الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وصلت للعُگلّْ

قحطان محمد صالح الهيتي

2016 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ما تميـيز به الهيتيـون أنهم مسـالمون حتى عندما يتعاركون؛ فلم يستخدموا في معاركهــم الأســلحة الناريــة أو الجارحـة وكانـت اشــد المعارك وطيسا بينهم هي تلك التي يصل فيها الضرب بـ ( العُگلّْ) فإذا ما ســالت شــاهدَ عيان ٍعن (عركة هيتاوية) وأجاب : ( وصلت للعُگلّْ) عندها تفهم أنها وصلت الى أعلى الحدود.
-
كان هذا قبل الاحتلال في عام 2003، أما بعده فصار الموت مجانيا وبكل الأسلحة. ولهذه (السالفة رباط) هو:
-
منذ أن شكل رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لجنة إعادة نازحي الرمادي برئاسة الشيخ لطيف الهميم وعضوية كل مـن السـيد قاسم الفهـداوي وزير الكهرباء والسيد صهيب الراوي محافظ الأنبار، بدأت المعركة و (وصْلتْ للعُگلّْ).
-
وقبل أن ادخل في ذكر ما جرى لابد لي من الإشارة الى أن رئيس الوزراء ارتكب خطأ إداريا لا يمكن ارتكابه من قبل أدنى مسؤول إداري في السلطة التنفيذية وهو أن اللجنة شكلت برئاسة موظف بدرجة أدنى من درجة أحد أعضائها؛ فقد صدر الأمر بأن يكــون رئيس الوقــف السني رئيسا للجنة وهو موظف بدرجة وزير وليس وزيرا فضلا عن أنه يشغل منصبه (وكالة) لا إصالة، ويكون أحد أعضائها وزيرا أصيلا وهو وزير الكهرباء.
-
وما أن شُــكلت هــذه اللجنة حـتى بــدأ الصراع (الاتهامات والسبّ والشتم) على أشده بين الأطراف المؤيدة لكل من رئيس اللجنة وعضويهـا ومعارضي كل منهـم . وظهرت في الساحة (الفيسبوكية) ثلاثة أطراف: طرف مؤيد للشيخ لطيف المتهم مـن معارضيــه بأنه: (خطيب البعث وصدام) ، وطرف مؤيد للوزير المتهم من معارضيه بأنه:(فهداوي عشائري)، وطرف مؤيد للمحافظ المتهم بأنه (ربيب ساحة الاعتصام وابن الحزب الاســلامي). وصار الكـل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا.
-
ولم يفهم هـؤلاء الذين يسـبّون ويلعنـون ويشتمون بعضهم بعضا بأن اللجنة هي لجنة إدارية غايتها وهدفها تسهيل مهمة إعادة النازحين من خلال تأهيل ما تبقى من البنــى التحــتية وتوفير الخدمــات الضرورية من مـاء وكهرباء ومؤسسـات صحية ورفع الأنقاض وتنظيف المدينة.
-
كما لم يعرف هؤلاء أن الحكومة المركزية لم تخصص أية مبالــغ لهــذه اللجنة لتنفقها على الأعمال التي ستقوم بها، وإنما ستعتمد على الأمكانيات المتوفرة لها من الجهد الهندسي الحكومي، وعلى ما سيقدمه المتبرعون والمتطوعون. فمن أين سيسرق هؤلاء ليكونوا حرامية.
-
من المؤسف جدا أن تصل بنا الأمور الى هذا الحد، وفي هذا الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فيه الى وحدة الكلمة والجهد من أجل إعادة المهجرين وإنهاء معاناتهم.
-
إنها دعوة مخلصة إلى الجميع لتجاوز كل الخلافات والعمل يدا بيد والوقوف مع هذه اللجنة لا ضدها، وأن نستقطب كل الطاقات الخيرة لدعمها. من أجل انهاء معاناة أهلــنا الذين شـردوا وظلمــوا، وعلينا ألا نظلمهم مرة أخرى وأن نتذكر قول الشاعر:
-
وظلم ذوي القربى أشــد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القط لاري حارس مكتب رئيس الوزراء في بريطانيا • فرانس 24


.. رئيس الوزراء البريطاني الجديد يبدأ زيارة إلى أجزاء المملكة ا




.. وجه فرنسا يتغير.. زلزال سياسي بعد اقتراب أقصى اليمين من الحك


.. هل يعاني نجوم إنجلترا مع ساوثغيت؟ ولماذا انهار الأتراك في ال




.. حزن يخيم على عائلة مقدسية أثناء هدم الاحتلال منزلهم