الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية الآسرة

محمد الأحمد

2016 / 2 / 16
الادب والفن


حكايةُ الآسرة


1.
تبا لهذه الذكرى التي جعلته مؤمنا بأنه لن يستطيع نسيانها أبدا، والفكاك منها، فقد بات حضورها موقظاً لزحمة إنشغلات ملحة الحضور، لزجة، طائفة في ذهنه المتوقد حنيناً إليها، فما عاد يحتمل، إذ غطى عينيه بكفه، وراح كمبحر في الزمن يتذكر ما كان طاغيا، معزوفة تضيق بذاكرته، تزاحمه بإيقاعها الذي ملأ ذهنه؛ فما كان يحضره، بيسر إلا ليغزوه، ليجهز عليه بالندم، كأن بتذكرها قد كشف ما كان مخفياً بين الطيّات الثقيلة، المتكدسة كموجات منعته بحيوية عجز مقيد، استدرجته الأحلام، فوقع أسير نشوتها كما فريسة عنكبوت. بقيت تطارده الكلمات التي علقت بذهنه منذ أكثر من ثلاثين عام، بقيت قصتها شاخصة في كل سطر يكتبه، بالرغم من المصائر التي تغيرت بعد حفنة السنوات تلك، والتي مرت بالتحولات العاصفة، فأراد أن يكتب قصته الواقعية معها، وتمنى أن يجد السطر المناسب للبداية التي يبوح من خلالها بآلامه.. فغالبا ما تكون الذكريات عصية عن الكتابة، ويتحول الشروع بها كشروع كشف مؤلم أكثر من الألم برمته.


2.
هل هو قدر بان يلتقي ابنها البكر، ويكون طالبا مجدا عنده، دائم السؤال وحيوي وطموحه يجعله قريبا منه، ويتعلق كما يتعلق الطالب النجيب بأستاذه الأمين، أو الابن بابيه، والأب بابنه، حيث تواصرت بينهما صداقة سمية، وبقي يحدثه (كمؤلف حرّ الخيال) عن امرأة يتذكرها بأحلى الذكريات، و يتحدث عنها كما لو كانت مهاجرة.. بقي يتساءل أن كانت الكتابة تعويضا عما خسره في الحياة، هل بقي عليه شرطا أن لا يحيا قصص الحب إلا بخيال فالأيام كلها لم تعطه فرصه أن يحيا كما ينبغي على القصص أن تكون، وان تحيا.. كم متعبة هي الكتابة عندما تفرض ذاتها لتجعله يعيش حياته مضاعفة، ويشحذ ذهنه لأجل أن يكتب، وكم من تعاسة يشعرها بأنه لم يعش سوى حياة مفترضة على الورق، فالحياة بذهنه مفترضة وليست كما جرت؛ لم يتذوق سوى نعمة ما بقي يخلقه لنفسه، وما لم يتمكن نيله من الحياة فقد ناله سطوراً على الورق..


3.
بطلة قصته باتت اليوم في الخامسة والأربعين، تحمل وجهها الصبوح، ذاته، وقوامها القدود، ذاته، وكأنه لفارسة، قد بليت تحتها السروج من بعد غزوّ حسن لا يتكرر، أبدا، وكأن الشيب لم يغزّ مفرقها، وانفها الدقيق الجمال مازال بأنفة تليق بملكة قد بسطت سلطانها بخطوة راسخة، مهيبة.. بقيت منبسطة الأسارير، لم يذبل صدرها الشاهق بل بقي متعاليا، شامخا بخصب مغوي، متحدّ، كما بقيت رقبتها ببشرة طرية، شهية، تشرق من شال اسود يضفي على البياض إشراقا، وبقيت سلسلة بسيطة من الفضة ناعسة على جيد صقيل يشعّ جاذبية، فينعكس على وجهها ضوء شفيف يمتزج ببريق عينيها، فتأسر بهما اعتي الرجال شراسة، ربما لأنها لم تتزوج بعدما قتل زوجها في حرب الخليج الأولى، ولأنها حاولت أن لا تجعل من أي رجل في الدنيا قيما عليها، وعلى ولدها وبنتها التي ورثت عن أبيها ما جعل الأم أكثر جمالا وروعة..
عرفها يوم كانت طالبة مجدة يجمعها معه درس واحد، وما كان يهم بها جدا، فهي كانت المرأة الأولى التي لامس قلبه غرامها، وكانت له في صحبة توالت بالتواصل الحميم، فقد بقي جميع أصدقائه ينسلون تباعا من حياته كلما زادت تلك العلاقة البريئة بالوصال، وبقيت القصص المغموزة عنهما في باحة الحرم الجامعي، الأكثر تشويقا، الأكثر غموضا وتعارضا، وبقيا الوحيدين اللذين يسمعان بعض القصص ويظناها لشخصين آخرين، وذات يوم تفاجاءا بكل الأحداث التي تناقلوها عنهما، الى درجة الصدمة، وهي بالفعل لم تحدث أبدا، فآلمتهما القصص المخترعة، المصوبة إلى ظهريهما، وخاصة من اقرب الأصدقاء، والأحبة.. بقيا يقسمان بأنهما لم يتصافحا طيلة سنوات صحبتهما، بقيت القصص المغرضة تقسم ما بين الواحد وتجعله اثنين، حيث بقيت وخمتها تتطاير متناثرة في الخضم الثقيل الذي طالما رفضه بعزم متشدد، مثلما يزيح الهلل الملتصق على زوايا الحيطان العالية، بعد أن تأكد انه على يقين تام، انه لم يكن يوما حشرة وقعت في شراك العنكبوت، مثلما يلاقى المؤلف عادة المصير المحتوم نفسه، ولكن ينظر من الشباك عبر الزجاج النظيف، ويبحر صوبها… بعد أن صار متأكدا بأنها لن تراه، عبر ذلك البعد.. من خلل الزجاج المظلل، الذي ربما يسمح بحرية رؤيتها، دون أن تراه، و ظل يعاني من عناء خجله الذي خسره الكثير، اذ بقي يقول لابنها: الكاتب هو ان يكتب ما جرى وليس أن يخلق ويتمرد عليه خلقه، الكاتب ان يكتب الحياة كما هي، وان لا يستسلم للذة النص أبداً.
عيناه العائمتان بالأسى المتراكم، أصبحتا مشدودتان إلى ذلك الأفق الجميل، وتركتا ما كان منشغلا به… أناء التهام ذلك الحيوي الأطراف، الرمادي اللون، الذي عالج ما اختطفه من شبكته العريضة الامتداد، ببراعة قل مثيلها.. بقيت الذكرى تنظر صوب نافذته بعينين مشعتين وكأنهما عينا قطة ضلت الطريق تحت ضوء ساطع، عيناه تتابعان المبادلة التي انتصر فيها المتعدد الأطراف، وراح يحجل إلى غايته، بلا توقف، يتهالك كلما اخذ من الزمن بغيته في الندم على خسران قد حدّ من الانطلاق نحو الأماني.. كانت في وقفتها الكسيرة، تنتظر كالملهوف الذي تتوارد إلى ذهنه الذكريات اللذيذة، متلظية، ساهمةً، ومحلقةً في عوالم متداخلة، وجهه المستند على ابتسامة، مقموعة بالتردد، ممتزجة بالقلق كأنها مثله تماما.

4.
لم يرض أن تكون بطلة قصته كبئر مهملة، وبقي على يقين بأنها تفيض له بالماء كلما جدب خياله، على الرغم من غياب أي تعبير لفرح، أو لحزن، تركها تعيش كبطلة وحيدة مفغورة ألفاه تمسك حافة حقيبتها اليدوية المعلقة إلى كتفها الأيمن، المتهدل من الثقل، باقية في وظيفتها قانعة براتبها المحدود، وأيضا كانت يساعدها في ذلك الراتب التقاعدي الذي تركه لها زوجها لإعالة ولديها، ولم يتركها تعان من الفاقة والحرمان (كمؤلف حرّ الخيال) بل مكنها من بناء بيت حوي على غرفتين، وصالة، وحديقة صغيرة لا تزيد على المترين، وبقيت مع ذكريات الزوج تبحر في ديناها متحدية بكفاح منقطع النظير، وبقيت ترفض الخاطبين بدون ندم يوما بعد يوم، وعام بعد عام تنتظر ان يتخرجا ويستقرا، ولم تك تطمح ان يعينها على مشقة هذه الدينا، لأنها بقيت متمسكة بوظيفتها التي لم تفرط فيها يوما، ورغم كل التحديات بقيت يوميا تدخل غرفة الأرشيف في الساعة الثامنة صباحا لتخرج بعد الساعة الثانية بعد الظهر، وتكون في غرفتها قد تآلفت مع أضابير الموظفين، وباتت تعرف عن كل واحد منهم كل ما يتعلق بوظيفته، وكانت الغرفة عبارة عن قاعة كبيرة فيها أكثر من ستين حاملة رفوف كل واحدة بثلاثة، وكل رف بعشرة أضابير، وقد أعطت لكل إضبارة رقما، ودونته في سجل بقي تحت يدها منظم على الحروف الأبجدية، يسهل الاستدلال على الاسم والمكان لكل إضبارة، عملها أحبته على الرغم من الوحدة القاسية لكنها كانت قد بددتها في القراءة، فقد تعودت ان تمر في نهاية كل أسبوع على المكتبة المركزية وتستعير منها كتابا تختاره لها صديقتها أمينة المكتبة، وتثق بما تختار، وصارت بمرور الوقت تعرف هي ماذا تختار لنفسها من الكتب. لقد تشابهت الأيام عليها ما بين الرتابة المثمرة التي جعلتها تفكر ذات يوم أن تكتب أشياء عن نفسها، وفعلا أنجزت من ذلك الكثير من الصفحات، وبقيت لا تفكر في اطلاع احد عليها سوى صديقتها أمينة المكتبة، وجعل منها متمكنة من إسرار مدينة بالكامل، وصارت المدينة كلها تحت يديها كأضابير، تحوي السطور الحقيقية لتلك المدينة بعد كل تلك التحولات، صارت تكتب قصص الناس، وحكي حكايتها دون أية ريبة، كتبت حقائق عصية عن التغير، فهي تعرف بان الكاره لا يري مثلما يروي المحب.. باتت بكل قناعة تدرك بان أرشيفها يحوي إسرار المدينة، (كذلك سيرة كل شخص، قبل التزوير والتنميق) يحوي عالمها المدون الموثق الذي لا تغيره الإحداث المتغيرة، عالم متكامل شيد في أضابير، وباتت المعلومة فوق المعلومة تشكل هيكلا عال من بناية خرسانية ليس من السهل اختراقها، وتزوير حقائقها، وأنها لا يمكن أن تعيش قصة حبها وفق ما حلمت بها أيام صباها، فهي لم تتزوج ثانية لأنها تعرف النية التي تفسد عليها قصة حبها الجديدة فرفضت بكل عناد أي خاطب او متودد، متشككة بأنه من يريد التقرب إليها ليس لذاتها وإنما لوظيفتها العالية الحساسية، وان أي زوج يأتي سوف يأتي على مصلحة أبنائها، وان أبنائها فوق كل اعتبار.. صارت تدرك عمرها الهارب إلى حافات اليأس قد أوقفته على أمل أبنائها، ولن تهدر سنيها بين تربيتهم، والمكابرة على حاجتها إلى رجل يروي لها عروقها كأي أنثى..


5.
قبل أكثر من عشرين سنة اختفت بطلته عن نظره بعد أن تزوجت، وأنجبت، وترملت ومن ثم لم تكن قد سافرت يوما عن مدينتها أو ابتعدت بولديها، كما كان يظن، ولم تكن تصله أخبارها، إذ بقيت في ذهنه كبطلة حاضرة تطارد خياله، في دائرة منسية، تقرا يوميا معظم ساعات الدوام، وقد نظمت غرفتها بأحسن تنظيم، وأزاحت كما كثيفا من غبار تراكم فوق أضابير موظفين كبار..


6.
كان إحساسه بذلك اليوم، وهو يكتب عنها؛ انه سيكون فعلاً يوماً متميزاً..
ارتشف الجرعات الدافئة من قدح صغير بقي معلقا بين أصابعه، ثم ودعه على منضدة قريبة كانت قرب كرسيه. وحرك بيده الأخرى مؤشر محطات الراديو إلى أقصاه دون أن ينظر إلى لوحته، أو يرفع عينه عن المرآة، بحثاً عن موسيقى تناسب الأحلام الموزعة في انتظام سقيم، بعد أن ابتعدت نظراته كليا عن فظاظة الالتهام، وودع ذلك الكائن في عزلته القصية، مستنفداً ما رزقه الله.. (كمؤلف حرّ الخيال).. التقطت أذناه، بلهفة، الموسيقى التي تروقه مع تلك الغيوم المتقاطرة في السماء، وبدت كالمكتوبة على فضاء المساحة.. غيمه بعد أخرى، تزمجر بوميض يسبق الصوت. كانت الصور تتشكل وتتداخل لتغير لوحة الجمال التي أمامه.. بعد أن أعطته المرأة معان راقية، وأخرى غير التي تخص الجمال، تحركت في داخله، وراحت تفيض وتأتلق،؛ إذ يتهالك المعنى كلما اخذ من الزمن بغيته في الندم على خسران قد حدّ من الانطلاق نحو الأماني.. بقي ينظر، وحسب.. أناء الارتشاف من قدح صغير بين أصابعه، ويضرب بخاره في انفه. أراد أن يواصل كتابة ما بدأه، أن يتفوق على بطلة قصته، لكنه بات مقتنعا بأنه لن يجاريها، أبدا، من بعد أن أعطاها في السابق كل ما يفتقد إليه الآن، فقد اختفت الأحداث من ذهنه، وخذلته الذاكرة، وقبل بها ان تكون كخط الأفق ليس فيها الأعمق، اختفت عنه تفاصيل كثيرة من الممكن ان تجعل حكايته جميلة، ولو كانت فيها القناعة طافية على سطح العقل؛ ليست مغيبة فيه... ماذا سيكتب؟ وكيف سيكسى هذه الشخصية الحية الواقعية لحما ودما كما هي في الواقع..


7.
بعد أن تلظى انتظاراً في المكان المحدود، لما ستفعله تلك المرأة بطلة قصته التي ناهزت الخامسة والأربعين، وكأنها متطوحة تتلاعب بشعرها موجات هواء الشتاء المنعشة. تمنى ساعتها أن يمتلك منظاراً يختزل الخمسة والعشرين متراً- التي تبعدها عنه، لأجل أن يروي فضوله، فيراها كم هي صافية الوجه، رغم كل ذلك البعد، وكأنها تقاسمه ظلمة وحدة مريرة.. فستانها المخملي الأنيق جعلها جزءاً حيوياً لما يراه أمامه عبر النافذة عسى ان تكون تلك التي تملأ ذهنه منذ طفولته.. الهلل لا يحجب الرؤية، ولكن الخيال، أحيانا من عدم الجدوى، يتثبت كحقائق شاخصة، مكتسية اللحم، والدم.. تجعله مسترجعا آخر ما انفجر بين قدميه، وطوح به عالياً، متصوراً ما حدث، ويتمنى بعمق، وبعد فوات الأوان لو لم يكن مفسداً لحقول الألغام، ولم يكن الذي حدث له.. عيناه مصوبتان نحو النافذة، ويتابع الاتهام الشره لذلك الحيوي الأطراف، الرمادي اللون، الذي عالج ما اختطفه من شبكته العريضة الامتداد، ببراعة قل مثيلها..
كان الوقت لزجاً إلى حدّ السقم، والمدى بقي مزدحماً إلى حدّ التكدس، ولأنه موقن بعشقه للموسيقى كالمتعبد، لم يأخذ لها من حياته إلا كلها، غرامه الذي لم يتبدل، (كمؤلف حرّ الخيال)، فافلت خياله الجامح وراء بحار وشطآن، عابرا وجعا كان من المفترض أن يكون وجعا مفترضا.. تبين له بان هذا الوجع حقيقي، ولا يمكن تجاهله، أن لا يترك كل تلك الخيالات التي تستنزفه، ولكنها السلوى الوحيدة التي يستسلم إليها، تعبث به، وتأخذ به حيث تريد، وليس إلى ما يريد. تندلع الذكريات متكاثفة تطوف محلقة بدوائر موسيقية، تبطش بذهنه، تسيطر عليه… تبدو حالة من التقاطع المتداخل مع ومضات تبرق في عوالم وحدته المتكررة بسقم مقيت. يترك كل الأشياء المنطقية جانباً، كأنه يقرا في أوراق تلك الملكة المضيئة وهي تعبث بمصير ما يكتب.


8.
على زجاج نظارتيه تقف حشرة ما بينه وبينها.. تصير بحجمها، وتحجب عنه الرؤية.
الأنغام المتوالية هي الأخرى تحكي قصتها، وتتراقص الأحرف تحت وابل من المعنى يشدهُ إلى معان متوالدة من بعضها..


9.
يودّ أن يقابلها على ارض الواقع، لأجل أن تفتت عنده القناعات، وتتكسر الدلاء، بدت له فكرة غير منطقية، كيف كان يحيا بين هذه السنوات الطوال، حاملا قصة حب من طرف واحد، متجاوزا الخمسين، مستقبلا نثيث مطر لزج على وجهه، مواجها لنفسه، متحديا لحروف قصته ومقارنا بعقل ما فاته من الواقع لا يمكن أن يلحق به على الورق، مضي يكتب صراعه الكاشف متحققا بنفسه من صحة ما يرى وما يسمع، ومقارنا بين ما يحدث متسائلا كيف يمكن أن يكون الكاتب ناجحا على الورق فاشلا مع الحياة، وكيف يمكن أن يتحمل خسارة ما ينبغي عليه أن يحصل عليه!..


10.
لم يلتق بها منذ ذلك الماضي البعيد ولكنهما بقيا يكتبان هي تكتب كبطلة لقصته وهو يقرا سطورها بعشق، باحثا عن ما آل إليه العصر في مدينته، كأنها تقرا له أيضا ما آل إليه مصير القلب..

منشورة في مجلة الاقلام العراقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث