2 / 14
الادب والفن


الفنانة تفاحة إبراهيم والقبلة القاتلة
نبيل عبد الأمير الرربيعي

عملت الفنانة تفاحة إبراهيم بداية شبابها في محل للخياطة في شارع الرشيد قرب تمثال الشاعر معروف الرصافي, صاحب المحل من الجنسية الإيرانية, وهي من مواليد بغداد ثلاثينات القرن الماضي, ذكر المخرج والفنان بدري حسون فريد في كتابه"قصتي مع المسرج ج1" في صفحة 100 قال : كنت أزور أخي مهدي الذي انتقل من المكان الذي يعمل فيه إلى مكان دكان خياط في شارع الرشيد قرب تمثال الرصافي حالياً, ومقابل سينما الحمراء الصيفي آنذاك... كان صاحب الدكان رجل إيراني أطلق على نفسه أو على محله اسم (ماجستيك) وقد عمل أخي عنده... وفي يوم من الأيام شاهدت فتاتين تعملان في الدكان نفسه بأعمال الخياطة البسيطة... وفهمت من أخي مهدي أن ديانة الفتاتين يهودية وكان شيء طبيعي ... وبتكرار ذهابي لأخي أن تعلقت واحدة من تلك العاملات بيَّ اسمها تفاحة إبراهيم... كانت في السادسة عشر من العمر", حتى استمرت العلاقة بين الأستاذ بدري حسون فريد وتفاحة, ولحب وعشق بدري حسون فريد للتمثيل والمسرح رغب أن تشاركه تفاحة في التمثيل أيضاً فسألها:
- هل تستطيعين أن تمثلي في مسرحية ما مثلاً.
- قالت:إذا كانت الظروف ملائمة.
وفي سنة 1946/1947 طلب الفنان والمخرج الراحل جعفر السعدي من بدري حسون فريد أن يعيد مسرحية (القبلة القاتلة) لعرضها على أحدى مسارح بغداد, وبحاجتها إلى العنصر النسوي النادر العمل في المسرح في تلك الأيام, طرح الفكرة على تفاحة إبراهيم فوافقت وعملت معهم في المسرحية, وكان دورها هام جداً في المسرحية, ذكر بدري فريد في صفحة 102 قال: وبالفعل قد تم لقاء جعفر وتفاحة في الثانوية المركزية, وعرف انها فتاة تحب المسرح ولكنها تحتاج إلى تدريب متواصل كي تتقن الإلقاء والتمثيل".
استمرت تفاحة إبراهيم بالتدريب والتمثيل وقد بذلت جهداً كبيراً في أن تحفظ الدور مبكراً وتتعلم بسرعة وحازت على إعجاب وتقدير بقية الفنانين, وكانت تفاحة تسكن في دار إحدى ازقة شارع الملك غازي في حي تسكنه عوائل يهودية عراقية أصيلة, وقد تم تقديم مسرحية (القبلة القاتلة) بدعم من جمعية بيوت الأمة في الكاظمية ونجحت المسرحية لطروحاتها الاجتماعية, ولكن تفاحة إبراهيم لم تقد إلا هذا العرض المسرحي الوحيد , وهي أول فتاة عراقية تصعد المسرح في ذلك الوقت بسبب العرف والعادات الاجتماعية التي تنظر للفنانة نظرة استزغار واحتقار.
بعد الضغوطات على يهود العراق من قبل الحكومة الملكية حقبة الأربعينات ومطلع الخمسينات هاجرت تفاحة إبراهيم عام 1951م إلى إيران ومن ثم إلى إسرائيل أسوة ببقية من هاجر في تلك الفترة بين الهجرة والهجرة القسريّة بعد صدور قانون إسقاط الجنسية العراقية عن يهود العراق في عهد رئيس الوزراء توفيق السويدي ومن ثم مصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة .

المصدر
بدري حسون فريد – قصتي مع المسرح – المجلد الأول,ص100, بغداد, دار الشؤون الثقافية العامة,ط1, 2006.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية دفع ترامب أموالا لممثلة أفلام إباحية: تأجيل الحكم حتى 1


.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر




.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية


.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي




.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان