الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استماتت السعوديه وتركيا لتنحية الاسد

جان نصار

2016 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


هناك اصرار كبير لدى تركيا والسعوديه لتنحية الاسد. وتحول الصراع وكانه عداء شخصي بين الحكام السعودين والقياده التركيه والنظام السوري وعلى رأسه الاسد.
ان ما يجري على الارض سيؤدي الى انتحار سياسي لكيلا الطرفين السعودي والتركي اذا ما دخلا الحرب فعلا, لانه بالنسبه للنظام والاسد فحالة الحرب قائمه والنزاع مستمر.
خلال الخمس سنوات الماضيه سياسة الاسد وجيشه قائمه على , اكون او لا اكون وهو مصمم على البقاء ولن يتزحزح عن موقفه طالما انه صمد في البقاء طوال هذه المده.
اليوم ومع التدخل الروسي استطاع النظام ان يعيد توازنه ليحقق الكثير من النجاحات على الارض باستعادة الكثير من المناطق التى كانت تحت سيطرة المعارضه وجبهة النصره وجيش الفتح وصولا الى داعش.
فبعد ان نعى وتوقع الاتراك والسعودين وحتى قطر بقرب نهايته وسقوطه ها هو الاسد يصمد واصبح من القوه ليضع شروطا على المفاوضين من المعارضه بخصوص وقف اطلاق النار ومعاهدة الصلح والسلام.
الاستماته السعوديه التركيه لتنحية الاسد ترتكز على عدة جوانب.
فالسعوديه وتركيا يعتبران انفسهما الان زعماء العالم السني والذي يريد وضع حد لهيمنة وقوة العالم الشيعي وعلى رأسه ايران. فسياسة كسر العظام وتحجيم ايران تمر عبر البوابه السوريه بسب الحلف الايراني والسوري الشيعي العلوي.
السعوديه تريد اسقاط الاسد ونظامه تنفيذا لرغبات امريكا ونشر سياسة الفوضى الخلاقه لتفيت سوريا بعد نجاحهم في تفتيت العراق بدعم الولايات المتحده.وقد استثمر السعودين والقطرين الكثير الكثير من الاموال والجهد لازاحة الاسد وهم اليوم يشعرون بان جهودهم تتبخر واستثمارتهم تضيع وهيبتهم التي على المحك في الساحه العالميه والاقليميه وحتى العالم الاسلامي تتحطم وان كل جهوديهم تضيع وتتلاشى امام اعينهم ويريدون حفظ ماء وجههم امام شعبهم والشعوب الاسلاميه بشكل عام.
تركيا في المقابل كانت تحلم بالشريط الامن وانتزاع قطعه من سوريا واليوم وعند عودة الجيش السوري وعلى بعد بعض الكيلومترات من الحدود وحصار مدينة حلب وامكانية عودتها للحضن السوري تتبخر امالهم بضمها الى الدوله التركيه ويضعف امل تفتيت سوريا الى دويلات.
في ظل الانتصارات للجيش السوري وكل داعميه والمتحالفين معه من الروس الى الايرانين وحزب الله والشيعه العراقين وغيرهم يريد الاتراك والسعودين مد طوق النجاه لحلفائهم من جماعات فتح الاسلام وجبهة النصره وكل التنظيمات التي تلقى منهم الدعم.
وصول الجيش السوري الى منطقة الحدود وامكانية استعادة حلب يزعج الاتراك اذ ان منافذ دخول كل المجموعات والتنظيمات التي تحارب ضد النظام سيحكم السيطره عليها وتقطع الامداد وتغلق الحدود.كما انه يكشف زيف الادعاء على محاربة الارهاب اذ ان كل الارهابين والامدادات العسكريه والماليه يكونوا تحت السيطره .
الاتراك اليوم يدعون انهم يريدون محاربة الارهاب وتنظيم داعش لكن الحقيقه الواقعه هي ان هجومهم وضربهم هو للاكراد في سوريا والجيش السوري نفسه وهم لا يحاربون الارهاب ومنظماته كما يدعون.
امكانية اعطاء الاكراد منطقة حكم ذاتي في سوريا هذا يقلقهم فصراع الهويه في الدوله التركيه بين الاتراك والاكراد على صفيح ساخن واعطاء فرصه للحكم لذاتي في سوريا والعراق سينعكس على اكراد تركيا ومن المؤكد سيسعى الاكراد الى تواصل جغرافي لتأسيس دولتهم وهذا يعني انسلاخ وتفتيت ايضا للدوله التركيه.
الاتراك والسعودين يقامرون واتخذوا من مقولة شمشوم الجبار علي وعلى اعدائي شعارهم ويريدون اقحام الامريكان وحتى حلف الناتو لدخول الحرب واسقاط النظام والاسد ومحاربة الروس.
لكن هناك حقيقه يحاول الطرفان التركي والسعودي اغفالها وهو ان حرب عالميه مستبعده والامريكان اعلنواها اكثر من مره انهم لن يحاربوا الروس لاجل عيونهم وان هناك تفاهمات بين القوى العظمى اي امريكا وروسيا على ذلك رغم الخلافات السياسيه والاقتصاديه بينها.فالتصريحات والتجاذبات السياسيه بين القوى العظمى وان اتخذت في الكثير من الاحيان طابع الجديه والهجوم الكلامي الا انها وكما هو واضح لن تكون هناك حربا عالميه ثالثه ويستبدل عنها العقوبات الاقتصاديه.
لا احد معني بالحرب سوى عنتريات السعودين والاتراك.
ان ارسال طائرات سعوديه الى الاراضي التركيه لقاعدة انجرليك ما هو الا فرض عضلات وتبجح .فبعد الفقاعه الاعلاميه عن ارسال جيش سعودي على الارض لمحاربة داعش والارهاب كما يزعمون ها هم يطرحون ان يكون تحت القياده العسكريه الامريكيه.
الاداره الامريكيه غير معنيه بالمشاركه العسكريه المباشره لكنها لربما تدفع باتجاه توريط السعودين والاتراك
اردوغان اليوم بفقد صوابه و يلقى باللائمه على الامريكان ويدعي بان سياستهم خضبت الارض بالدماء وهو غاضب عليهم ويخيرهم بالاختيار بينه وبين الاكراد بعد مساعده امريكا لهم في سوريا لمحاربة تنظيم داعش.
سأت علاقات تركيا بامريكا بعد حادث اسقاط الطائره الروسيه قبل 3 اشهر اذ انه توقع الثناء والدعم منهم ولكنه لمس ان اهتمام الامريكان بمصالحهم هو فوق اي اعتبارات و علاقات مهما كانت.
هل سيحتاج الحلف التركي السعودي الى من ينصحهم بالنزول عن الشجره ام ان تناحتهم وعنادهم ستقود المنطقه الى التهالكه وزيادة النرعات والحروب التي ستوقع الكثير من الضحايا والابرياء والدمار في براثينها.
ان دخول السعوديه الى حرب لا تقدر مداها وصعوبتها ونتائجها ستقودها الى التهلكه ولربما سقوط العائله المالكه فالحدود الخارجيه اصبحت محاصره من القاعده والحوثين وايران وشيعة العراق وداعش . فهل ستقدم على مثل هذه المغامره وهي في حرب اليمن لازالت تحاور مكانها مع عدو اقل تسليحا وبلد فقير.
كما وان الوضع الاقتصادي المالي السعودي يتجهه نحو الافلاس فهم الان في مرحلة تقشف. والحروب لا تعني الجيش والرجال والتسليح والقتله فقط بل تعني المال والاقتصاد النازف وهو ما ينعكس اليوم على الساحه اليمنيه التي تستهلك يوما ما لا يقل عن 200 مليون دولار .كما وان اسعار النفط المنخفضه اساسا في حالة الحرب ستنخفض الى الحضيض.
تركيا اردوغان هل ستقامر ايضا بمحاربة الروس وهي خارجيا وداخليا تحارب الكثير من الفصائل والتنظيمات التركيه.
هل سينتقل الاتراك والسعودين الى الحرب القتاليه فعلا ام ان الحرب الكلاميه النفسيه هي العنوان المرحلي والتي ستبقى عليها على ما يظهره الواقع.
ختاما الاعتقاد الاكبر هو ان حالة التسخين هذه على الارض هي حرب نفسيه اذ ان مصير الاسد اليوم قد حدد و دعم ورحيله لم يعد المطلب الاساسي للغرب وامريكا قدر مطلب محاربة داعش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العرب والفرس والعصمنلية
nasha ( 2016 / 2 / 16 - 05:55 )
خيوط اللعبة بيد الكبار فقط والباقي حجارة شطرنج على اللوحة .
الذي يملك التكنلوجيا والعلم والذي غزا العالم بثقافته وبابداعاته لا يمكن ان يُغلب.
الكبار يملكون السماء بأقمارهم الصناعية وطائراتهم الغير قابلة للسقوط ويدخلون كل بيت وكل مؤسسة في العالم بدون اذن ويفتشون في عقول البشر بكومبيوتراتهم.
نتيجة اللعبة ستكون تعادل بين السنة والشيعة بدون اهداف .
اردوغان سيدفع ثمن حماقته باللعب مع الاذكياء وايران ستنتهي بانتهاء دورها في تدمير نفسها وحلمها في بناء الامبراطورية الشيعية وكذك تدمير حلم الامبراطورية العربية السنية.
تحياتي


2 - الاستاذ ناشا المحترم
جان نصار ( 2016 / 2 / 16 - 07:57 )
انا ارى كما كتبت في مقالات سابقه ان هناك تفاهم مصالح بين الدول الكبرى.امريكا لن تدخل بحرب مع روسيا على اوكرانيا والبوسنه وجزيرة القرم اي ان فكرة الدخول الى حرب مباشره بوجود اوباما غير وارده فهو يريد المحافظه على سجله السياسي نظيف بلا حروب مباشره وبقي لحكمه اقل من سنه.
ها هي وزارة الدفاع الامريكيه والخارجيه وغيرهم من المسؤولين الامريكان يطالبون تركيا بعدم الدخول الى مغامره .والموضوع ليس من يكسب الحرب لان الكل سيخسر,الموضوع هو البقاء في السلطه .
هناك تناقض غريب بوتين سيدخل حرب مع تركيا لانه صراع على نفوذ الروس وعلى شعبيته في بلده
اما اردوغان تركيا اذا دخل الحرب سيخسر كل وجوده وارثه السياسي وسيفتح الباب على مصرعيه للحرب مع الروس والاشتباك مع الاكراد في الداخل والخارج.
الحرب مع الاسف ستكون على الاراضي السوريه والتركيه لا على الاراضي الروسيه
تحياتي ومودتي

اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو