الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعِش ... الذَريعةُ والغِطاء

امين يونس

2016 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


كَم أتمنى أن تنتهي حكاية داعش سريعاً ... حتى يكُف حُكام بغداد وأربيل ، عن إستخدامها حجّةً وذريعةً ، لتأجيل كُل إصلاحٍ جذري . كَمْ أتمنى زوال داعش في أقربِ وقت ، ليكُف المتسلطين على رِقابنا ، من جعلهِ قميص عُثمان ... كُلّما طالبنا بِحَقٍ من حقوقنا .. أبرزوهُ في وجوهنا ! .
أحياناً تُراودني هواجس ، من أن السُلطة عندنا ، لاتُريد في الواقِع ، نهايةً سريعة لِداعش .. كما ان صانعي داعش [ الغَرب والفِكر السَلَفي والبترودولار ] ، لايريدون القضاء على صنيعتهم ، الآن . فلم يكتمل الدَور المُناط بهِ بعدُ ، أي بداعش ، فما زالتْ هنالكَ بعض أطلال البُنى التحتية ، في سوريا والعراق وليبيا واليمن .. يجب تدميرها بالكامِل . ومازالَ بعض الناس في هذهِ البُلدان ، لم ينغمسوا في مُستنقع الحروب الطائفية والمذهبية والقومية .. فيجب جّرهم إلى ذلك جّراً ! .
هذا بالنسبة إلى " العّراب " الأمريكي الغَربي ، وذيولهم الخليجية والتركية . أما حُكام بغداد وأربيل ، فمن مصلحتهم ، ان لا يتمزَق غِطاءُ داعش سريعاً ، فتحتَ ذلك الغطاء ، تُمارِس المافيات ، أقذر أنواع التجارةِ وتجني الملايين يومياً ... وبواسطة الغطاء هذا ، تتُم المتاجرة بقضية الوطن والسيادة ، وبذريعة نفس الغطاء ، تنهمر المساعدات الدولية ، العسكرية والنقدية ... الخ .
يُقالُ لهم : كفى ... ينبغي وضع حدٍ للفساد المُستشري . يجيبون : لانستطيع ان نفعل ذلك الآن ، بسبب وجود خَطر داعش ! .
يُقال لهم : يجب تفعيل دَور البرلمان ، وتشريع قوانين مُلزِمة ، خاصة بإصلاحاتٍ جذرية حقيقية . يقولون : هذا ليس الوقت المُناسِب ، حيث خطر داعش مُحدق ! .
يُقال لهم : ينبغي مُحاسبة الفاسدين الناهبين السُراق ، وتنظيف " الدَرَج مِنْ فَوق ثم نزولاً " . يقولون : وهل من المعقول ان نفعل ذلك في هذه الظروف العصيبة ، حيث تتربصُ بنا داعش !؟.
يُقال لهم : السُلطة في بغداد وأربيل ، أثبتَتْ فشلها الذريع ، في إدارة البلد ، وعجزها المُشين في المُحافَظة ، على أمن وكرامة المواطن ... وينبغي تشكيل حكومة طوارئ من التكنوقراط من المستقلين ، بإشرافٍ دولي ، لمدة سنة او سنتَين ، ثم إجراء إنتخابات نظيفة وبإشرافٍ دولي أيضاً .
يقولون : ان الذين يرددون مثل هذه الأقوال ، خَوَنة مرتبطون بأجندات خارجية ... إذ كيف تستقيل الحكومة ونحن في حربٍ شَرِسة ضد داعش !؟.
يُقالُ لهم : أعيدوا الأموال الضخمة التي نهبتموها وهرّبتموها الى البنوك الأوروبية والأمريكية .. وسّددوا الرواتب المتأخرة والديون المُستحَقة ، لكي تدور عَجلة الحياة ثانيةً . وكّفوا عن الإستجداء من هذا وذاك . يجيبون : هذهِ مُبالغات ، فليستْ هنالك أموال عائدة لنا في الخارِج .. إذ أنكم لاتقّدِرون مدى كُلفة الحَرب الطويلة ضد داعش ... لقد صرفنا الكثير على التسليح والعتاد والمُعدات ومصاريف أخرى غير منظورة ... وما تُقدِمه البلدان الأجنبية من دعم ، لايكفي أبداً . ان الحرب ضد داعش باهظة الثمَنْ !.
................................
لنفترِض ان البقية الباقية من مُدن الأنبار ، تحررتْ ، وكذلك الموصل وملحقاتها ، والحويجة وتوابعها ... فعلى ماذا سيتعّكَز أصحاب السُلطةِ في بغداد وأربيل ، في سبيل إدامة مصالحهم الشخصية والحزبية ، والتي تتوازى ، مع مصالح صانعي ورُعاة داعش ؟ .
كُلهم لايريدون نهايةً سريعة لداعِش .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دون كيشوت....كوردي
صلاح البغدادي ( 2016 / 2 / 14 - 12:22 )
اخي امين ،اما تعبت،اما مللت،اما اصابك الاحباط
لافائدة...والله العظيم وب(العباس) لافائده
نحن امة من غنم سلمنا رقابنا وبملء ارادتنا للجزارين
انتخبنا في بغداد واربيل،من ذبحنا وسرقنا
ويا ابن يونس بعد الف مقال كتبته يدكم الكريمه
سنعيد انتخابهم...لافائدة
يادون كيشوت كوردستان...ان الاوان بان نعلن
استسلامنا
في بغداد يقولون الهزيمة ثلثين المراجل،لنحتفظ على الاقل بهاذي الثلثين ونعلن
هزيمتنا....
تحية من مهزوم الى من عنده امل بان ننتصر على الهزيمة...تحية الى امين يونس


2 - لن ... ولن
امين يونس ( 2016 / 2 / 14 - 13:55 )
عزيزي الاستاذ صلاح البغدادي
أنا وانتَ ... إنهزمنا من الخارِج ... لكننا لم نُهزَم من الداخل ، من دواخلنا .
ومادُمنا لم نُهزَم من الداخل ... فهنالك ثمة أمل بعد.. ( ما طول بالرِيّه نفَسْ )
محبتي وإحترامي


3 - طيب ما السبب ياعمو أمين ؟
س . السندي ( 2016 / 2 / 15 - 03:05 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي أمين وتعقيبي ؟

1: يقول الصحفي البريطاني إريك أرثر { الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والخونة والمحتالين ليس ضحية بل شريكاً معهم في الجريمة ؟

2: مايحدث في بلداننا وأوطاننا ولإنساننا هو هو ولم يتغير شيء منذ 1436عام { السلب والنهب والقتل والاغتصاب وتقديس الجهل والفسق والارهاب } صح ؟

3: وأخيراً يقول السياسي البريطاني المخضرم ونستون تشرشل عن الاسلام 1899 ..؟
ما أرهب تلك اللعنات التي جلبها الاسلام على أتباعه ، فبالإضافة على التعصب المجنون والذي يشبه في خطورته على الانسان خطورة داء الكلب ، فإننا نجد نوماً مخيفاً من اللامبالاة القدرية والتي لها أثار واضحة على الكثير من البلدان ، عادات مستهترة وأنظمة فاسدة وطرق إقتصادية متكاسلة وإنعدام الأمن والامان على الممتلكات والإنسان ، كل هذه توجد حيث تواجد أتباع محمد ، فهل أنا غلطان ، سلام ؟

اخر الافلام

.. هل ينجح الرئيس الإيراني المنتخب بتنفيذ وعوده؟


.. الحوثيون يطلقون -الطوفان المدمّر-!! | #التاسعة




.. روسيا والصين تنهيان الهيمنة الأميركية.. أين تقف الهند؟ | #ال


.. بريطانيا.. رئيس الحكومة الجديدة يتعهد بالتغيير | #غرفة_الأخب




.. مسؤول أمريكي: الغضب المتصاعد تجاه أمريكا بسبب دعمها العسكري