الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة على التخوف أوربي من المهاجرين واللاجئين

بهجت العبيدي البيبة

2016 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ترفض الشعوب الأوربية جميعها دون استثناء تدفق اللاجئين إلى بلدانها، لا يستثنى منها شعب، يمكنك، عزيزي القارئ، أن تطالع عن استقبال شعبي للاجئين السوريين في بعض البلدان الأوربية، وبالفعل حدث ذلك الاستقبال، ولكن لو تم التدقيق في تلك الصور التي بثتها وسائل الإعلام المختلفة، فستجد ذلك لا يتعدى بضعة آلاف من مجموع سكان تلك البلدان الذي هو ملايين، لا أشكك في تلك العاطفة التي تنتاب الأوربيين تعاطفا مع المشردين في بقاع العالم المختلفة، ولا أنفي عن هذه الشعوب الأوربية قلبا يتحسر على ما يعانيه بعض أبناء الجنس البشري أو بالأحرى الكثير من أبناء هذا الجنس، ولكني أريد هنا أن أضع النقاط على الحروف وأن أجلي الصورة جلاء حتى لا يظل المجموع العربي مخدوعا، بتلك الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام ولا تلك الدعاية التي بعمل على ترويجها الكثيرون لأكثر من هدف يأتي على رأسها: إنزال الأوربيين منزلة حسنة، والنزول بالشعوب الأخرى نزولا مزريا، وربما مس الصواب الهدفين شيئا من الصواب.
هناك ضيق شديد من الأوربيين بسبب ذلك التدفق من اللاجئين إلى قارتهم العجوز، فالأغلبية العظمى من الشعب الأوربي لا تريد استقبالهم، خاصة وهم يأتون من ثقافة ترفضها العقلية الأوربية، حيث أن الشائع عن تلك الثقافة التي هي العربية والإسلامية أنها لا تؤمن بعدة ثوابت هي عند الأوربيين الأسس التي تقوم عليها مجتمعاتهم، يأتي على رأسها الديمقراطية، التي هي متهمة لدى قطاعات عديدة من أبناء عالمنا العربي، الذي يدفع بأبنائه دفعا لطلب اللجوء أو الهجرة، ثم فكرة التعايش وقبول الآخر التي تعاني معاناة قاسية في العقلية العربية والإسلامية، أما المرأة ومكانتها في المجتمع الغربي والذي يحاول جاهدا تعويض جنس المرأة ما تعرض له من ظلم على مدار التاريخ، فيعلي من قيمتها إعلاء، يرى في النظرة الإسلامية والعربية ارتدادا شديدا عنه، ولا يستطيع أن يتقبل أن يرى إحداهن وقد ارتدت الحجاب، أو زادت على ذلك فكان النقاب خيارها، والذي يرى فيه الأوربي ظلم وظلاما، وإن كفله القانون.
أما ثالثة الأثافي في الرفض التام من قبل الأوربيين للأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة فيتمثل في العامل الاقتصادي، الذي هو حاسم في هذه القضية، فإن عموم الشعب الأوربي يرى أن الأجانب وعلى رأسهم اللاجئين يرهقون اقتصادهم، ويأخذون، دون وجه حق، أموالا من الدول التي تستضيفهم، قد تعب وبذل فيها المجهود المضني، هذا المجهود الذي كفل له حياة كريمة، لا يمكن أن يكتب لها الاستمرار، إلا ببذل الجهد والعرق، وفي ذات الوقت، لا تمنح ثمرتها هكذا بكل سهولة، كما ترى تلك الشعوب معارضة ساستها الذين، بسبب القانون الدولي يفتحون أبواب بلدانهم صاغرين لهؤلاء الذين تطحن بلادهم رحى الحروب.
وقبل كل ذلك يأتي خوف الأوربيين على مستقبل أبنائهم، حيث أن جميع دول القارة العجوز تعاني بسبب البطالة التي تتفاوت من دولة لأخرى، ولكن تتفق جميعا في أنه هناك عددا كبيرا من بين أبنائها وكذلك من الوافدين لا يجدون فرصة عمل، وهذا ما يؤرقهم أرقا شديدا، ويدفع في صف عدم الترحيب بكل المهاجرين إلى أوربا، وعلى رأس هؤلاء اللاجئين الذين يمثلون الآن عبئا كبيرا على خزينة تلك البلاد، تلك الخزينة التي يرى المواطن لنفسه فيها الحق الأول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل