الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحقيقة من كتاب -شجرة الصفصاف-
نادية بيروك
(Nadia Birouk)
2016 / 2 / 16
الادب والفن
الحقيقة
كان الصمت يلفح أعماقي، كان الحزن يسكن أرجاء فؤادي الميت، وكانت دموعي تسبقني دون سبب ظاهر. وقف وهو يرنو إليها كالحمل الوديع. ثم اجتاح الغرفة كالرياح الهوجاء. تسلل حديث قاتم بيننا نحن الثلاثة... علا الوجوه شحوب أسود، وتناثرت الكلمات هناك وهناك. اكفهرت الألسن ونطقت أعيننا بشظايا من الحقيقة القاتلة. لم يعد هنالك مجال للعبة الغميضة. رفعت الأقلام وجفت الصحف... انسابت عبراتها هي الأخرى بين مصدقة ومكذبة. إنه اجترار للعنة الماضي، خطأ غابر، لكن الجميع يدفع ثمنه اليوم. ساد الصمت من جديد، وصعدت أرواحنا متمسحة بمحراب السماء، اتقدت نظراتنا بنيران من الدهشة. شل الألم قلوبنا وثقل كاهلنا بالمآسي والهموم صعقها جبروت القدر، وطعننا غدر الزمن، فخر كل واحد منا صريعا، صاغرا يطلب الرحمة و يستجدي النجدة و لا من مغيث! ليت حبل الوهم يطول وليت الخيال ينتشلنا مما نحن فيه اليوم. ليت السراب يخدعنا من جديد ! ليته يفعل! لهرولنا وراءه واقتفينا أثره! غير مبالين بوعورة الفلوات ولا بكواسر الخلاء. ليته يفعل! ولكنه أبدا لن يفعل. ساد الصمت ثانية، كان يبدو عليه التبرم والألم الفظيع. لقد خلت أنه كان يكبر مائة عام في كل لحظة، شحوبه، تنفسه البطيء، صوته المكتوم، وجهه الجامد. كل ذلك صبغ عليه لون الموت.كل ذلك كان يوحي بدنو نزعه الأخير. ما أقسى هذه الدنيا الجائرة! وما أبشعها! لم تكن هي الأخرى أحسن منه حالا. إن الناظر إليها يخالها جثة هامدة. كانت إمارات الفزع الرهيب بادية على محياه الممتقع.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس