الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة من سفر التطور – 8 – ال 4 التي تأتي بال 1.

نضال الربضي

2016 / 2 / 14
الطب , والعلوم


قراءة من سفر التطور – 8 – الـ 4 التي تأتي بالـ 1.


على كوكبنا الأرضي، هذهِ النقطة ِ الزرقاء الباهتة في الكون كما كان يحلو لكارل سيجان أن يسمِّيها ، ثمانية فاصل سبعة بالعشرة مليون نوع من الكائنات، كل نوع ٍ فيها فريد ٌ، متميزٌ عن النوع الآخر، واحد ٌ، 1، لا مثيل له!

كلما صعدنا من النوع نحو الجنس ِ الذي ينتمي إليه وجدنا لهذا النوع إخوة. كل أخ هو نوع آخر، و مجموع ُ الإخوة اسمهم الجنس.

لنوع الشيمبانزي أخ هو نوع البونوبو، و الأخوان ينتميان إلى الجنس Pan، أما الإنسان العاقل أي: نحن، فلا نوعا ً أخ ٌ لنا اليوم َ و الآن، لذلك فنحن ُ النوع الوحيد المُنضوي تحت الجنس Homo. لم يكن الحال هكذا فيما مضى، فلقد عاصر نوعنا نوعا ً أخا ً لنا اسمه: إنسان النياندرتال، عشنا مع إنسان النياندرتال في أوروبا صراعَ بقاء، صدناه و آذيناه و دفعناه ُ خارج مناطق صيد الطرائد و قضينا عليه، هذه إحدى نظريات انقراضِه، بينما نظرية ٌ أخرى تقول ُ أنه ُ فشل َ في التَّكيُّف مع البيئة و الطقس خصوصا ً أن مجموعاته كانت لا تتَّصل ُ ببعضها البعض و لا تتعاون، بعكس مجموعات ِ نوعنا التي كانت تتحالف و تتعاون (و إلا لما نشأت القرى و المدن و الدول).

الأنواع المنضوية تحت نفس الجنس تنحدر من سلف مشترك ٍ واحد كان أصل جميعِها. لم يكن هذا السلف منتميا ً لأي نوع ٍ منها، فهو يحمل الصفات البيولوجية التي تتيح لكل الأجيال الخارجة ِ عنه أن تتطور لتتحول إلى أنواع ٍ أخرى، و عليه فهو أبو هذه الأنواع و أمها، لكنه ليس أي واحد ٍ منها.

إذا صعدنا فوق الجنس وجدنا: الفصيلة أو العائلة، و هي التي تجمع الأجناس المتشابهة. جنس الـ Pan يشترك مع جنس الإنسان Homo في نفس العائلة، و يشترك معنا أيضا ً جنس الغوريلات Gorilla، و جنس إنسان الغاب البرتقالي الأورنجتان Pongo. عائلتنا الجميلة ُ هذه تسمى عائلة: القردة العليا، Great Apes، أو Hominidae.

للعائلة الواحدة سلف مشترك ٌ بينها جميعا ً، و كالسابق ِ شرحُه ُ لم يكن منتميا ً لأي نوع ٍ تحتها، لذات ِ السبب ِ و هو أن هذه الأنواع لم تكن موجودة ً بعد، لكنها ستأتي من الأجيال المُتناسلة التي هو أصلُها. هذا السلف أيضا ً من خصائصه البيولوجية تطورت الأجيال اللاحقة لينحدر منها أسلاف، كل ٌّ واحد ٍ منها أب ٌ و أم ٌّ لجنس ٍ واحد، و من هذا السلف تفرقت أنواع الجنس الواحد. لدينا الآن إذا ً سلف ٌ واحد للعائلة، أنتج َ سلفا ً لكل جنس، أنتج أنواعا ً مختلفة، كل نوع ٍ فيها فريد ٌ، واحد ٌ، 1.


تسمى هذه العملية: التطور.

(أود ُّ قبل أن أستكمل َ العرض أن أُورد َ حقيقة ً اعتراضية ً أرى فيها منفعة ً و تحفيزا ً للقارئ الكريم على التفكير باستحقاقات التطور من الأسلاف، و إن كانت لا ترتبط ُ بفكرة ِ المقال الرئيسية. مفادُ هذه الحقيقة الاعتراضية هو التالي: تُفيدنا الدراسات ُ العلمية أن النوع نفسَه ُ ليس ثابتا ً أو نهائياً، فهو الآخر يتطور، و شجرة الأنواع التي لدينا الآن هي النتيجة بحسب الحاضر الذي نعيشه، و سوف تتغير ُ في المستقبل لتصبح الأنواع ُ نفسها أسلافا ً ستأتي منها أنواع جديدة. لا يوجد نتائج نهائية في التطور، الثابت الوحيد هو حتمية ُ التغير و التطور!).

يحدث ُ كل هذا التطور من خلال ِ آليات ٍ أربعة ٍ معروفة ٍ هي:

1. الطفرات الجينية Genetic Mutations:
الطفرة الجينية هي أي تغير يحصل في المادة الوراثية الموجودة في الخلايا. يحدث هذا التغير في نوعين من الخلايا:

- في خلايا الخط النسيلي germline(أو كما أفضل أن أترجمها: خلايا الخط التناسلي) مثل الحيوان المنوي (الحيمن) أو البويضة، و بالتالي يتمُّ توريثه للكائن الناتج عن التلقيح، و منه تنتج الأنواع الجديدة. كمثال: افترض حدوث َ تغير في المادة الجينية في الخلايا التناسلية لفرد ٍ من الطيور، و لنقل أن هذا التغير سيكون سببا ً في ظهور منقار ُ أطول في الكائن الناتج عن التزاوج. حينما يتم التزاوج بين الفرد الذي حدث فيه التغير و فرد ٍ آخر، فإنه الأول ينقل هذا الصفة الجديدة الخاصة َ بالمنقار الأطول إلى الأبناء، الذين بما أنهم امتلكوا الصفة من الأب أو الأم يستطيعون توريثها بدورهم.


- في خلايا الجسم غير التناسلية somatic: و هذا التغير مقصور ٌ على الفرد الذي حدث َ فيه، فعلى سبيل المثال، يتعرض س من الناس لمادة كيميائية يصبح بعدها شعرُه ُ أشقرا ً، يبدو أن هذه المادة قد غيرت في المادة الوراثية للخلايا المسؤولة عن لون الشعر. لكنها لم تُغير في خلايا الخط النسيلي و بالتالي لن يورث هذا الشخص هذه الصفة لأبنائه. هذا النوع من الطفرات لا يُساهم ُ في تطور الأنواع.

الطفرات عشوائية الحدوث بطبيعتها، لا قصد َ من ورائها، و لا خطَّة، و أودُّ هنا عزيزي القارئ أن ألفت َ نظرك َ إلى هذه النقطة ٍ المُهمَّة التي يُشكِّل ُ عدم ُ معرفتها خطأ ً كبيرا ً شائعا ً في فهم التطور، فالكثيرون يعتقدون أن الكائن الحي يُطوِّر ُ طفرات ٍ جديدة بطريقة مقصودة لأنه يحتاج هذه الطفرات، أي يعتقدون أن َّ الطفرة ابنة ُ الحاجة، و أن َّ الحاجة َ أنتجتها. هذا ببساطة ٍ شديدة خطأ ٌ و خطر ٌ في فهم التطور، و الأفلام السينمائية مسؤولة ٌ عنه بدرجة ٍ كبيرة.

الطفرات لا تأتي استجابة ً لحاجة، فلو احتاج َ الكائن ُ أن يطير لن تؤثر َ حاجتُه ُ هذه على الأجيال اللاحقة و لن يُطوِّر َ أجنحة ً، بل إن َّ كائنا ً آخر َ لا يحتاج ُ الأجنحة َ قد يتطوَّر ُ لتُصبح لديه أجنحة، فالطفرات ُ التي أنتجت الأجنحة عمياء. خير ُ مثل ٍ شعبي يُعبِّر ُ عن هذه الحقيقة قول ٌ كوميدي: الحظ لما يواتي، بيقلب الأعمى ساعاتي، أي الحظ يمكن أن يجعل الأعمى خبيرا ً في تصليح الساعات، الأعمى حقيقة ً لا يحتاج ُ إلى حظ ٍ يجعله فني تصليح ساعات لكن الحظ أتى رغما ً عنه، لقد كان يحتاج ُ إلى البصر لكن البصر لم يأت ِ، و هكذا الطفرات ُ مع الكائن ِ الحي، تأتي بانفصال ٍ و انعزال ٍ تامَّين عن الحاجة.

الطفرة مجرد ُ نسخ ٍ للمادة ِ الوراثية مع تغير، و أتعمَّد ُ هنا أن لاأقول أن هناك خطأ ً في النسخ، لأن الخطأ معناه أنْ من المُفترض تطابقُ المادة الوراثية عند نسخها بين المنسوخ و المنسوخ عنه، لكن الطبيعة َ تقول أنها تتغير و أن التغير َ إيجابي بالنسبة ِ للأنواع ِ التي تظهر و تبقى، و إلا لما نشأ الاختلاف ُ في الأنواع و لكنَّا حتى الآن مجرد: خلية واحدة تسبح ُ في البحر مع مئات ِ مليارات الخلايا المُتطابقة معها!

2. الانتخاب الطبيعي Natural Selection: ببساطة شديدة "البقاء للصالح" و أيضا ً "البقاء للأصلح" أي لمن امتلك َ صفات ٍ تسمح له بأن يستمر و يُنجب، فالصالح و الأصلح هنا من تكيَّف َ مع البيئة و تعامل َ معها بنجاح، أما النوع ُ الذي يفشل ُ جميع ُ أفرادِه ِ في إيجاد الغذاء أو في حماية ِ أنفسها أو في الإنجاب فسوف ينقرض ُ بالضرورة.

الانتخاب الطبيعي يُصدر الحكم َ على الطفرات، فمثلا ً لو امتلك َ كائن ٌ ما طفرة ً تُنتج ُ صفة َ متانة ِ الجسم ِ و قوَّتِه لكن افتقر َ إلى طفرة ٍ تُنتج السرعة، في بيئة ٍ مليئة ٍ بالمُفترسات من شتى الأنواع، فلن تُغنيه متانة ُ جسمه و قوَّتِه أمام الهجمات اليومية ِ المُتكرِّرة، و سوف ينقرض على الرغم من امتلاكِه لصفة ِ القوَّة.

بينما لو امتلك َ كائن ٌ ضعيف ٌ صفة السرعة، و خاصية التكاثُر ِ السريع و المواليد الكثيرة في المرَّة ِ الواحدة فسوف ينجو، فهو هنا "الصالح للبقاء" و الأصلح بين النوعين.

لاحظ عزيزي القارئ أن صفة َ القوَّة ِ نتجت عن طفرة ٍ لم يكن ِ الكائن ُ بحاجة ٍ إليها في هذه البيئة، و لربما كانت مفيدة ً في بيئة ٍ أخرى لكنها هنا غير ُ ذات ِ أهمِّية، فجاء ُ حكم ُ الانتخاب الطبيعي على الطفرة مُنسجما ً مع قدرة ِ الكائن على تطويع ِ البيئة ِ أو التكيُّف ِ معها، لا مع طبيعة ِ الطفرة نفسها.

3. الانحراف ُ الجيني Genetic Drift: يُقصد بهذه الآلية ظُهور ُ أفراد ٍ في النوع الواحد تتركَّزُ فيها صفات ٌ معينة تُشكِّل ُ مجموعة ً مُقتطعة من المجموعة الشاملة لصفات ِ النوع بينما تختفي باقي الصفات. و يُعزى سبب ُ ذلك لأمرين:

- تأثير عنق الزجاجة Bottle neck effect: و يُقصد ُ به أن تتسبَّب َ كارثة ٌ ما كزلزال مثلا ً أو مرض أو حرب، في انقراض ِ أفراد ٍ كثيرين من النوع الواحد يحملون َ صفات ٍ لا يحملها الأفراد ُ الآخرون، و بالتالي تنقرض ُ هذه الصفات و يبقى أفراد ُ النوع الباقين دون هذه الصفة.

كمثال: لو اعتبرنا أن الجنس َ البشري َّ مكوَّن ٌ من قبائل، و كانت إحداها تتميز ُ بوجود ِ صفة ٍ الطول بين أفرادها، بينما باقي القبائل متوسِّطة ُ الطول أو قصيرة، ثم َّ لسبب ٍ ما ضرب َ مرض ٌ قبيلة َ طويلي الجسم فانقرضوا قبل أن يتزاوجوا مع القبائل الأخرى، فعندها نكون ُ قد خسرنا صفة انتشار ِ الطول، و يبقى أن َّ علينا أن ننتظرَ طفرات ٍ عشوائية لتظهر َ الصفة ُ من جديد، إن ظهرت.

- تأثير الجماعة المُؤسِّسة Founding Effect: عندما تتزاوج ُ مجموعة ٌ صغيرة لا تحتوي على كل صفات النوع، مع بعضها البعض، سينتج ُ أفراد ٌ فيهم صفات ُ المجموعة فقط، و بالتالي لن تظهرَ صفات النوع ِ جميعها، فإذا استمرت هذه الأفراد في التزاوج ِ من نفسها مُنغلقة ً عن المجموعة ِ الكبيرة ستتركَّز ُ فيها الصفات المُؤسِّسة فقط، و ستخسر ُ التنوُّع، و مع الوقت ستُنتِج ُ أفرادا ً يُنتمون َ إلى نوع ٍ جديد لن يتمكَّن َ من التزاوج ِ مع النوع الأوَّل ِ الذي انحدر منه آباء و أمهات الجماعة المُؤسِّسة.


4. هجرة ُ المادة الوراثية Gene Flow: هب عزيزي القارئ أن تحالفا ً نشأ َ بين قبيلتين، تتميَّز ُ الأولى بذكاء ِ أفرادها الشديد، بينما الثانية بمقاومتها للأمراض، و قد نتج َ عن التحالف ِ مُصاهرات ٌ بين عائلات ِ هاتين القبيلتين. ستمتلك ُ المواليد ُ من الأجيال ِ الجديدة في القبيلتين الصفات الوراثية لكليهما معاً داخل جيناتها. يُسمَّى مجموع الجينات في الفرد Gene Pool أي "حوض الجينات" أو "بـِركة الجينات"،و لقد هاجرت المادة ُ الوراثية ُ للقبيلة ِ الأولى إلى الثانية من خلال زواج الأفراد، الذي بواسطته أيضا ً هاجرت المادة ُ الوراثية للقبيلة ِ الثانية إلى الأولى، فأصبح حوض ُ الجينات لكل ِّ فرد جامعا ً للمادة ِ الوراثية من القبيلتين، و بذلك أصبح أفراد القبيلتين أكثر ذكاء ً و مقاومة ً للأمراض في نفس الوقت.

هجرة ُ الجينات من أهم ِّ العوامل التي تضمن ُ تنوُّع َ الصفات في أفراد ِ النوع الواحد، و تضمن ُ له فرصة ً أفضل َ للبقاء و تُزوِّدُه ُ بمادة ٍ وراثية ٍ أشمل َ و أوسع َ تحصل ُ فيها طفرات ٌ جديدة ٌ مع كل ِّ جيل، تخدم ُ التطور.

و هكذا بتضافُر ِ جميع ِ العوامل ِ الأربع 4 بنسب ٍ مُختلفة في بيئات ٍ مُختلفة تحت ظروف ٍ مُختلفة، ينتج كل ُّ نوع ٍ فريد من الكائنات، أي ينتج ُ الـ 1، الذي لا يتطابق ُ معه شئ، لكن يُشبِهُهُ كُلُّ شئ، بدرجات ٍ تقل أو تزيد.


ختاما ً عزيزي القارئ أتمنَّى أن أكون َ قد نجحت ُ في تبسيط ِ مفاهيم َ بيولوجية ٍ مُعقَّدة بلُغة ٍ سلسة:
- تُقرِّبك َ إلى فهم حقيقة ِ التطوِّر و هي القناة ُ العلمية ُ المُثبتة ُ التي تَظهر ُ الأنواع ُ بواسطتها،
- و تفتح ُ شهيتك للاستزادة ِ من فهم ِ تاريخ ِ الأنواع ِ بشكل ٍ عام، و نوعنا البشري ِّ بشكل ٍ خاص،
- و تُحفَّزُكَ على أن تقرأ َ و تبحث َ بنفسك َ.


مصادر المقال، و قراءات مُوصى بها:
---------------------------------------
م1: عن كارل سيجان
نص عربي قصير: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%84_%D8%B3%D8%A7%D8%BA%D8%A7%D9%86

النص الإنجليزي الأشمل:
https://en.wikipedia.org/wiki/Carl_Sagan


م2: عائلة القردة العليا.
https://en.wikipedia.org/wiki/Hominidae


م3: آليات التطور الأربعة.
http://nectunt.bifi.es/to-learn-more-overview/mechanisms-of-evolutionary-change/


م4: توضيح عشوائية الطفرات و عدم ارتباطها بحاجة الكائن كدافع لحدوثها:
http://evolution.berkeley.edu/evolibrary/article/evo_18
http://evolution.berkeley.edu/evolibrary/article/0_0_0/evo_19


م5: أنواع الطفرات: vs somatic germline
http://www.pathologystudent.com/?p=8539

م6: إنسان النياندرتال:
https://en.wikipedia.org/wiki/Neanderthal









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يعطيك العافية
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 2 / 14 - 15:47 )
تحياتي للعزيز نضال
شرح مفهوم ومبسط الى حد ما .
البقاء لمن يستطيع التأقلم مع الظروف المحيطة ..
فهل سينقرض العرب قريبا؟!
خالص مودتي


2 - مقال رائع يضع العلم على مستوى أي انسان
سوري فهمان ( 2016 / 2 / 14 - 16:21 )
الغالي نضال مقال رائع يضع العلم على مستوى أي انسان تحياتي الأخوية


3 - الانقراض مسألة معقدة
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 15 - 05:50 )
يوما ً طيبا ً أتمناه ُ لك يا صديقي العزيز قاسم!

في سؤالك َ عن العرب خيبة ُ أمل ٍ كبيرة مردُّها إلى الفارق الهائل، و الهوَّة السحيقة بين العقول العربية الجبارة و بين الواقع الذي يشوِّه هذه العقول و يقيدها و يمنعها من الإنطلاق و الإبداع و الإنتاج و المساهمة الحضارية.

ألمس ُ على مواقع التواصل نمو َّ تيار ٍ شبابي كسر َ جزءا ً من قيوده و تمرَّد َ على واقعه و أصبح ينشد ُ دورا ً جديدا ً كمُساهم في إنتاج الحضارة. لا يمتلك ُ هذا التيار رؤية ً شمولية و لا أدوات عمل، لكنه يُزاحِم على أبواب الدخول للفكر الجاد النقدي، و ستُفرز ُ السنوات ُ تغيرا ً على عدة مستويات، سيكون ُ نواة ً لعلمانيات بدائية بنكهات شرقية قبلية تنمو لتتحول إلى علمانيات أكبر مع الوقت.

لن ننقرض هذا مؤكَّد، و لن نتميز و نرتقي لنصل إلى مصاف ِّ الدول الغربية، هذا مؤكَّد ٌ أيضا ً، لكن سنتحسن قليلا ً، قليلا ً فقط.

أتمنَّى أن أكون مُخطئا ً.

دمت َ بكل الود!


4 - أنشد ُ تقديم َ الفائدة
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 15 - 05:56 )
العزيز الجميل سوري فهمان،

تحية قلبية ودودة في هذا الصباح الجميل!

أسعدني حضوركم، و أبهجتني كلماتكم، لأنها تقول لي أنني أنجح ُ في هذه الرسالة ِ التي أحملُها و هي نشر النور و المساهمة في نقل الحضارة و التحفيز على الإندماج بها و إنتاجها، إلى القارئ العربي الذي تلفُّه الأحداث السياسية و يضربُه الواقع الاقتصادي و تخنُقٌه ُ بنية ُ و علاقات ُ المجتمع، فينتكس ُ إلى الخرافة، و يرتكن ُ إلى الشعوذة، و يطمئن ُّ إلى الدجل، و يقنع ُ بما يعدونه من حياة ٍ أُخرى، ليزهد َ في هذه الحياة، فتمضي كأنَّها الحلمُ لا يعيشها لكن يقضيها فقط!

لا شئ َ غير العلم ينير الطريق و يحرِّر ُ العقول و يملؤ ُ القلوب َ بالأمل، بمستقبل ٍ أفضل يبنيه أحرار ٌ لا عبيد.

أرحِّب ُ بك على صفحتي، دمت َ بودٍّ!


5 - إذا ارتوت البلاد بفيض علم
سوري فهمان ( 2016 / 2 / 15 - 10:57 )
أهلين أخي نضال وكان على أهلك أن يسموك نبال لان ما تكتبه يخترق العقل من دون إستيذان

وبالعودة إلى مقالك و تصديقا لكلامك نجد أن الشاعر الفذ معروف الرصافي وهو صاحب كتاب السيرة المحمدية

قال قبل قرن

إذا ارتوت البلاد بفيض علم***فعَاجزُ أهلها يُمسى قديرا
ويَقوَى من يكون بها ضعيفاً***ويَغنَى من يعيش بها فقيرا

تحياتي الأخوية


6 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 2 / 15 - 13:13 )
استمتعت كثيرا ببحثكم الراقي وبنفس الوقت بسهولة تناوله وشرحه لعموم القراء ..

سلمت اناملكم ...

والى ابحاث قادمة !


7 - تحياتي لكم أيها الأخوة الأعزاء
سوري فهمان ( 2016 / 2 / 15 - 15:45 )
نضال وقاسم ووليد على نفس الصفحة لازم يطلعنا كنز كما يقول الفرنسيون

تحياتي لكم أيها الأخوة الأعزاء


8 - العزيز سوري فهمان
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 2 / 15 - 17:19 )
تحياتي لك وللزميلين العزيزين نضال ووليد ظ
يا عزيزي انتي الكنز بحاله!!
خالص امنياتي للجميع بليلة هانئة ولذيذة


9 - الأستاذ نضال الربضى فاتح الشهية للمعرفة و الإضطلاع
Ramsis Hanna ( 2016 / 2 / 15 - 19:20 )
الأستاذ العظيم نضال الربضى شكراً جزيلاً على روعة اَداَئك و سلاسة عرضك و تركيزك منذ بداية المقال على التفرقة بين النوع و الجنس و الفصيلة/العائلة الذين يشملهما الإختلاف و التعددية. و أى كان السبب فى أنقراض أخينا النيادرتال سواءاً كان عدم قدرته على التكيف أو لعدم و جود تعاون بين أفراد الفصيلة الإ اننى أعتقد أن فصيلتنا لعبت دوراً كبيراً فى القضاء عليه ربما لتأصل صفة – إن لم تكن غريزة – النرجسية المشبعة بالحقد و الكراهية فى فصيلتنا و التى تتوارثها أجيالنا الى اليوم. شكراً جزيلاً لشرحك لكيفية تطور الأنواع المنضوبة ذات السلف المشترك و الذى كان يحمل جينات قابلية التغير فى أجياله التالية. هكذا قدمت عرض مبسط و سهل ممتنع لعملية التطور باَلياتها الأربعة التى تشمل الطفرات الجينية و الإنتخاب الطبيعى و الإنحراف الجينى و هجرة المادة الوراثية. و السؤال الاَن هل يمكن إستئصال جين النرجسية التى يتولد عنها الحقد و الكراهية و عدم قبول الاَخر؟ فى إنتظار المزيد. دمتم بخير.


10 - العزيزان سوري فهمان و قاسم
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 16 - 06:17 )

حضوركما العذب عبير ٌ جميل يُضفي رونقا ً إنسانيا ً على مقال ٍ علمي، فتكتمل ُ الصورة!
دمتما بكل الحب!


11 - العزيز وليد يوسف عطو
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 16 - 06:21 )
أهلا ً بكم أخي وليد و يسعدني حضور باحثنا المُـجِـد ِّ الجميل في مقالاتي!

أتمنى أن تزودوني بملاحظاتكم القيمة لكي أقدم مادَّة ً مفيدة ً و ممتعة ً للقارئ.

نلتقي على الحقيقة، و الخير، و الحب، و الصداقة، و نمضي للأفضل، دمتم بتمام العافية و المودة!


12 - أستاذنا الكبير رمسيس حنا
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 16 - 06:33 )
أهلا ً بأستاذنا رمسيس حنا تشرفونني بزيارتكم الكريمة!

النرجسية ُ في الكائن ِ الحي صفة ٌ بيولوجية مطبوعة في الجينات، هدفُها: بقاء ُ الكائن، فلولاها ما سعى نحو حماية ِ نفسه، و توسيع ِ دائرة ِ نفوذه، و الامتلاك، و إنشاء ِ هُويِّة ٍ خاصة ٍ به،،،

،،، و هي الأمور ُ التي بواسطة ِ علاقاتها المُتشعبة تنتج ُ المجموعات ِ المُتعاونة تمهيدا ً لإنشاء ِ المُجتمع ِ الصغير في القرية ِ ثم المدينة ثم الدولة.

النرجسية صفة ٌ يمكن ُ ترجمتها لسلوك ٍ إيجابي أو سلبي، لخير ٍ أو لشر، و هنا تبرز ُ أهمِّية ُ الأنظمة ِ المُجتمعية و الاقتصادية و السياسية في إشباعها، فترى مثلا ً استقرارا ً و نظاما ً عند دول العالم الأول التي تمتلك أنظمة تُشبع الحاجات البدائية: مأكل ملبس مسكن حماية، و تضمن الحاجات الأعلى: حرية ابداع نقد تميـُّـز، و تنظِّم العلاقات بين الأفراد على أساس المساواة و المواطنة، فتتحيَّد التأثيرات السلبية المُمكنة للنرجسية.

أما في دول العالم الثالث (تحت الصفر) فلا تجد النرجسية في الأنظمة المجتمعية الاقتصادية السياسية إشباعها الحضاري، فتسود الفوضى التي نعيش فيها!

أهلا ً بكم أستاذنا و دمتم بكل الحب!


13 - اِبحثْ عن الأمراض في السلالات النقية
سامح ابراهيم حمادي ( 2016 / 2 / 16 - 09:22 )
تحياتي سيدي الأستاذ الربضي

الأنواع الفريدة من الكائنات تحتاج إلى هجرة الجينات،فانغلاقها على نفسها يعني الموت والانقراض
مقال قيّم وجهد يستحق التقدير

في ت12
تفضلت بالرد على المفكر القدير رمسيس حنا أن

النرجسية يمكن ترجمتها لسلوك الخير أو الشر عبر إشباع الحاجات البدائية: مأكل ملبس مسكن حماية،وضمان الحاجات الأعلى: حرية إبداع نقد تميـُّـز،مع تنظيم العلاقات بين الأفراد على أساس المساواة والمواطنة،فتتحيَّد التأثيرات السلبية الممكنة للنرجسية

وبرأيك الكريم أن النرجسية لا تجد إشباعا حضاريا في البلاد المتخلفة فتسود الفوضى

كنتُ قد استعنت بفقرات من مقال للأستاذ رمسيس حنا عن النرجسية فذكرتها في مقال(مهاترات)للأستاذ المحاجنة الفاضل

سيدي الربضي

المتشبّع بالنرجسية والغطرسة وعقدة الأنا(العربية)المريضة،قلما استفاد من المزايا الحضارية الغربية مهما أشبِعت(عينه الفارغة)
فتراه يعيش في دائرة عظمته الوهمية،ودائم البحث عن الشخصيات الضعيفة ليجد متنفسا لمرضه
ولا بد للوراثة أن تلعب دورها في نقل هذه الأمراض

لكن مسيرة التلاقح الثقافي متواصلة وستحيّد هذه العناصر المريضة وسينتج عنه بالتأكيد الإنسان الإيجابي


14 - تركيز الصفات الجينية و مقاربتها مع رفض الآخر
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 17 - 06:14 )
نهارا ً جميلا ً أتمناه لك أخي العزيز سامح،

يعكس ُ تعليقك َ فهما ً عميقا ً لمبدأ تأثير الجماعة المؤسسة الذي أوردته في مقالي تحت عنوان Founding Effect، فعلى المستوى البيولوجي تكثر الأمراض الوراثية في السلالة ِ التي لا يتزوَّج ُ أفرادها إلا من بعضهم البعض، لأن المادَّة الوراثية تتركَّز ُ بكل ما فيها من صفات جيدة أو سيئة، و تقوم ُ الطفرات ُ بدورها الطبيعي، فتخرج ُ أفراد ٌ مريضة أو حاملة لأمراض، و لذلك يُنصح دائما ً بالزواج من خارج العائلة.

أرى أنَّك أخرجت َ التأثير إلى البُعد الاجتماعي الثقافي الحضاري، لتقيس البيولوجيا على السلوك، فماهيت َ بين الإصرار على تركيز الصفة بيولوجيا ً و بين عقدة العظمة و التميز التي ترفض الآخر حتى لو كانت الموضوعية تقتضي العكس، و هي مقاربة صحيحة و ذكية، و تساعدنا على فهم الكثير من السلوكيات العدوانية للجاليات العربية في المهجر.

المستقبل للعلمانية و الانفتاح، الكثير من الشباب قد َّ مل َّ من تراهات التعصب و الانغلاق و الاستعلاء و التسبيح بحمد النفس و استحضار ماض ٍ غابر اندثر، أمام ما تقدمه حضارة اليوم من حلول ٍ مُشبعة.

أهلا ً بك و دمت َ بود!


15 - 1النرجسية أحد أسباب الإنقراض
Ramsis Hanna ( 2016 / 2 / 17 - 08:33 )
الأستاذ العظيم نضال الربضى تحية طيبة لك و لجميع قُراءك:
ألاحظ – بصفة خاصة – مجهوداتك العظيمة الجادة و الدؤبة فى البحث لكى تقدم وجبات ثقافية دسمة فى حاجة اليها مضمون الثقافة العربية. هذا بالإضافة الى أن ابحاثك مثيرة للتفكير و هى الطاقة التى يدخل منها سناء المعرفة الى العقل فيدرك الشخص مدى إحتياجه للمعرفة و العلم. و بالنسبة لى فكل مقال أو بحث لك أقرأه يثير تفكيرى ... و يقفز الى ذهنى موضوع أريد أن أكتب فيه و لكن ظروفى لا تسمح. و لذلك فأنا ادرك نظرتك الإيجابية المتفائلة لـ-نرجسية- الأنسان كعادتك دائماً فى تركيزك على النصف المملؤ من الكوب. و لكن يا عزيزى كل شيئ نسبى على الأرض ... و تطبيقاً للمثل المصرى: كل شيئ يزيد عن حده ينقلب ال ضده. فعندما يستفحل مرض النرجسية بسماته فأنه يكون سبباً فى دمار العقل البشرى و دمار الحضارات الأنسانية كما فى حالة هتلر على سبيل المثال لا الحصر. و قد أختلف معك فى أن النرجسية مرض جينى فيزيقى فقط فانا أرى أن النرجسية مرض جينى و نفسي عقلى سلوكى. فإذا أمكننا تعديل السلوك فربما نقضى على جزء كبير من المرض. (يُتبع)


16 - النرجسية أحد أسباب الإنقراض 2
Ramsis Hanna ( 2016 / 2 / 17 - 08:36 )
و كما قلت أنت أن - النرجسية صفة ٌ يمكن ُ ترجمتها لسلوك ٍ إيجابي أو سلبي، لخير ٍ أو لشر، و هنا تبرز ُ أهمِّية ُ الأنظمة-. و لكن المشكلة تكمن عندما يكون النرجسى هو صاحب السلطة المتبوع و بذلك يكون التابعين مجرد دُمى فى يد النرجسى. و كما قال الأستاذ سامح إبراهيم حمادى فى مداخلته مسلسل 13: (المتشبع بالنرجسية و الغطرسة و عقدة الأنا المريضة قلما إستفاد من المزايا الحضارية مهما أشبعت عينه الفارغة) و تفسيراً لعبارته عن عين النرجسى الفارغة فأن النرجسى يريد الجميع أن يتماهوا فى شخصيته فهو لا يرى حدوداً بين شخصيته و شخصيات الاَخرين و لا يقبل أن يغرد أى أحد من تابعيه خارج السرب. و هنا تكمن مشكلة أخرى و هى أن التابعين قد يُصابون بنفس المرض بدرجات متفاوتة فيتحول المرض الى ظاهرة جمعية (فى العقل الجمعى) فتصبح السمات المرضية هى قواعد الصحة العامة فتستشرى الفوضى فى المجتمع و من ثم فإن المجتمعات النرجسية تعمد الى إستيعاب المجتمعات الأخرى فى منظومتها و الإنضواء تحت سيطرتها و إلا يتم إبادتها و هنا إحدى أسباب الإنقراض لمجتمعات بشرية برمتها. دمتم بخير.


17 - النرجسية و المأسسة- 1
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 18 - 06:00 )
نهارا ً طيبا ً جميلا ً لكم أستاذنا رمسيس حنا،

أشكر لكم كلماتكم الطيبة التي لا استحقها و أُثمِّن تفاعلكم مع مقالي المتواضع و الأفكار العميقة التي تقدمونها!

النرجسية صفة أصيلة في الكائن الحي يُحدِّد ُ مدى ضررها النظام الذي تُعبِّر ُ عن نفسها من خلاله، و لا يمكن ُ أن يحيا بدونها الكائن ُ الحي، لكنَّ استفحالها لتصبح َ مُعرِّفا ً رئيسيا ً أو المُعرِّف َ الرَّئيس لهوية الفرد يُصبح ُ مرضا ً، فإذا ظهر المرض في قائد ٍ شمولي ديكتاتور في نظام ِ حُكم ٍ قائم على التفرُّد بالسلطة جاءت الكارثة، و كمثال ٍ ما ذكرتَه ُ مُتفضِّلا ً مشكوراً: هتلر.

أمَّا إذا ظهرت في قائد ٍ يخضع لنظام ٍ مُؤسَّسي علماني ديموقراطي تنفصل ُ فيه السُلطات عن بعضها و تقوم ُ كل مؤسَّسة أو إدارة بوظيفتها المُحدَّدة بالقانون، بحسب آليات و تراتبيات معروفة لا يمكن الخروج عنها، و يقوم ُ عليها جهاز ٌ رقابي، فعندها لن يستطيع َ هذا القائد ُ أن يصنع شيئا ً و ستنقلب ُ نرجسيته ُ عليه، و سيفشل و يخرج من سلطته مصحوبا ً بختم الفشل.

يتبع


18 - النرجسية و المأسسة- 2
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 18 - 06:05 )
تابع

تنجح ُ النرجسية ُ المريضة ُ في المجتمعات البدائية و التجمُّعات القبلية التي يريد ُ جميع ُ أفرادها أن يتماهوا مع شخصية -الشيخ- أو -الأمير- أو -القائد- أو -الزعيم-، على اختلاف هذه المُسمَّيات، و الذي يُشكِّل ُ وجوده نبض الحياة ِ لاستمرار نظام ِ التجمُّع.

خير مثال ٍ على ذلك من الأدب العربي: الحكاية الأولى من ملحمة الحراشيف -عاشور الناجي- للراحل العظيم سابر أغوار النفس البشرية: نجيب محفوظ.

في الحكاية ِ الأولى: يتغلَّب ُ عاشور على نفسه، و يُلغي نرجسيته تماما ً لكنَّه ُ لعدم ِ امتلاكِه رؤية مستقبلية لا يُقيم نظاما ً مُحدَّجا ً مؤسَّسا ً، و تبقى الإدارة ُ متعلِّقة ً بشخصه ِ هو، لا بمؤسسة، و عند موته تسير ُ الأمور بانحدار حتى تعود َ الفوضى من جديد بعد أفول ِ نجم حفيده ِ سُليمان.

يتبع


19 - النرجسية و المأسسة- 3
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 18 - 06:12 )
تابع

في الحكاية العاشرة: -التوت و النبوت- يظهر ُ عاشور ٌ آخر من نسل عاشور الأول، لكن من جهة الإناث، نسل ٌ يعيد ُ الأصل َ إلى الأنثى لا الذكر، باعتبارها المبدأ المصدر للمادة و الجسد و الهُويَّة،،،

،،، و يقوم ُ بما لم يصل إليه وعي ُ جدِّه الأول، أي بإنشاء ِ نظام، مؤسَّسة، تقوم ُ الإدارة ُ فيها على المشاركة و التعاون و تقسيم المهام، و هي وصفة ُ النجاح ِ الأكيدة.

قس السابق َ على مجتمعات الكرة ِ الأرضية و ستجد ُ أن عاشور الأخير هو أوروبا و أمريكا الأن و اليوم، بينما لا تبلغ ُ دول ُ العالم ِ الثالث (تحت الصفر) مرحلة عاشور الأول!

لذلك لا يُهم ُّ في أوروبا من كان القائد، أتى أم ذهب، فالمؤسسة لا تقوم عليه و لا يتحكَّم ُ بها، لكنه خادم ٌ لها، موظَّف ٌ عندها، و إنتاجُها في خدمة ِ الفرد و الدَّولة، و لذلك فنرجسيتُه له إن أحسن، و عليه إن أساء، بانعزال ٍ تام عن المُجتمع، و عن المُنتج!

ننتظر ُ موضوعكم الذي تفضلتم بذكره و غزير َ إنتاجكم المعرفي، و أرحب بكم بكل ِّ الود!


20 - النرجسي طبل أجوف لا يسمع إلا صدى ذاته
سامح ابراهيم حمادي ( 2016 / 2 / 21 - 15:01 )
تحياتي سيدي الربضي

معذرة،أرجو قبول ردي المتأخر

أشكرك على شروحك المميزة التي تعبر عن شخصية إنسانية موسوعية متنورة

جنابك إيجابي النظرة يرفض النظر إلى النصف الفارغ

قول الأستاذ القدير رمسيس حنا إن النرجسية مرض جيني ونفسي عقلي سلوكي،يعبّر تماما عما قصدته
وتفسيره بدقة الباحث وتركيزه في تعليقه 16 يستحق الشكر عليه

لم ألجأ إلى بعض فقرات مقاله للمهاترة أو لتعيير من أختلف معه

لجأت إليه لأنه المعبّر الحقيقي عن شخصية مُخاصمي،وإن كنتم للأسف قد انجرفتم مع الفوضى وخلط الأوراق التي حصلت من الطرف الآخر الذي قصدته بشرحي عن النرجسية

يقرأ النرجسي توصيف كاتب كبير كنجيب محفوظ على أنه من الفن والأدب
لكن النرجسي وهو غارق في محنته يستبعد أن ينطبق كلام محفوظ على شخصيته
الكل نرجسي ومريض إلاهو!

يصعب على النرجسي أن يعترف بنواقصه،ويتحيّن الفرص لرمي مخالفه بكل مثلبة بمكر

وهو يعمد بخبث إلى حيل لا يتنبّه إليها من ينجرف مع طلاوة لسانه وتزلفه وترجّي معاضدة الناس بنفاق،دفاعا عن ذاته المريضة

النرجسي طبل أجوف،يريد سماع صوت صداه،وتردد الآفاق نفس الصدى

أشكركم على الحوار الراقي

والحياة تسير مع الإيجابيين

تقديري


21 - الزميل العزيز سامح ابراهيم حمادي
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 23 - 07:16 )
نهارا ً طيبا ً أتمناه لك أخي سامح،

أرحب بكم على صفحتي، و أشكركم على كلماتكم الطيبة أخي الكريم، و لا داعي لأي اعتذار فظروف الحياة لا تسمح بكل ما نتمناه من قدرة على المتابعة و التواصل.

أبحث دوماً عن الجامع المشترك مع أي إنسان، و هو موجود و نراه إذا نظرنا بعمق و بنينا منهجنا على أساس التركيز على إبراز ما نراه ُ صوابا ً و تأكيد ما نراه ُ مشتركا ً مُبتعدين عن الإدانة ِ قدر الإمكان، إلا حينما لا يمكن ُ تجاوُزها لضرر ٍ كبير سوف يُنتجه التجاوز يفوق الخير الموجود في تجنبها، هذا منهجي.

الطرف الآخر الذي أشرت َ لهُ في تعليقكَ يحمل ُ أفكارا ً مُغايرة للكثير مما نحمل و ينسجم ُ مع ثقافة تنزيه النفس و تبخيس الآخر، و هو ما لا أستطيع ُ قبوله لذلك جاءت كل تعليقي واضحة، صريحة، قاطعة، لكن مُهذَّبة و ضمن سياق حواري راقي، هكذا يجب ُ أن تُفهم أحي الكريم لا بأي طريقة أخرى.

يسعدني حضوركم في مقالاتي و دمتم بودٍّ!

اخر الافلام

.. صباح العربية | حالات الملاريا ستزداد.. البعوض يهدد نصف العال


.. صباح العربية | اكتشف أبرز التحديثات في تطبيقات إنستغرام وفيس




.. بوينغ تلغي أول رحلة مأهولة لها إلى الفضاء بسبب خلل في صمام ا


.. برنامج جديد | الناجي البدائي: رحلات السفاري الإفريقية القصوى




.. الشرطة الأمريكية تفض بالقوة اعتصام الطلاب الداعم للشعب الفلس