الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلمان ناطور رحلت وسيبقى مكانك خالدًا في قلوبنا

علم الدين بدرية

2016 / 2 / 16
الادب والفن


يصعقنا الخبر وتتوالى الذكرى بين زوايا العتمة وخواطر تسافر على بقايا الوقت الذي توقف قبل انتهاء الزمن ...، لا الدمع يكفي ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفّف لوعة الفقيد ، ولا التوقف عند محطّات من العطاء يجلب شيئًا من السلوى ، للموت جلال أيها الراحل ولنا بعدك انتظار في محطات قد تطول وقد تقصر.
أديبنا الراحل سلمان ناطور ... مضيتَ في صمت وفي أحيان كثيرة الصمت يليق بوداع العظماء !! لن أرثيكَ... لأنه يعزّ علي أن أشعر بفقدان إنسان قيّم نبيل ، كلمتي أقدمها تحيّة وفاءٍ وشهادةَ حقٍّ في فقيد الحقّ والوطنيّة ومكارم الأخلاق..

سلمان ناطور لا أصدق موتكَ... وكيف يموت من لم يعرف طبعه الموت وعاش جمالاً وعطاءً فاعتزّت به الحياة والوطن خلّدتَ بإبداعاتكَ وكتبكَ تاريخًا ورسمت ذاكرةً لا تُنسى فكيف للخلود أن يُنسى ؟
سلمان ناطور من الصّعب أن نلمّ بجميع صفاته ، وأن نصل إلى جوهر حقيقته وأصالته ،إنه مجموعة من الصّفات الطيّبة التي قلّما اجتمعت في إنسان ، غبتَ عنا جسدًا وستبقى حاضرًا فكرًا ، روحًا ، نصًا وإبداعًا .. هيهات أن يُخالجنا حسّ بفقدانك... فأنت حولنا وسع الحواس. لقد استحلت إلى قيمة مميّزة في وعي حياتنا... نجدك في القلب ، في الضمير في إنسانيتك الشموليّة في البحث عن السلام العادل في كل عمل جميل وفكر بنّاء.
نعم فقدناك يا سلمان لكن حروفك التي سطّرتها ستبقى نبراسًا يضيء لنا الطريق أمام كل عتمة وفي كل ليلة ظلماء ، نعم فقدناك لكنك ستبقى ذلك الرّقم الذي لا يمكن أن يتجاوزه الزمنُ طال أم قصر ، ستظل باقيًا بيننا ما بقينا وما بقي الكرمل راسخًا شامخًا فوق قمم الوطن .
لقد تركت أثرًا مجيدًا في تاريخ وطنك ، لقد خضت غمار الحياة بجرأة وصدق ونزاهة وغايتك رفع مستوى وطنك وازدهاره فسطّرت صفحةً مشرقةً بمواقفك الشجاعة الجريئة وخصالك الحميدة . فما أحوجنا اليوم إليكَ وإلى أمثالكَ من رجال فكر ومبدعين مخلصين لأن الوطن يحتاج في الملمّات إلى هؤلاء الأفذاذ من أبنائه.
لقد علّمتنا أيها الأخ الصديق أن نسمو على كل الصغائر التي سموت عليها وتخطيتها متجاوزًا حدود الطائفة والمنطقة إلى حدود الوطن وعشت للوطن كله لإيمانك أنّ الوطن أغلى الأمنيات. نعم يا أبا إياس سيبقى الوطن بفضل أمثالك حرًا مستقلاً ممجّدًا وسيبقى الكرمل يصدح مُخلدًا أرثك الثقافي فوق كل زهرة وفي جذور كل سنديانة فوق هذا التراب وفوق بواسق السحاب ، لن أقول لكَ وداعًا يا مُسافرًا عزّ عليه البقاء ، لا ولن أرثيك.. بل سأحيي باسمك كل الشرفاء العاملين لرفعة الإنسان والوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي