الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لايصلح التكنو قراط ما افسده الساسة

عدنان جواد

2016 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



لايصلح التكنوقراط ما أفسده الساسة
تم اخذ عنوان المقال من المثل الشعبي الذي يقول: لايصلح العطار ما أفسده الدهر، فالعطار مهما امتلك من مساحيق لايمكن أن يصلح التجاعيد والضعف في الجسم وصعوبة الحركة وهذه سنة الكون والطبيعة، اما الإصلاح في العراق وبعد أن منح العبادي فرصة ثمينة لم يستغلها بدعم الشعب والمرجعية له الذي فقدها اليوم بعد أن عجز عن الإصلاح ، فتم غلق باب النصح بعد أن صمت آذان الساسة عن السمع فلا طريق أو خيار غير خيار الإصلاح.
طرح رئيس الوزراء تغيير في الوزراء من التكنوقراط من اجل الإصلاح، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه هؤلاء التكنوقراط هل هم من الحزبيين ام مستقلين وإذا كانوا مستقلين من يدعمهم ومن يحميهم من الأحزاب الحاكمة إذا أرادو إبعاد أو محاسبة ركائزها في الوزارات التي شيدتها خلال السنوات الماضية والتي يصعب إزالتها إلا بقوة اكبر لاتخضع للإرادة السياسية الحالية وهذا محال تحقيقه على ارض الواقع من دون عصا غليظة تحاسب الجميع وتطبق القانون على الجميع.
بعد سنوات من الحكم الشمولي المركزي ، تحول الحكم الى حكم اتفاقي يدعي اصحابه الديمقراطية بفعل قوة خارجية قسمت العراق حسب الطوائف والقوميات وبغض النظر عن كفاءة الحاكمين ونزاهتهم واغلبهم من أصحاب الجنسيات الأخرى والغربية بالذات، والذي يحتوي في جنباته شركاء شكليين متناقضين حد العداء والتسقيط ورأينا ذلك في المناصب الوزارية ومجالس المحافظات وكيف يتقاتل الشركاء الأعداء.
تميزت الفترة الماضية بالفساد الإداري والمالي بإساءة استعمال الوظيفة العامة من اجل مصلحة شخصية ، فاختفت الهوية الوطنية بتعدد الولاات والهويات الفرعية، فتعطل تمشية المعاملات والغش والإهمال، وغياب مبدأ المحاسبة وعدم تطبيقها وضعف المساءلة وغياب الشفافية، هذا الأمر أدى إلى عدم ثقة المواطنين ورضاهم، فبدل أن تشيع العدالة الاجتماعية والإنصاف، تفشى الفقر والأمية وتدنى التعليم والصحة وانهيار البنى التحتية بتدمير النسيج الاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي.
إن عدم كفاءة الموظفين وعدم وجود تكافوء الفرص بين المواطنين في الوظيفة العامة فانتشرت الرشوة والعمولة فجمع أصحاب المناصب العامة بين الوظيفة والعمل التجاري فجمعوا الثروات من خلال العقود الوهمية وتهريب الأموال التي حصلوا عليها بطرق غير مشروعة إلى البلدان الأجنبية من اجل استثمارها على شكل ودائع في البنوك الأجنبية أو شرائهم عقارات في تلك البلدان، إضافة إلى التهرب الضريبي والكمر كي بدفع رشاوى للقائمين عليها ، ووصل بهم الحد حتى سرقة المعونات والمساعدات والقروض الخارجية وإدخالها لحساباتهم الشخصية.
وهذه الإمبراطوريات المالية لاتسمح بالتغيير والإصلاح لأنه يشكل خطر على وجودها وسوف يستمر السلب والنهب والسرقات والفوضى لذلك لايصلح التكنو قراط هذا الفساد الكبير فأما ان يكونوا ضحايا للحيتان الكبيرة أو يصبحوا من ضمنهم يستغلون فرصة وصولهم للمنصب من اجل الغنى والاستغناء لان المنصب عندنا ليس خدمة للناس وإنما خدمة للنفس بجمع الأموال من خلال فترة تسنمهم المنصب.
سبق وان تم تضييع الفرصة الأولى من قبل العبادي واليوم الفرصة الثانية وينبغي التمسك بتنفيذها وعند تنفيذها سوف يسجل اسمه في التاريخ بأنه قتل المحاصصة وقام بتغيير حقيقي بحكومة جديدة من غير المتحزبين ومن الشرفاء بعيدا عن المذهبية والقومية والاثنية مع الحزم والشدة وتطبيق القانون ومحاربة الفاسدين بدون استثناء وان تطلب الأمر التضحية بمنصبه ومصلحة حزبه واعتقد ان وطنه وأبناءه يستحقون ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟